رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدى عطية: مؤتمر أدباء مصر فكرة قيمة أرفض إلغاءها

جريدة الدستور

قالت الدكتورة هدى عطية رئيس لجنة أبحاث مؤتمر أدباء مصر، إنه بدأ يضع قدمه على الدرب الصحيح لخدمة المثقف خاصة والمواطن بشكل عام، من خلال توجهه لخلق آليات نحلل من خلالها عيوب حياتنا ‏الثقافية، مضيفة في حوارها للدستور"، أن المؤتمر سيناقس مشروع تعديل لائحة أندية الأدب، للإرتقاء بها.

- بصفتك رئيس لجنة الأبحاث، هل تم استبعاد أبحاث مقدمة للمؤتمر؟
المؤتمر العام للأدباء يعد فرصة طيبة لاكتشاف باحثين جدد من شتى أنحاء الجمهورية، سواء من الأكاديميين، أو المهتمين بالشأن الثقافي وممارسة البحث الأدبى، الأمر الذي يضمن منافسة علمية أكثر رحابة وعدالة وحيادية، ما يثرى المشهد الثقافي.

وتابعت: في الأول من يوليو الماضي تم الإعلان عن فتح باب المشاركة فى ستة محاور بحثية فرعية تستجلى أزمة الوعي الفاعل في الحراك الثقافي؛ رغبة في مساءلة الوضع الراهن، وتمهيد السبل لحراك منشود، ليس محض فعل عشوائي تحكمه العاطفة أويجهل غاياته، بل حراك واع ومنظم وصاعد ذو مردود تنويري، وتقدم للمسابقة ثلاث وثلاثون بحثا تم تقييمها بمعايير جادة حاكمة، ومراجعة دقيقة لأصالة البحث ومنهجيته العلمية وانضباطه اللغوي، ومن البدهي استبعاد ما خالف شروط المسابقة من أبحاث سبق نشرها بأية وسيلة من الوسائل، فأنا على يقين بأن كتاب الأبحاث في الدورة الرابعة والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر سيمثل مرجعا رصينا لكل باحثي عنى مستقبلا بالقضايا المطروحة به.

- هل يحقق المؤتمر دوره في رفع الوعي ونشر الإبداع ومواجهة التطرف والإرهاب؟
مؤتمر هذا العام يدعو للاحتفاء بالثقافة المصرية ومؤسساتها وهيئاتها، ففي محور الدورة دليل كاف على مساءلة الذات، التطلع إلى إعادة بنائها من خلال البحث عن السلبيات الثقافية وتقصي أبعادها وكشفها بشفافية، فليس ثمة تطور ثقافي دون وعي مؤسسي وجماهيري للواقع، ووضع استراتيجيات لمعالجة ما تردي من مفردات أتاحت في لحظة ما غياب التسامح وتراجع الخطاب الفكري النيّر أمام الفكر المتطرف.

أما عن تحقق هدف العدالة الثقافية فإن اختيار محافظة مختلفة في كل دورة كي تمثل عاصمة للثقافة هو خطوة مهمة نحو ضمان هذه العدالة، لكنها تحتاج مزيدا من الجهود لإشراك فئات المجتمع في هذا الحدث الثقافي والإبداعي.

- ماذا يحتاج المؤتمر ليقوم بدوره في خدمة المواطن والمثقف أيضا؟
أحسب أن المؤتمر بدأ يضع قدمه على الدرب الصحيح في خدمة المثقف خاصة والمواطن المصري بشكل عام، من خلال توجهه إلى خلق آليات نحلل من خلالها عيوب حياتنا ‏الثقافية مجتمعًا ومؤسسات داعمة.

- من واقع المقدمة الخاصة بحضرتك في كتاب الأبحاث.. هل يراجع المؤتمر نفسه في ‏دورته الحالية؟
هذه الدورة تمثل مراجعة ضرورية، فالمؤتمر جزء من الحراك الثقافي الراهن الذي تعمدنا وضعه بكافة أطرافه وأبعاده تحت مجهر القراءة ‏الفاحصة والبحث الرصين؛ لسبر غور المشكلات التي تحول دون بلوغ لحظته العالية، فاطراد الحراك لايقابله لدينا اطراد ‏وتزايد معادل في الوعي الثقافي لأفراد المجتمع، لا يمكن ‏نكران هذه الحقيقة المحبطة، أوغض الطرف عن حالة ‏الترهل المعرفي البادية للعيان في ظل ‏عصر سريع مشوه بالزيف تراجعت فيه الثقافة إلى ذيل القائمة من اهتمامات ‏الفرد المحاصر ‏بالخوف والقلق والطمع والفقر، والمشوش بالصراعات وجنون التكنولوجيا. ‏

- من وجهة نظرك.. هل لائحة أندية الأدب المنوط بها الترشيح للمؤتمر تحتاج إلى مراجعة؟
على رأس كتب المؤتمر، مشروع تعديل اللائحة التى بذل أعضاء الأمانة جهودا كبيرة في مراجعة بنود اللائحة القديمة، لعرض مشروع التعديل في اجتماع الجمعية العمومية أثناء أيام المؤتمر.

- فكرة إلغاء المؤتمر الذي طالب به عدد من الكتاب،كيف ترين ذلك؟
من المنصف أن يتخلى البعض عن نزعة الهجوم غير البناء التي نراها سابقة أو لاحقة ‏لكل فعل ثقافي، وأن يتم وزن الأمور بمعيار صائب يتغاضى عن المصالح الفردية التي تفسد كل تقييم، فمؤتمر أدباء مصر فكرة قيمة بوصفه تمثيلا رمزيا لالتقاء المبدعين في كافة أرجاء مصر تحت مظلة فعل ثقافي جامع، تحقيق الأهداف جليلة: ‏كالتفاعل، والتلاقي الثقافي، وتتبادل الخبرات، وإذا كان ثمة أخطاء في التنفيذ، فهذا يحيلنا إلى تدارس المشاكل، لا نسف الفكرة.