رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عطية الله.. الأقباط يتحدثون عن البابا في الذكرى السابعة لجلوسه على "الكرسي المرقسي"

جريدة الدستور

كان الفراغ الذى تركه البابا شنودة الثالث أكبر من أن يشغله أحد، وكانت أى مقارنة بينه وبين من يخلفه ظالمة للجالس على كرسى مار مرقس الرسول، غير أن قداسة البابا تواضروس الثانى أثبت أنه خير خلف لخير سلف.
كانت وقفته الكبرى فى ٣٠ يونيو شهادة ميلاد لـ«بطريرك قوى»، لا يقل عن الراحل الكبير، وكانت مواقفه بعد الثورة دليلًا جديدًا على أنه «شرب من بئر البابا شنودة حتى شبع».
لدينا الآن بطريرك يحترمه الجميع، صاحب مواقف، وطنى من الدرجة الأولى، الوطن عنده أولًا وقبل أى شىء. وها هى تمر ٧ سنوات على اختياره «١٨ نوفمبر ٢٠١٢»- برغبة الله- لقيادة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

الأنبا أنجيلوس: مهموم بجميع قضايا الوطن

وصف الأنبا أنجيلوس، أسقف كنائس شبرا الشمالية، البابا تواضروس الثانى بأنه «عطية من الله»، كما يشير معنى اسمه فى اللغة المصرية القديمة، الذى جاء ليسير على طريق البابا الراحل شنودة الثالث.
وقال الأنبا أنجيلوس: «على مدار سبع سنوات، مرت أيامها كمرور البرق، عمل البابا تواضروس الثانى عملًا جبارًا على كل الأصعدة، وأضاء بفكره وتعاليمه وقيادته أفكارًا جديدة ومتجددة فى الكنيسة، مثل كل بابوات الإسكندرية السابقين»، معقبًا على ذلك من الإنجيل: «كل كاتب متعلم فى ملكوت السماوات يشبه رجلًا رب بيت يخرج من ‏كنزه جددًا وعتقاء».
وأشار إلى أنه فى هذه السنوات السبع تجلت قدرات ومواهب وجوانب شخصية البابا تواضروس الثانى، لكن فى هذا العيد السابع لجلوس قداسته سيتناول جانبًا واحدًا من جوانب تلك الشخصية المباركة، وهو جانب العقل، مضيفًا: «كما يقول المثل (كل إناء ينضح بما فيه)، فإن قداسته عندما تكلم عن العقل المنفتح ‏كان فى الحقيقة يصف نفسه».
ولخص الجانب العقلى والفكرى فى شخصية البابا فى عدة نقاط، وهى: عقل عملى يراعى الزمان الذى فيه والتغيير، وعقل محاور من حيث الحوار والانفتاح وقبول الآخر المختلف، وعقل مهموم بقضايا الوطن، سواء على مستوى العائلة أو الكنيسة أو البلد، وعقل واعٍ لا يتكلم فى النظريات ‏فقط، ويراعى الزمن، وعقل مبدع ومبتكر دائمًا ما ينبه إلى أهمية التفكير الإبداعى، وعقل يفكر فى المستقبل، كيف يكون ‏وكيف يخطط له بطريقة جيدة.
وشدد الأنبا أنجيلوس على امتلاك البابا تواضروس رؤية عميقة فى كيفية بناء «العقل المنفتح»، قائمًا على القراءة والمعرفة منطلقًا من الكتاب المقدس، وهو ما ظهر فى قوله: «لا تنس ‏الوصية الإلهية التى تقول (طوبى للذى يقرأ)، وأن الإنسان البعيد عن القراءة يكون عقله فارغًا».
ولفت إلى اهتمام البابا اهتمامًا كبيرًا جدًا بالتعليم والكليات والمعاهد اللاهوتية و‏المدارس والمكتبات، سواء بإنشائها أو تطويرها ورعايتها، لكى يرتقى بالفكر، ويصل بالرعية إلى انفتاح الذهن والقلب الذى يقبل ويستوعب الجميع دون التفريط فى الثوابت.

