رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد الكركديه بأسوان.. البلدي أبرز أنواعه وتقشيره مهمة النساء

جريدة الدستور

مع حلول موسم حصاد الكركديه بأسوان، والذى يعتبر من أبرز الزراعات التى تتميز بها المحافظة، يتم توفير العديد من فرص العمل للسيدات الموجودات بالقرى، خاصة قرية وادى الصعايدة بمركز إدفو، حيث تُسند إليهن أعمال تقشير الكركديه طوال الموسم.

والتقت "الدستور"، محمد سيد محمدين، أحد مزارعي الكركديه بقرية وادى الصعايدة بمركز إدفو التابع لمحافظة أسوان، ويقول "محمدين": "إن موسم حصاد محصول الكركديه يبدأ خلال الشهر الحالى، وإن هناك 3 أصناف للكركديه، هى (البلدى ـ الإسرائيلي ـ السودانى)، وتتم زراعة أول نوعين منها فقط، أما السودانى لا يزرعونه نظرًا لعدم الإقبال عليه فى الأسواق، على الرغم أن سعره أقل من غيره، إلا أنه فى مذاقه مختلف تمامًا، حيث إنه لا يوجد له ثمرة وخامته غير جيدة، ولكن هناك بعض التجار يخلطونه مع البلدى ليصبح مذاقه قريبًا منه، موضحًا أن عدد الفدانات المنزرعة بالكركديه بالقرية يتراوح من 20 لـ30 فدانًا، بجانب المساحات الموجودة في القرى المجاورة لهم، لأنه تتم زراعته بجوار محاصيل أخرى، ولا يتم الاعتماد عليه بشكل أساسى، ولكن أغلب إنتاجية هذه المحاصيل خلال هذا الموسم جيدة، ويعد موسمًا مبشرًا.

وأضاف، لـ"الدستور"، أن موسم حصاد الكركديه البلدى يبدأ قبل الإسرائيلى، وتختلف ثمارهما عن بعض، حيث إن البلدى ثمرته صغيرة ومذاقها مميز ومطلوبة في الأسواق لجودتها العالية، خاصة نوع "اللوزة" منها، أما الآخر فالثمرة كبيرة ولكن يختلف فى الجودة ومطلوب أيضًا، مشيرًا إلى أن حصاد الكركديه يمر بعدة مراحل، وأنه يوفر فرص عمل للعديد من السيدات المقيمات بالقرية، ودخلًا يوميًا حتى انتهاء الموسم بشكل سنوي.

وأوضح أن المراحل التى يمر بها حصاد الكركديه كالتالى:

يتم اقتلاع المحصول من الأرض، ما يعادل 50 كيلو يوميًا، ويتم توزيع هذه الكمية على مجموعات من  السيدات الموجودات بالقرية، حيث تندرج مهامهن فى تقشيره وتعبئته في علب بلاستيكية يطلق عليها "الصفيحة"، وعزل نوع "اللوزة" فى علب مختلفة عن الأخرى، نظرًا لتميزه فى الجودة والسعر عن البلدى المكسر أو ما يسمونه "القشر".

وتابع أن بعد مرحلة التعبئة تتم محاسبة كل مجموعة على عدد الصفائح التي تمت تعبئتها، مقابل 7 جنيهات لكل  واحدة منها، وبعدها يتم نشره على أسطح المنزل في الهواء الطلق لمدة تتراوح ما بين 4 و7 أيام، ثم تتم تعبئتها مرة أخرى في جولات وبيعها للتاجر المسئول عن شراء جميع محاصيل الكركيه، ويتم عن طريقه تسليمها إلى المصنع المتعاقد معه فى القاهرة، لافتًا إلى أن أسعار الكركديه خلال هذا العام منخفضة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث إن الكيلو منه يصل سعره إلى 35 جنيهًا للعادى، أو المعروف بالقشر، و45 لـ"اللوزة"، ولكن هذه أسعار الجملة، ومختلفة عن الموجودة في الأسواق.

وقال عبدالله محمد عبدالله، من مزارعي وتجار الكركديه بقرية وادى الصعايدة، إنه يعمل فى هذه المهنة منذ 19  عامًا، وإن محصول الكركديه من المحاصيل غير المكلفة فى زراعتها، لأنه لا يعتمد على كميات كبيرة من الكيماوي، إلا أن تكلفته فى أجور العمالة من السيدات التى تسند إليهن مهمة تقشيره، موضحًا أن النوع الغالب فى الأسواق ويلقى إقبالًا كبيرًا هو الكركديه البلدي، ومتوسطًا الإسرائيلى فى موسمه، لأن موسم حصاده بعد البلدى بمدة، أما السودانى نسبة الإقبال عليه تصنف ضعيفة، حيث إنه لون فقط دون مذاق جيد، على الرغم أن أسعاره رخيصة، إلا أن لا توجد له زبائن مطلقًا، لذلك لا تتم زراعته فى القرية.

وفى السياق ذاته التقت "الدستور"، مجموعة من السيدات اللواتي يعملن فى تقشير الكركديه بموسم حصاده، ليحكوا عن تجربتهن، ومدى إسهام الموسم فى توفير دخل يومى لهن.

