رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحالة الدينية فى العناوين الصحفية


يستمد المانشيت «العنوان الصحفى»، أهميته من حاجة القارئ لاختيار الموضوعات التى تهمه، وتلبية رغبته فى المعرفة السريعة لطبيعة الأحداث التى تجرى من حوله. حيث إن صفة الجاذبية فى العنوان تساعد على كسر جمود مادة النص الصحفى المتصدر له العنوان.
حول المتابعات الصحفية للحالة الدينية، كان للمانشيت الصحفى الدور المهم والجاذب لتقرير مدى سخونة الأحداث عبر أكثر من نصف قرن شهد فيها المواطن المصرى المتغيرات الأبرز والأكثر تأثيرًا فى ذلك الملف الوطنى والإنسانى.
لقد كانت هناك مانشيتات صحفية متابعة للأحداث متغيرة بين السلبية أو الإيجابية تتابع حال مؤسساتنا الدينية ورموزها وصراعاتها، وأيضًا على جانب آخر نجوم صناعة الطائفية.. ولنحاول استعراض بعضها لنذكر أنفسنا.
بداية من المانشيتات الصحفية فى عهد الرئيس السادات.. «ممدوح سالم يختار البابا شنودة وهيكل يعترض».. «البابا يقول: لم تصدر منى تعليمات فى أحداث الخانكة للرهبان بتنظيم أى مسيرات».. ويضيف «السادات زارنى ووضع تحت تصرفى بناء ٥٠ كنيسة جديدة فى العام.. ثم نظر فى ساعته وقال لى: عايز أصلى الظهر».. «السادات يوافق على مقابلة ٥ من الأساقفة فى ميت أبوالكوم.. وفجأة اعتذر قبل الموعد بيومين».. «البابا يقول لجيمى كارتر: اليهود ليسوا شعب الله المختار الآن وإلا فماذا نسمى الكنيسة المسيحية؟».. «السادات يرفض لقاء البابا أكثر من مرة والوضع فى الشارع كان يتحول من سيئ لأسوأ».. «موسى صبرى يطلب من البابا كتابة خطاب ترضية للرئيس وأعطى الأنبا غريغوريوس صيغة الخطاب لأوقع عليه».. «السادات يفصح لمتى المسكين عن نيته اعتقال البابا.. والمسكين يرفض ويقول: العنف لا يولد إلا عنفًا».. إنها بعض عناوين حقبة ينبغى التوقف عندها لإعادة قراءة ملامحها. فحصادها كان موقعة الصناديق وبرلمان التيار الواحد وتأسيسية الحزب الواحد.
وبعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١٢.. طالعنا المانشيتات التالية «النخبة القبطية القديمة فاتها المشهد الثورى».. «نظرة الوداع على حكيم الأقباط».. «لمن يلجأ الأقباط.. إلى المجلس العسكرى أم للبرلمان ذى الأغلبية المتشددة؟».. «خلفاء البابا أكثر من بطاركة الإعلام».. «جماعة الإخوان لم تؤسس رسميًا لكى تحل قضائيًا».. «مرشد الإخوان: وسائل الإعلام مثل سحرة فرعون».. «الإعلاميون لدولة المرشد: إذا كنا نحن السحرة فهل أنتم فرعون؟!».. «الديمقراطية الزائفة: لا دستور تحت حكم الإخوان».. «برلمان الإخوان يحتكر الدستور وينسف التوافق الوطنى».. «غياب القانون وليس المرأة وراء اشتعال الطائفية فى إمبابة».. «علماء الأزهر يرفضون التمثيل المتواضع لخبرائه فى اللجنة التأسيسية للدستور».. «الأنبا كيرلس: أتمنى ألا تتجه مصر إلى سيناريو إيران».. «الحرية والعدالة يستفتى أعضاءه على التصعيد الشعبى ضد العسكرى.. و٧٠٪ يوافقون.. ومرسى: لن نصبر».. «الفنانون يرفضون تأسيسية التيارات الدينية».. «ياسر برهامى: أحذر من المد القبطى».. «بالمستندات: خطة السلفية لإعلان الجهاد على الدولة المدنية».. «الأزهر ينسحب رسميًا من التأسيسية».. «المجلس الملى ينسحب من اللجنة التأسيسية للدستور».. «الإخوان تتجمل بالأمريكانى».
وعليه كتب شباب الفيسبوك على صفحاتهم بسخرية مريرة إبان قراءة تلك المانشيتات «اللهم بلغنا ديمقراطية الدول الشقيقة العربية ورخاء الصومال وحرية إيران وأمان أفغانستان وحضارة باكستان واستقرار الشيشان ووحدة السودان وائتلاف العراق وإخاء موريتانيا وسلام سوريا!.. اللهم لا توقعنا فى ديكتاتورية السويد ولا تخلف إنجلترا ولا قمع الدنمارك ولا إرهاب فنلندا ولا مجاعات سويسرا ولا جهل ألمانيا ولا تكاسل اليابان!».
أخيرًا، أوافق الكاتب الأمريكى «فرانك كلارك» فيما ذهب إليه «السبب فى انتشار الجهل، أن من يملكونه متحمسون جدًا لنشره»!.