الأسقف بموا: طوّر العمل الكنسى واعتنى بالأطفال

قال الأنبا بموا، أسقف السويس وتوابعها، إن البابا تواضروس أبدى اهتمامًا بالغًا بتطوير أنظمة العمل الكنسى منذ جلوسه على كرسى مار مرقس.
وأوضح أن «البابا اهتم بوضع اللوائح المنظمة لمهام عمل الأساقفة وكيفية اختيارهم، ولائحة ثانية للآباء الكهنة وثالثة لمجالس الكنائس ورابعة لأمانة الخدمة وخامسة للتكريس البتولى وغيرها من اللوائح».
وأشار إلى اهتمام البابا برسامة آباء أساقفة للإيبارشيات الخالية وتقسيم الإيبارشيات الكبيرة، وإنشاء إيبارشيات جديدة، مثل الوادى الجديد وأخرى فى المهجر. وأضاف: «إنشاء مركز لوجوس فى المقر البابوى بدير الأنبا بيشوى، والمشاركة مع الآباء الأساقفة فى صنع زيت الميرون المقدس بطريقة سهلة، من الأعمال الرائعة التى قام بها قداسة البابا تواضروس، بجانب اهتمامه بتنظيم سيمنارات للآباء الأساقفة والرهبان والراهبات، إلى جانب استضافة وفود شبايبة من عدة دول فى مقره خلال أسبوع الشباب العالمى».
ورأى أن هناك نقطة مهمة جدًا تحسب للبابا، وهى صدور مشروع قانون بناء وترميم الكنائس الذى طالما طالب الأقباط بصدوره منذ زمن بعيد، كما اهتم بخدمة الأطفال وإنشاء قناة خاصة لهم هى قناة «كوجى»، وبقطاعات الخدمة المتنوعة فى جميع الكنائس فى مصر، وبالخدمة فى كنائس المهجر من خلال سفريات رعوية متعددة. وتابع أسقف السويس: «البابا حرص طوال الفترة الماضية على زيارة الإيبارشيات فى الداخل وتدشين كنائس جديدة».

القمص إبراهيم حنا: رعى أقباط المهجر وربطهم ببلدهم

ذكر القمص إبراهيم إبراهيم حنا، راعى كنيسة القديس مار مرقس الرسول فى العاصمة النمساوية فيينا، أن يوم ٤ نوفمبر من كل عام يحمل ذكرى طيبة، هى بزوغ نجم لامع فى سماء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اختارته السماء ليكون على رأس الكنيسة، من خلال «القرعة الهيكلية» التى أجريت فى عام ٢٠١٢. وأضاف القمص إبراهيم: «اسم تواضروس فى اللغة المصرية القديمة يعنى عطية من الله، وهو بالفعل نعمة كبيرة منحها الله لنا، الذى كان من ترتيبه العجيب اختياره بطريركًا على الكنيسة فى يوم عيد ميلاده»، متسائلًا: «أليس هذا التوافق العجيب إعلانًا من السماء؟». وتابع: «هنيئًا للكنيسة القبطية بهذا البطريرك الجميل، عطية الله الفائق فى المحبة وواسع الأفق والصدر، المسامح والغافر من قلبه للمخالفين له، والساعى الدائم لخلاص الجميع». وشدد على أن البابا، خلال السنوات السبع على الكرسى المرقسى، أنجز الكثير من أمور الرعاية، داخل القطر المصرى وخارجه، فضلًا عن محبته ورعايته الرائعة لأطفال وشباب المهجر، وربطهم بالوطن الأم، ما زاد من ولائهم وانتمائهم لمصر والكنيسة القبطية.


وخلال تلك السنوات تمكن من تحقيق عدة إنجازات على كل الأصعدة، سواء على المستوى الداخلى بالكنيسة، أو ما يتعلق بأقباط المهجر، وصولًا إلى الوطن ككل.
فى السطور التالية، تحتفى «الدستور» بتلك المناسبة، من خلال الحديث مع عدد من قيادات الكنيسة فى الداخل والخارج عن البطريرك الـ١١٨ من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بجانب عدد من الأقباط لمعرفة طلباتهم منه.

فادى يوسف: يروى «شجرة البابا شنودة»

قال فادى يوسف، الناشط القبطى، إن البابا حقق العديد من الإنجازات المتعلقة بخدمة الكرازة فى المهجر، سواء بافتتاحه العديد من الكنائس، أو سيامة بعض الأساقفة والكهنة، وصولًا إلى تدشين أديرة فى الخارج. وقال «يوسف»: «أقباط المهجر لديهم حقوق لدى كنيستهم مثل أقباط مصر بالضبط، وهم فى حاجة دائمة لمزيد من الزيارات الرعوية، سواء من البابا، أو أساقفة وقيادات الكنيسة»، معبرًا عن دهشته من انتقادات البعض تلك الزيارات الرعوية. وأضاف: «كل الزيارات الرعوية للبابا فى الخارج تكون مكتظة بالمواعيد واللقاءات والافتتاحات لخدمة شعب المهجر، دون أن يأخذ قداسته قسطًا من الراحة، أو أن تأخذ اللقاءات الرسمية حجمًا أكبر، بما يعنى استغلال كل لحظة من وقته للخدمة». واختتم الناشط القبطى، قائلًا: «قداسة البابا، خلال فترة تجليسه على الكرسى البابوى، يروى الشجرة المزدهرة التى بذرها البابا كيرلس السادس الذى أسس أول كنيسة فى المهجر عام ١٩٦٩، ونماها البابا شنودة الثالث، وأسهمت فى وجود مئات الكنائس القبطية حول العالم، التى تخدم قرابة ٣ ملايين قبطى فى جميع القارات الآن».
زيارة رعوية لبلاد المهجر

القمص ميخائيل: حريص على تدشين الكنائس.. يسعى لصياغة برنامج تعليمى متطور.. ويفكر فى جميع أبنائه حول العالم

