رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسرار شارلي شابلن المصري.. أضحك الناس بطريقة غريبة ومات قبل أن يزوج مراته

الفنان الضيف أحمد
الفنان الضيف أحمد الضيف

"بص شوف مين يا وعدي".. تتردد هذه الجملة في المخيلة الشعبية المصرية، حين تتذكر الفنان الضيف أحمد الضيف، الذي ارتبط اسمه بفرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، والذي كان هو صاحب فكرة إنشائها، ورغم أنه كان صاحب نصيب وافر من اسمه كضيف سريع على الحياة، إلا أنه أحدث خلال سنوات قليلة ومضة باهرة في المسرح الكوميدي المصري.
تذكر مجلة السينما والمسرح في عدد أبريل 1976 كواليس وفاة الضيف أحمد الضيف، والذي مات على صهوة جواده إذا صح التعبير. فتذكر المجلة أن الضيف كان في أوج نشاطه وحيويته، ساهراً في مسرح الهوسابير بالقاهرة، يستعد ليقدم في مساء اليوم التالي، لجمهوره خامس مسرحياته مع "ثلاثي أضواء المسرح" ، "الراجل اللي جوز مراته"، وكان الضيف قد قرر أن يعتزل التمثيل نهائيا بعد هذا العرض ليتفرغ للإخراج، ولكن قبل أن يرفع الستار عن "الراجل اللي جوز مراته" كان الضيف قد اعتزل الحياة كلها، لا التمثيل الكوميدي فقط.. ورحل، فقد زارته نوبة قلبية مفاجئة وظل ينتفض لعشر دقائق، فارق على أثرها الحياة، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره.
بدا الضيف أحمد خارجاً لتوه من تحت عباءة الفنان الكوميدي العالمي شارلي شابلن، خاصة أنهما يشتركان في الصفات الجسمانية، والأداء الحركي المضحك، وربما نظرة العين أيضًا، لكن شابلن المصري كان طموحاً، ولا يرغب أن يكون نسخة من أصل راسخ، فقال في حوار تليفزيوني قديم معه، إنه يرغب في تطوير الكوميديا المصرية، وكان يجلس بجوار ثروت أباظة، وبدا أباظة متشككاً من شطحات الفتى النحيل، فاستمسك أباظة بعظمة مسرح الريحاني، فيما رفع الفتى النحيل حاجبيه مشاكسا في صوت خفيض، وهو يؤكد في ثقة "الكوميديا الاجتماعية الناس شبعت منها، أنا هقدم فارس فكري" والفارس هو الهزل المفرط.
سمع ثروت أباظة المصطلح الجديد الذي أطلقه الضيف أحمد وابتسم وقال "جديدة دي" فاستكمل الضيف شرحه قائلا " الناس لما بتضحك بتفكر قبل ما تضحك، عايز ألعب في مساحات التفكير دي وأطورها بدون ما أتخلى عن الهزل والضحك المفرط".
وطرح الضيف فكرة الكوميديا العلمية أيضا وهي الفكرة التى استفاد منها فؤاد المهندس بعد رحيل الضيف أحمد وبنى أغلب مجده في السينما الكوميدية عليها مثل الماكينة اللى طلعت قماش والروبوتات المتكلمة والسيارات بأسماء النساء، يقول الضيف "لازم نجيب الحاجات العلمية ونضحك الناس منها، بيطلعوا على تطور العلوم ويتخيلوا المساحات غير المكتشفة دي وفي نفس الوقت نضحكهم، إحنا مثلا بنشتغل دلوقت على رواية "حدث في عزبة الورد" ناس عايزين يتحكموا في حجم البشر، بنجيب حاجات علمية خطيرة جدا، ونعملها بطريقة كوميدية تضحك، مثلا برنامج "عالم البحار" دا اللي الناس مشدودة له على التليفزيون ممكن نشتغل عليه ونشغل خيالنا، ونعمل منه حاجات كوميدية للناس، بكده نطور المسرح الكوميدي وياخد شكل جديد، ونساعد في نفس الوقت الناس عشان ترتبط بالعلوم".
يتذكر الفنان سمير غانم لحظات عاشها مع الفنان الضيف أحمد "كنا في night club في شارع الهرم، والناس جاية تشرب وتهزر ومش مركزة معانا خالص، والضيف كان مضايق، قلت له  إحنا نطلع ونشتغل، لكن الضيف كان عايز ينزل يتخانق معاهم من غيرته على الفن الكوميدي والاسكتشات الحلوة اللي بنعملها".
يقول سمير غانم "كنا لما نتطلع اسكتشات، يموتني من الضحك مكانش يبان أنه بيضحك على المسرح، لأنه كان يعمل حركة عيالي أوي ييجي يستخبى في الجاكيت ويضحك فميبانش".
ويضيف سمير غانم "الضيف أحمد كان من أرياف المنصورة كان يفطر دقت بامية وملوخية، واللحمة، الصبح، وكان يعشق البيض، طاسات البيض المقلي عيون دا شغالة عنده، الطاسة تخلص تيجي اللي بعدها".
ويستعيد سمير غانم أحد المواقف الغريبة مع الضيف " كان أول واحد يشتم على المسرح والناس تصفقله، كنت بمثل دور ست اللي بقول فيه "أنا اسمى سوسن بيدلعوني يقولولي يا فوزي" وعمالة أقوله يا بابا يا بابا بهستيريا، فزهق الضيف وقالي عايزة إيه يا بنت الكلب، فالناس ضحكت جامد وسقفت، وكنت بشيله كل يوم من البنطلون والحزام وأمشي بيه زي الشنطة، تخيل بنت شايلة أبوها كده ما لازم تتشتم طبعا".
يقول سمير غانم: "الضيف جواه مخرج وكان دا حلمه، كان له رواية أخرجها قبل ما يموت اسمها "كل واحد وله عفريت"، "كنا بنشوف وجه تاني خالص للضيف وهو بيخرجلنا المسرحية دي".
ويروي سمير غانم مفارقة وفاة الضيف أحمد ويقول: "كنا طلعنا من المطار، ووقف الضيف على جنب حط إيده على خده وسرح، فجه عازف كمان معانا يهزر ويقولي: (شوف الضيف ماله بيفكر جامد أوي هو هيموت ولا إيه)، تاني يوم دخلنا المسرح وغيرنا هدومنا، لقيت جورج جاي بيبكي ويقولي الضيف مات".