رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حتى لا نندم




كتبت ممرضة فى أستراليا كتابًا أحدث ضجة كبيرة فى أستراليا وفى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.. والكتاب عبارة عن نقل تجارب شخصية عاشتها الممرضة مع مرضى كبار السن كانوا بالمستشفى.
الممرضة سمت الكتاب «الندم»، ومحور الكتاب يدور حول أكثر خمسة أشياء نندم عليها عندما نكبر! واستندت الممرضة فى الكتاب إلى سؤال العديد من كبار السن بالمستشفى قبل وفاتهم عن أبرز الأشياء التى ندموا على فعلها أو عدم فعلها لو عادوا إلى سن الشباب. الملاحظ وجود خمس رغبات اشترك فى ذكرها معظم كبار السن وهى:
الأولى: تمنيت لو كانت لدىّ الشجاعة لأعيش لنفسى ولا أعيش الحياة التى يتوقعها أو يريدها منى الآخرون.. فقد عبّر معظمهم عن ندمه على إرضاء الغير كرؤسائهم فى العمل أو الظهور بمظهر يُرضى المجتمع أو من يعيشون حولهم.
الثانية: تمنيت لو أننى خصصت وقتًا أكثر لحبيب العمر ولعائلتى وأصدقائى بدلًا من إضاعة العمر كله فى روتين العمل المجهد.
الثالثة: تمنيت لو كانت لدىّ الشجاعة لأعبّر عن مشاعرى بصراحة ووضوح. فالكثيرون كتموا مشاعرهم لأسباب متنوعة مثل تجنّب مصادمة الآخرين أو التضحية لأجل أناس لا يستحقون.
الرابعة: تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائى القدامى أو تجديد صداقتى معهم، فالأصدقاء القدامى يختلفون عن بقية الأصدقاء كوننا نشعر معهم بالسعادة ونسترجع معهم ذكريات الطفولة الجميلة، ولكننا للأسف نبتعد عنهم فى مرحلة العمل وبناء العائلة حتى نفقدهم نهائيًا أو نسمع بوفاتهم فجأة.
الخامسة: تمنيت لو أننى أدركت مبكرًا المعنى الحقيقى للسعادة.. فمعظمنا لا يدرك إلا متأخرًا أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، وأن السعادة كانت اختيارًا يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
يكمن جمال هذا الكتاب فى أنه يلفت الأنظار إلى ضرورة تعلم دروس الشيخوخة فى سن الشباب، وقبل الوصول للمرحلة التى يعجز فيها الإنسان عن تعويض ما فات.. عزيزى القارئ إنها نصائح غالية يمكنك اتباعها قبل فوات الأوان وحتى لا نندم.