رأى القمص ميخائيل إدوارد، راعى كنيسة مار مرقس فى ولاية أوهايو الأمريكية وكيل إيبارشية أوهايو وميتشجان وإنديانا، أن العمل الرعوى للبابا، على مدار ٧ سنوات، يجسد الرعاية بمفهومها الكتابى العميق. وأوضح «إدوارد»: «منذ جلوسه على الكرسى المرقسى، اهتم البابا تواضروس بكل شعب الكنيسة حول العالم، وسعى لخلاص نفوسهم، مثل السيد المسيح، الراعى الصالح ‏الذى بذل نفسه من أجل خلاص البشرية».
وأضاف: «البابا تواضروس ربط العمل الرعوى فى جميع الكنائس المصرية بالعمل الرعوى فى كنائسنا بالخارج. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، ‏خلال يونيو من هذا العام، عقد البابا، فى مركز لوجوس البابوى بوادى النطرون فى مصر، المؤتمر الرابع لكنائس أوروبا تحت عنوان النمو فى العمل الرعوى الذى استمر ٣ أيام، بمشاركة آباء أساقفة وكهنة وأمناء خدمة ومجالس للكنائس القبطية الأرثوذكسية فى أوروبا».
أما عن الخدمة فى الولايات المتحدة فزارها ‏البابا مرتين، الأولى فى عام ٢٠١٥، والثانية فى عام ٢٠١٨، وفق القمص ميخائيل، موضحًا: «خلال الرحلة الأولى زار البابا إيبارشية لوس أنجلوس وإيبارشية جنوب أمريكا، وحرص على الوعظ والتعليم وتدشين الكنائس وتأسيس المراكز الرعوية ومتابعة كل الأنشطة الكنسية، أما الثانية فكانت لشمال وشرق أمريكا، وبالتحديد إلى ولايتى نيويورك ونيوجرسى، اللتين تضمان أكبر عدد من الأقباط الأرثوذكس خارج مصر، وهى زيارة رائعة وقوية، وبالرغم من كونها مكثفة ومجهدة، إلا أنها فى ذات الوقت كانت مفرحة ومعزية للشعب القبطى بالمهجر». وأشار إلى عقد البابا مؤتمرين تعليميين، الأول فى دير الأنبا بولا فى الصحراء الشرقية، والثانى فى الولايات المتحدة، مضيفًا: «كنت أحد المشاركين فى المؤتمر الثانى بحضور كل المسئولين عن التعليم فى الكنيسة بالعالم أجمع، وخلاله تم التخطيط لصياغة برنامج تعليمى يخدم مصالح الكنيسة». وأعطى القمص أمثلة أخرى تؤكد اهتمام البابا بالعمل الرعوى فى المهجر، مثل رحلته إلى أستراليا فى ٢٠١٧، التى زار خلالها إيبارشية سيدنى وملبورن، ودشن الكثير من الكنائس والمراكز ‏التعليمية، وأبدى سعادته بسبب وجود مدارس وكليات لاهوتية هناك. كما زار البابا اليابان‏ فى عام ٢٠١٧، حيث دشن كاتدرائية القديسة العذراء مريم والقديس مار مرقس، وتفقد الجالية القبطية وغمرها بالرعاية والتعليم وحرص على ربط قلوب الشباب بوطنهم مصر.


ماذا ينتظر الأقباط من أبيهم؟

لائحة للخدام والخادمات

قال الدكتور مينا ألبرت إنه ينتظر من البابا لائحة خاصة بالخدام والخادمات، على أن تشمل كل ما يتعلق بهم من أمور، بما فيها معايير اختيارهم وسبل تنمية مهاراتهم. وطلب «ألبرت» تحديد مهام والتزامات الخدام، ليصبح كل خادم مُلزمًا بحضور «القداس الإلهى» وتفقد المخدومين والقراءات والخلوة اليومية.


قانون الأحوال الشخصية

ذكر أمير يونان أنه ينتظر من البابا الانتهاء من قانون الأحوال الشخصية، الذى يمثل بارقة أمل كبيرة بالنسبة للعديد من الأسر التى تنتظر إقراره فى أقرب وقت.

وأضاف «يونان»: «نعلم أن تعطل المشروع ليس من أسبابه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكن البابا تواضروس الثانى هو أكبر قيادة دينية مسيحية فى مصر، وله كلمة وتقدير لدى جميع الكنائس، لذا عليه التحرك وبذل مزيد من الجهد للإسراع فى إصدار مسودات الكنائس كافة فى القانون، وذلك لمناقشته وإقراره فى مجلس النواب قبل انتهاء دور الانعقاد الحالى».

قانون الزى الكهنوتى

ناشد الراهب بولس، الراهب بأحد الأديرة الأرثوذكسية فى الصعيد، البابا الإسراع فى إصدار قانون خاص بـ«الزى الكهنوتى»، لمواجهة وردع المنتحلين صفة «كاهن» أو «راهب»، الذين يستغلون تلك الصفات فى جمع التبرعات من أثرياء الأقباط فى العديد من المتاجر والمصانع.

تدشين كنيسة العاصمة الإدارية

طالب المهندس بولا عوض البابا بتدشين كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية، خاصة أنها تعتبر فخرًا لجميع المصريين.