رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تضخمت ثروة أيمن نور بعد هروبه من مصر؟

أيمن نور
أيمن نور

يُبدد أيمن نور، رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية، الأموال المخصصة من التنظيم الدولى لدعم قناته، وينفقها على سهراته وحفلاته واحتياجاته الشخصية، التي كان آخرها الاحتفال بعيد ميلاده داخل القناة.
وقالت مصادر بالقناة إن عددًا كبيرًا من العاملين بالشرق مهددون بالفصل التعسفى بعد مطالبتهم «نور» بزيادة رواتبهم، مشيرة إلى أن الهارب يختلس آلاف الدولارات المخصصة لدعم القناة، ويبخل عليهم ويرفض زيادة رواتبهم، رغم تزايد احتياجاتهم فى ظل ارتفاع أسعار الخدمات مؤخرًا فى تركيا.
وكشفت المصادر عن إعداد «نور» تقارير شهرية عن المتمردين عليه بالقناة، وتسليمها إلى الأمن التركى، تمهيدًا لترحيلهم إلى مصر، موضحة أن الإرهابى يتواصل مع الأمن التركى باستمرار، لإرهاب العاملين معه فى القناة وتهديدهم بالترحيل إذا لم يلتزموا بسياسته فى الإدارة والتحرير.
وتصاعدت حدة الخلافات بين «نور» والعاملين فى القناة نهاية ٢٠١٧، بعدما قرر الهارب وقف رواتب العاملين بشكل مفاجئ، واستثنى من القرار بعض الإعلاميين، الأمر الذى تسبب فى تمرد كبير داخل القناة، كما أصدر قرارًا بوقف عدد من مقدمى البرامج والمعدين عن العمل بشكل نهائى.
وفى يناير ٢٠١٨، اتهم عدد من العاملين بقناة الشرق «نور» بالنصب عليهم وحجز رواتبهم دون وجه حق، بعدما حوّل المبالغ التى يتلقاها شهريًا للإنفاق على القناة إلى عدد من بنوك أوروبا، رافضًا صرف رواتبهم.
وقال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هناك أزمة مالية خانقة داخل قناة الشرق الإخوانية نتيجة توقف التمويل القطرى والتركى، لافتًا إلى أن بعض العاملين المفصولين من القناة أقاموا دعاوى قضائية ضد «نور».
وأضاف «النجار» أن تيار الإسلام السياسى- بشقيه السنى والشيعى- يعيش أزمة تمويل غير مسبوقة، بسبب المقاطعة العربية الخليجية للدول الممولة والراعية للإرهاب، ونتيجة الأزمة الاقتصادية فى تركيا، علاوة على الإجراءات العقابية ضد إيران.
وفى رمضان الماضى، حاول «نور» استرضاء بعض العاملين المناهضين له، وقرر صرف شهرين لجميع العاملين بالقناة، فتحول بعض المعارضين إلى مؤيدين، مثل طارق قاسم، الإعلامى المفصول من القناة، الذى وجه عبارات مدح وثناء لـ«نور»، فيما ظل آخرون على مواقفهم، رافضين محاولة استمالتهم، مثل الإعلامى عبدالله الماحى، الذى تم فصله أيضًا من «الشرق».
وتصاعدت حدة الخلافات بين «نور» وعدد من قيادات وأنصار الجماعة الإرهابية، حيث بدأت الإخوانية آيات عرابى، فى الهجوم عليه، فضلًا عن عدد من قيادات التنظيم الدولى فى أوروبا والولايات المتحدة، وذلك على خلفية الأزمات التى تشهدها «الشرق» وزيادة شكوى العاملين بها من سوء أحوالهم ورواتبهم واضطهاد «نور» لهم.
وفى نوفمبر الماضى، حذّر «نور» العاملين بالقناة من المطالبة بزيادة الرواتب، لافتًا إلى أن التمويلات التى يتلقاها غير كافية.
وقالت مصادر إن «نور» هدد مجموعة جديدة من العاملين بالقناة بالفصل بعد مطالبتهم بالتحقيق فى جرائم الاختلاس التى ارتكبها بعض إعلاميى «الإخوان»، وعلى رأسهم الإرهابى معتز مطر.
وذكرت أن «نور» استولى على ملايين الدولارات خلال الفترة الماضية، وغسل تلك الأموال فى مشروع راديو إلكترونى يُبث من تركيا، ويعمل كتطبيق على الهواتف، لافتًا إلى أن الراديو يعتمد على بث مجموعة من الأكاذيب التى تروجها الجماعة ضد مصر، فضلًا عن إذاعة تقارير التنظيمات الحقوقية المشبوهة التابعة للجماعة.
وبجانب مشروع الراديو الإلكترونى، اشترى «نور» قصرًا فى العاصمة التركية «أنقرة» فى الوقت الذى تعانى فيه القناة أوضاعًا داخلية صعبة، وتزداد شكاوى العاملين بها.
وقالت المصادر إن «نور» اشترى القصر الجديد من إحدى الشركات التابعة لجماعة الإخوان، التى تعمل فى مجال المقاولات، ودفع ثمنه على ٣ دفعات متتالية خلال العام الماضى من خلال أحد الوسطاء.
وأشارت إلى أن «نور» تربح خلال السنوات القليلة الماضية ملايين الدولارات، ومع ذلك ما زال يتسول من قيادات الإخوان، بهدف جمع المزيد من التبرعات وزيادة الأموال التى يختلسها بانتظام.
من جهته، قال منتصر عمران، الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إن «نور» شخصية متلونة، وهناك مصالح مشتركة بينه وبين جماعة الإخوان، فهو يستخدمها وهى تستخدمه أيضًا، مشيرًا إلى أن الإرهابى عاشق للسلطة والظهور.
بدوره، قال طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق، إن «نور» اختلس بالفعل مئات الآلاف من الدولارات التى يتلقاها من دول أوروبية، لاستكمال مسلسل التحريض ضد مصر، لافتًا إلى أن الإرهابى الهارب يحصل على نصف هذه الأموال لنفسه والنصف الآخر للقناة.