رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"لا للشيشة والمهرجانات".. كافيه للبنات فقط بالإسكندرية (فيديو)

جريدة الدستور

أغاني فيروز ونجاة الصغيرة وأم كلثوم، ورائحة القهوة وقراءة الروايات، وجلسات البنات، والتقاط الصور "السيلفي"، عالم خاص بالفتيات أرادت أن تحققه "حياة" لتنفذ مشروعا مع شقيقتها، وهو كافيه "للبنات فقط"، ولكن بفكر خاص ومختلف، يحمل رسالة اجتماعية وثقافية، رافعة شعار "لا للشيشة وأغاني المهرجانات".
في أحد شوارع حي العجمي بغرب الإسكندرية، اختارت "حياة محمد عبدالرحمن " 36 عاما، حاصلة على ليسانس آداب قسم آثار، موقع الكافيه الذي لا يبعد كثيرًا عن منزلها؛ لكي تستطيع مراعاة أطفالها.
تقول "حياة" لـ"الدستور": "عملت بعد تخرجي في مجال الإدارة فترة بسيطة، ثم تزوجت وأنجبت، ولكن كنت دائما أريد أن يكون لي مشروع خاص بي، وعندما عرضت الفكرة على شقيقتي، تحمست وعرضت مشاركتي، وبدأنا في اختيار مكان قريب من منزلنا، وكان مكانا مهجورا، وبدأنا ترميمه وعمل الديكور الخاص به، والذي أغلبه كان بأيدينا "هاند ميد"، واختيار جميع العاملين من الفتيات، وتم تدريب بعضهن، وذلك لقلة الفتيات العاملات في هذا المكان.
وتابعت: "تم اختيار الأشياء التي تبحث عنها الفتيات، والسيدات، مثل لافتات عليها كلمات ورسائل، وصور لنجوم الفن مثل سعاد حسني وهند رستم ومارلين مونرو، وأماكن للتصوير، والمراجيح، وركن خاص بالقهوة وقاعدة عربي، ومكان مخصص للأطفال، وهدايا، وميك أب، بجانب ركن القراءة الذي يحتوي على روايات خاصة بالأدباء الشباب لكي تناسب الفتيات الصغار، بالإضافة لتخصيص مكان للمذاكرة".
وأضافت أنها عند بدء تنفيذ تلك الفكرة كان هناك هدف لها، وهو تجميع البنات الصغار والكبار والأمهات، في مكان أقرب بالمنزل، وكأنهم بين أهلهم وعائلاتهم التي توجههم، فعلى سبيل المثال طلب منا كثيرا تزويد المكان بركن للشيشة، وهو ما رفضناه تماما، بل وبدأنا ننصح الفتيات بأضرارها، والتعويض عنها بشئ مفيد، بجانب اختيار الأغاني، فهناك أعمار من الفتيات تهوى الاستماع لأغاني المهرجانات، وتم تغير هذا الذوق وتعويضه بأغاني لبعض نجوم الشباب الذين يقدموا كلمات وأغاني راقية، بجانب إدخال الفن القديم مثل فيروز ونجاة، الذي يتناسب مع أعمار أكبر، وبدأ ينجذب لها الفتيات الصغار.
وأشارت "حياة"، أن هناك أنشطة ثقافية وترفيهية، تتم بالمكان كل أسبوع، وذلك للتقرب من الفتيات الصغار، فتضم الأنشطة جميع الأعمار، ويكون هناك أمهات تقدم النصيحة، بجانب اشتراكهم في الأنشطة الترفيهية كالغناء والشعر، وحفلة الألوان، وذلك لنقرب الأجيال من بعضها في جو أسري ولكن بصورة مرنة يتقبل كل منا رأي الآخر ومقترحاته، دون إلزام وذلك في يوم "الفضفضة" والذي يشبه التنمية البشرية، ولكن بشكل أسرى، والذي يستمع الكبير لرأي الصغير والعكس، لنخرج بحل لمشاكل الفتيات أو السيدات، أو سماع رأي مختلف يمكن أن يكون مفيد.
واختتمت "حياة" حديثها أن المشروع ليس كافيه بشكله المعتاد، بل هو جو الأسرة ولكن خارج المنزل، فالهدف الأساسي هو احتواء الفتيات في مكان خاص بهم، نقدم لهم النصائح في قالب مختلف عن المنزل، ويستجيبون له، فهم يعتبرون أن المكان ملك لهم يتجولون فيه براحة دون إحراج أو تحفظ، وذلك لعدم وجود رجال بالمكان.