من جانبها، قالت الحاجة نظيرة أحمد عبدالرحمن، إحدى السيدات التى تعمل فى تقشير الكركديه، إنها تعمل فى تقشير الكركديه منذ أكثر من 40 عامًا، حيث إنها مهنة توفر لهن مصدرًا للرزق خلال موسم الحصاد، حيث تتجمع هى وبناتها وجيرانها أما باب المنزل، ويبدأن فى أعمالهن من الساعات المبكرة من كل صباح حتى فترة المساء، موضحة أنها أصبحت لديها خبرة فى التمييز بين أنواع الكركديه، وأن هناك آلة حديدة مستخدمة لاستخراج نوع "اللوزة" لتحتفظ بنفس شكلها، وتتم تعبئتها فى صفائح بمفردها.
وأوضحت، لـ"الدستور"، أن هذه المهنة اعتادت عليها منذ صغرها، وتستطيع خلال اليوم الواحد تقشير من 3 إلى 4 صفائح يوميًا، حيث إنها تقضى فيها معظم أوقات يومها حتى ينتهى الموسم، ويتم تجميع كل ما تم تقشيره فى كشكول موحد لجميع السيدات بالمجموعة، لكل واحدة منهن على حدة، ويتم توزيع اليوميات فى آخر اليوم بعد الانتهاء من تقشير جميع الكميات من الكركديه وتسليمها لصاحبها.

وتابعت صالحة محمد عبدالله، إحدى السيدات التى تعمل فى تقشير الكركديه، أنها تعمل فى تقشير الكركديه منذ 10 سنوات، وتعلمت التمييز بين أنواع الكركديه، لأنها كانت تشارك أشقاءها زراعته فى أرضهم خلال السنوات الماضية، ونظرًا لعدم زراعتهم فى هذه السنة تعمل فى تقشير المحاصيل لأحد المزراعين الموجودين بالقرية، حيث إنه يوفر دخلًا لها طوال موسم الحصاد، موضحة أنها والمجموعة التى تعمل معها المكونة من أفراد عائلتها وبعض الجيران، من الممكن أن ينجزوا فى تقشير كمية كبيرة من الكركديه، وتتراوح ما بين 20 و30 صفيحة، ولكن تتحدد كميتها على حسب جودة الزراعات التى تم حصادها.
وأضافت، لـ"الدستور"، أنه فى بعض الأحيان يكون هناك بعض محاصيل الكركديه المصابة بالشلل، مما يؤدى إلى تلف ثمرتها، وإذا كانت بعض الكميات من الحصاد يوجد منها المصاب لم يستطيعن تقشير كميات كبيرة منه، مشيرة إلى أنها تعمل فى موسم الكركديه البلدى فقط على الرغم من صعوبة العمل، وأن محاصيل الكركديه الإسرائيلي لا تستغرق كل هذه الأوقات، نظرًا لكبر حجم الثمرة، فضلًا عن أن كميتها أضعاف البلدى، إلا أنها غير مطلوبة فى الأسواق، ولها زبائن مخصصون.

وقالت أسماء محمد، إحدى السيدات التى تعمل فى تقشير الكركديه، والمسئولة عن حساب صفائح تقشير الكركديه لإحدى المجموعات، إنها تعمل فى تقشير محاصيل الكركديه منذ 13 سنة، وأنهن يبدأن عملهن منذ الساعات الأولى من الصباح، بمجرد حصاد المحاصيل ووصولها إليهن، وهي المسئولة عن كتابة كميات الصفائح المعبأة من الكركديه فى كشكول، وتجميع الحساب من صاحب المحصول وتوزيعه على المجموعة، موضحة أن على الرغم من مشقة العمل إلا أنه يوفر لهن دخلًا يوميًا طوال موسم الحصاد، حيث إنه عملهن الوحيد، وينتظرنه من العام للعام، وأن أبرز ما يميزه على الرغم من مشقته، أنهن يستطيعن رعاية أبنائهن، والعمل فى آن واحد، ويوفر لهن مبالغ مادية يستطيعن توفير كافة احتياجاتهن بها.
وقالت بثينة محمد، إنها تعمل فى تقشير الكركديه منذ 15عامًا، وفى بداية عملها كان سعر صفيحة الكركديه التي تقشرها الواحدة جنيهين، ومع مرور السنوات ارتفع السعر حتى وصل خلال هذا الموسم إلى 7 جنيهات، ويعتبر أعلى سعر على مدار جميع المواسم السابقة، موضحة أنه من خلال هذا العمل يستطيعن توفير كافة الاحتياجات التى تنقصهن، ويوفر دخلًا رئيسيًا لهن طوال الموسم.

وأوضحت  فاطمة عبدالله، أنها تبلغ من العمر 15 عامًا، وتعمل مع والدتها بعد عودتها من المدرسة، حيث إنها تفضل العمل معها فى تقشير الكركديه منذ صغرها، وفى نهاية اليوم تحصل على مستحقاتها التى يتم تحديدها على حسب الصفائح التي قامت بتعبئتها.