رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رد يليق بـ«هوهوة» بايدن!



جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما، يواصل حملته الانتخابية لنيل ترشيح الحزب الديمقراطى للانتخابات الرئاسية المقبلة، فى منافسة تبدو محسومة لصالحه مع عشرات، أبرزهم عضو مجلس الشيوخ بيرنى ساندرز، ورجل الأعمال الملياردير مايكل بلومبرج و... و... ومن المقرر أن تبدأ فى فبراير المقبل الانتخابات التمهيدية، التى يختار الديمقراطيون فيها مرشحهم الفعلى.
جوزيف روبينيت بايدن الابن، الذى يتم فى ٢٠ نوفمبر الجارى السابعة والسبعين، سبق أن سعى إلى نيل ترشيح الحزب للرئاسة فى ١٩٨٨ و٢٠٠٨، وفشل فى المرتين. وفى ٢٥ أبريل الماضى، أعلن رسميًا دخوله سباق الانتخابات. وفى تغريدة مرفقة بمقطع فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف، كتب أنه لن يقف مكتوف اليدين بينما دونالد ترامب «يغير شخصية هذه الأمة».
هكذا، انضم «بايدن» رسميًا إلى قائمة طويلة من المرشحين الديمقراطيين الطامحين للفوز بترشيح الحزب لمنافسة ترامب فى انتخابات ٢٠٢٠ الرئاسية. وإلى الآن، يتقدم «بايدن» فى استطلاعات الرأى على جميع المرشحين الديمقراطيين الآخرين. ويتوقع كثيرون أن مرشح الحزب سيكون واحدًا من اثنين: بيرنى ساندرز أو جو بايدن. المجنون والنائم، كما وصفهما ترامب، فى أبريل الماضى، وهو يؤكد أنه ينتظر مواجهة كليهما.. «وليرحم الله روحيهما».
سعيًا لتأكيد فوزه بترشيح الحزب، قامت حملة بايدن بنشر فيديو دعائى ينتقد السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، جاء فيه أنها تقوم على «الإشادة بالمستبدين والطغاة واستبعاد الحلفاء». ومع كلمة «المستبدين»، ظهرت صورة مصافحة سنغافورة التاريخية بين ترامب وكيم جونج أون خلال لقائهما الأول فى يونيو ٢٠١٨. وبمجرد ظهور الفيديو، شنت كوريا الشمالية هجومًا غير مسبوق على نائب الرئيس الأمريكى السابق.
وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية ذكرت أن بايدن «تجرأ بتهور على المساس بكرامة القيادة العليا» لكوريا الشمالية. وأن «الكلاب المسعورة مثل بايدن يمكن أن تؤذى كثيرين حال تركها حرة»، مؤكدة أنه «يجب ضربها بالعصى حتى الموت»، ورأت أن «القيام بذلك سيكون مفيدًا للولايات المتحدة». وكما اعتاد ترامب أن يصف بايدن بـ«جو النائم»، وصفته الوكالة بـ«بايدن الذى لم يستيقظ بعد»، وقالت إنه يجسد «آخر مرحلة من الخرف» و«حان الوقت لتتوقف حياته».
ليست تلك المرة الأولى التى تهاجم فيها وكالة أنباء كوريا الشمالية نائب الرئيس الأمريكى السابق، فقد وصفته فى مايو الماضى بأنه «غبى» و«أحمق». إذ كان «بايدن»، وقتها، قد انتقد فى مؤتمر انتخابى عقده فى فيلادلفيا، الصيغة التى يتعامل بها الرئيس الأمريكى مع الرئيس الروسى وزعيم كوريا الشمالية، وقال إنه يقوم باحتضان «الطغاة». وعليه، قامت الوكالة بعمل تقرير يتضمن هفوات «بايدن» وسقطاته، مثل رسوبه خلال دراسته الجامعية لقيامه بسرقة خطاب لزعيم حزب العمال البريطانى حينذاك نيل كينوك، وصولًا إلى نومه خلال إلقاء أوباما لأحد خطاباته، كما انتقدت «تصرفاته وكلماته الوقحة وتعليقاته المتهورة تجاه النساء».
خلال عضويته بمجلس الشيوخ الأمريكى، أيد «بايدن» غزو الولايات المتحدة لأفغانستان سنة ٢٠٠١ وللعراق سنة ٢٠٠٣، وكان (ولا يزال) من دعاة تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات، ومن المؤيدين بشدة للسياسات الإسرائيلية. وله سجله حافل بالمواقف المشينة فى القضايا العرقية والعدالة الجنائية خلال فترة عضويته الطويلة بالمجلس. أما أبرز مواقفه، وهو نائب للرئيس، فكان معارضته تنفيذ الهجمات العسكرية التى أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن. وكذا قيادته لجهود واشنطن فى دعم أوكرانيا خلال حربها ضد الساعين للانفصال فى منطقتى دونيتسك ولوجانسك. واللافت، هو أن أوباما قام فى ١٢ يناير ٢٠١٧، أى قبل أيام قليلة من انتهاء ولايته الرئاسية الثانية بمنحه «وسام الحرية الرئاسى»، أرفع الأوسمة المدنية فى الولايات المتحدة!.
فى الوقت الذى كان يقود فيه بايدن جهود إدارة أوباما فى أوكرانيا، كان ابنه «هانتر» عضوًا فى مجلس إدارة شركة أوكرانية ويتقاضى ٥٠ ألف دولار شهريًا. ولمجرد قيام ترامب بمطالبة الرئيس الأوكرانى بالتحقيق فى الأمر، هاج الديمقراطيون وبدأوا إجراءات مساءلة الرئيس تمهيدًا لعزله بزعم أنه «شجع دولة أجنبية على التدخل لمساعدته فى حملته الانتخابية». والطريف، هو أن ترامب قال، لاحقًا، إن على الصين أيضًا بدء تحقيق فى أنشطة بايدن وابنه «لأن ما حدث فى الصين أمر سيئ مثلما حدث فى أوكرانيا». ومعروف أن هانتر بايدن قام بتأسيس صندوق للاستثمارات الخاصة فى الصين.
.. وتبقى الإشارة إلى أن «بايدن» كان واحدًا من أبرز عشرة مرشحين ديمقراطيين عقدوا مناظرة، فى سبتمبر الماضى، تنافسوا خلالها فى الهجوم على ترامب، الذى تصادف أنه كان يتحدث للنواب الجمهوريين، فقال لهم ساخرًا: «سواء أعجبتكم أم لا، يتحتم عليكم انتخابى، لأن بلادنا ستذهب إلى الجحيم إذا تولى رئاستها أحد هؤلاء».