رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيرسا كوموتسي: الجمهور اليوناني متعطش لقراءة الأدب المصري

بيرسا كوموتسي
بيرسا كوموتسي

أكدت المترجمة اليونانية بيرسا كوموتسي، تعطش القراء اليونانيين للأدب المصري، وهو ما لمسته عند طرح ترجمتهما لروايتي "دعاء الكروان" لطه حسين و"اللجنة" لصنع الله إبراهيم.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي احتضنه المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتور أنور مغيث، مساء اليوم الأربعاء، مع الأديبة والمترجمة اليونانية بيرسا كوموتسي، بحضور الروائي صنع الله إبراهيم، بالتعاون مع السفارة اليونانية بالقاهرة.

واحتفى اللقاء الذي أداره الدكتور خالد رؤوف، وتناول مناقشة آخر أعمال وترجمات الأديبة اليونانية، بصدور ترجمتين من أعمال كوموتسي لرواية دعاء الكروان لطه حسين ورواية "اللجنة" لصنع الله إبراهيم.

وقالت كوموتسي، في كلمتها خلال اللقاء ": أعود موطن مولدي بعد أن وفيت بوعدي أن اقدم للقارئ اليوناني الأدب المصري المعاصر على مدار ٣٠ عاما"، مشيرة إلى أن المترجم عليه أن يدخل بعمق في العالم الداخلي للكاتب الذي يترجمه، وأن عملية الترجمة فاتنة وهي الوسيلة الأفضل للإقامة علاقة مثمرة مع ثقافة ما ".

ونوهت إلى أنها قدمت كتابين مهمين تخطيا إلى العالمية لبعدهم الإنساني وعمق التجربة التي يقدمانها.
وأكدت المترجمة اليونانية أن القراء في اليونان احتضنوا بشغف كتابات صنع الله ابراهيم وطه حسين، معبرة عن حالة النهم للأدب المصري لدى جمهور القراء اليوناني.

ونقلت كوموتسي عن ناشري ترجمة "دعاء الكروان" باليونانية لطه حسين، قولهم "سعدنا للغاية بتقديم الفاعلية اهتممنا بالكتاب من اللحظة الأولي، نتعامل معه كدرة في الأدب المصري الذي لا زلنا نعرف عنه القليل في اليونان خاصة وأن طه حسين أحد جسور التواصل مع اليونانية بترجماته".

بدوره أعرب الدكتور أنور مغيث، عن سعادته باستضافة المركز القومي للترجمة للقاء، مشيرا إلى أن المترجم ليس بفاعل الخير ولكنه عاشق لأنه لا يقدم على فعل إلا من قبيل الحب، لافتا إلى أن المترجمة كوموتسي تحب الأدب العربي والعرب وهو ما ينعكس على ترجماتها ال٤٠ من العربية إلى اليونانية والتي كان آخرها رواية "دعاء الكروان" لطه حسين و"اللجنة" لصنع الله إبراهيم.

وقال مغيث "الترجمة هي العلامة الأساسية لوحدة العقل الإنساني وهي ما تسمح بالتفاعل عندما نقرأ أدبا صينيا ولاتينيا ونشعر أنه مرآة لأنفسنا".

وأكد، في كلمته، أن الأدب هو النافذة الأهم للتعرف على الشعوب، مشيرا إلى اهتمام طه حسين، بالترجمة وكيف أنه خصص من وقته الإبداعي لتنفيذ ترجمات ودوره في الخروج من الانطواء الثقافي.

وألمح إلى أن ترجمة طه حسين، تحتاج لمترجم يستطيع نقل الجمال فضلًا عن نقل اللغة والمعنى، مشددا على صعوبة الترجمة الأدبية بسبب بعدها الجمالي.

فيما وجه نيقولا غاريليدس، سفير اليونان بالقاهرة، كلمة بالعربية إلى المترجمة كوموتسي قائلا إنها "صديقة طفولتي منذ المرحلة الإعدادية، دائما جميلة وبشوشة ومهتمة بالأدب والفنون.. مجهودها كبير كمترجمة وكاتبة.. وفخور وممتن على الاحتفاء بها في هذا اليوم".

وفي السياق نفسه، استهل صنع الله إبراهيم كلمته بإيضاح كيف تعرف على الثقافة اليونانية جيدًا، مستعرضا العلامات البارزة للعلاقات المصرية اليونانية في جانبها الثقافي وحتى منذ عهد الإسكندر الأكبر وحتى اليوم.

وأوضح، أن مصير البلدين متشابه بوصفهما من أقدم الحضارات التي شهدتها البشرية، وما لهم من دور كبير في استمرار الحضارة، وأن العلاقات الثقافية لا تتوقف بسبب استقرار الكثير من اليونانيين في أماكن مختلفة في مصر واعتبروا أنفسهم مصريين.

وألمح إلى أن لم شغف وحب المصريين لكلاسيكيات الأدب اليوناني لم يتوقف ولكنه دليل على عدم متابعة المصريين للأدب اليوناني المعاصر، كما أنه على الجانب اليوناني أيضًا لا يعرفون من الأدباء المعاصرين المصرين أحدا وهذا هو الدور العظم للمترجمة كوموتسي.

وقال إبراهيم: إن رواية "اللجنة" استغرق كتابتها ٣ شهور بدأت كقصة قصيرة.

وأشار صنع الله إبراهيم، أنه لا يجد مشكلة في تشبيه اليونانيين له بكافكا العرب، مؤكدا، أن هناك اختلافا كبيرا بين موضوعه الأدبي البسيط ومشروع الكاتب الألماني فرانز كافكا الذي اهتم بمعالجة مشكلة إنسانية كبرى وهي وجود الإنسان بكافة أبعاده.

وعن تأليفه الكتب للناشئة، قال صنع الله "انطلقت في تجربة الكتابة للناشئين من عمر العاشرة وحتى السادسة عشر، لافتا إلى أن مشروعه للناشئين يتمحور حول "نقل ملاحظاتي عن عالم الحشرات وما وصل إليه العلم ولم استخدم الخيال بقدر ما صنعت مواقف من سلوكيات بعض الحشرات وكتبتها لتكون بشكل أدبي بل وتعليمي للناشئة".

والأديبة اليونانية بيرسا كوموتسي، كاتبة ومترجمة يونانية ولدت في مصر، درست الأدب الإنجليزي بكلية الآداب جامعة القاهرة، ترجمت أكثر من 40 عنوانًا مصريًا وعربيًا، بينها 16 عملًا لنجيب محفوظ، كما أن لها العديد من الأعمال الروائية، منها رواية "الضفة الغربية من النيل" التي صدرت نسختها العربية، عن المركز القومي للترجمة، ونقل الرواية إلى العربية محمد حمدي إبراهيم.