رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آلة الشر.. كيف ينفذ ياسين أقطاى مخططات أردوغان و«الإخوان» ضد مصر؟

جريدة الدستور

يُعد ياسين أقطاى، مستشار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حلقة الوصل الرئيسية بين النظام التركى وجماعة الإخوان الإرهابية، التى يتخذ أعضاؤها من العاصمة أنقرة ملاذًا لهم، فيما توفر لهم الأخيرة الدعم اللازم لممارسة إرهابهم.
ويبدو أن التحريض والحشد ضد مصر إحدى المهام الرئيسية التى كُلف بها «أقطاى»، الذى يتقن اللغة العربية ليصبح هذا الهدف شغله الشاغل، سواء عبر كتابة مقالات تؤيد محاولات الجماعة الفاشلة تنظيم تظاهرات وإثارة الفوضى، أو من خلال الترويج لأجندة الجماعة الإرهابية ومخططات «الخلافة» التى يسعى لها «أردوغان». وخلال الفترة الأخيرة برز «أقطاى» كواحد من كبار المحرضين الأتراك ضد مصر عبر سلسلة من الوقائع تستعرضها «الدستور» فى السطور التالية.

ضيف دائم على قنوات «الإرهابية».. وداعم رئيسى لدعوات التظاهر وإثارة الفوضى بالبلاد
يعد «أقطاى» ضيفًا أساسيًا لدى قنوات الجماعة الإرهابية التى تبث من تركيا، تحديدًا قناتى «مكملين» و«الشرق»، من أجل الترويج لأجندتها، وإعلان الدعم الكامل لها.
وظهر «أقطاى» بشكل متكرر مع الإخوانى الهارب معتز مطر، الذى وصفه مستشار الرئيس التركى بـ«المذيع الأكثر متابعة فى الشرق الأوسط»، وفقًا لمعايير تخصه هو بالتأكيد.
ويتخذ الرجل من منصات الجماعة، التى تمولها أنقرة فى الأساس، وسيلة لشن حملات ضد مصر، والدفاع عن خطوات تركيا فى سوريا، وبالطبع هو يشارك فى نشر أى هاشتاج مسىء لمصر أو الرئيس عبدالفتاح السيسى.
واعترف «أقطاى» بأن الجماعة هى أداة لتنفيذ سياسات تركيا داخل دول منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن «تنظيم الإخوان ليس جماعة أو اثنتين كما يعتقد البعض، ولكن له منظمات كاملة منتشرة حول العالم».
وقال، فى حوار له عبر إحدى القنوات التليفزيونية، إن: «الجماعات الإسلامية تجد من يمثلها الآن مثل منظمة (الفقه الإسلامى) و(المنظمة الإسلامية)، ونجد أيضًا أنها تخلق قوة تركيا الناعمة فى الوقت الحالى».
وكان «أقطاى» إحدى أذرع الإخوان وتركيا فى محاولات الحشد للتظاهرات فى مصر التى فشلت، إذ إنه كان يعيد نشر فيديوهات المقاول الهارب محمد على، إضافة إلى أنه كتب مقالًا قال فيه إن «الثورة فى الوطن العربى لن تنتهى، بل ستبدأ من حيث انتهت، وتحديدًا فى مصر».
وقال فى مقال له، بعنوان «الربيع العربى يبتدى من حيث انتهى»، بتاريخ ٢٨ سبتمبر الماضى، فى صحيفة «ينى شفق» التركية، إن «محمد على نجم اجتماعى يستحق التحليل من كل جانب»، زاعمًا أن المقاول الأجير الهارب، الذى كان أول ظهور إعلامى له على موقع «ميدل إيست آى» التابع للإخوان، ليست لديه رسالة أيديولوجية أو دينية، بل إنه يسعى لتحقيق مصلحة شعبه.
وأعاد «أقطاى» نشر تغريدة مفبركة، فى ٢٦ سبتمبر الماضى، تشير إلى رصد حافلات تقل المواطنين إلى الميادين المصرية، وأن هناك من وزع المال والطعام لحشد المصريين دعمًا للدولة المصرية ضد دعوات الإخوان للتخريب والفوضى، دون وجود مصدر موثوق لمثل تلك المعلومات، بل إنه ظن أن النهج الذى تتبعه جماعة الإخوان برشوة الناس عبر هذه الطرق هو ما يفعله الآخرون، كما أنه عمد إلى وصف حكام مصر بـ«العصابة».
وخلال محاولاته الفاشلة للحشد من أجل التظاهرات فى مصر، أعاد «أقطاى» نشر تغريدة لإعلامية تركية مقربة من «أردوغان» تدعى «إسراء»، فى ٢٠ سبتمبر، كتبت فيها: «تلك التظاهرات هى هدية لروح مرسى، كل متظاهر (مقاوم) هو بمثابة قراءة فاتحة لروحه، الله يساعدكم».
وخلال أزمة ترحيل عدد من شباب الإخوان المطلوبين على ذمة قضايا إرهاب من تركيا إلى مصر، اجتمع «أقطاى» مع عدد من عناصر الجماعة لطمأنتهم بأن تركيا لن تتخلى عنهم، وذلك ضمن مهام عمله كـ«ضابط اتصال» بين المخابرات التركية والجماعة الإرهابية.
كما أن «أقطاى» يمثل السلطات التركية فى جميع الفعاليات التى تنظمها الجماعة بشتى أنحاء بلاده من مؤتمرات وحفلات تأبين وغيره، ويحرص على إلقاء كلمات تؤكد دعم أنقرة الجماعة فى حربها ضد مصر.
ولا يفوّت ذراع «أردوغان» أى فرصة فى جولاته للتحريض على مصر والنظام الحاكم، وذلك اتساقًا من رؤيته للجماعة بأنها أداة تخريب توجهها تركيا لمنافسيها فى المنطقة.

يكرس نشاطه الإعلامى لانتقاد ملف حقوق الإنسان ويغض البصر عن انتهاكات رئيسه

يكرس «أقطاى» تركيزه للحديث عن أوهام انتهاكات حقوق الانسان فى مصر، إذ إنه عند إعلان وفاة عبدالله مرسى، نجل محمد مرسى العياط، غرد زاعمًا أنه توفى فى أكثر بلد انتهاكا تلك الحقوق، وإنه تلقى تهديدات بالقتل بعد موت والده.
ويتحدث «أقطاى» بهذا الشكل المتكرر عن حقوق الإنسان فى مصر، بينما يصاب بالعمى تجاه انتهاكات رئيسه «أردوغان»، الذى يقمع معارضيه، ويشن حملة اعتقالات موسعة ضد أى شخص يهاجمه، حتى لو كانت تلك المعارضة عبر وسائل التواصل الاجتماعى، بل وصلت حملات القمع إلى حد تحويل عدد من الأعضاء فى حزبه العدالة والتنمية إلى لجنة تأديب تمهيدًا لفصلهم، بسبب انتقادهم طريقته فى إدارة البلاد، وكان أبرزهم حليفه السابق أحمد داود أغلو.
كما أن «أقطاى» لم يتطرق على الإطلاق إلى تجارة «أردوغان» بمعاناة اللاجئين السوريين، واستغلالهم للضغط على الدول الأوروبية من أجل منحه عضوية الاتحاد الأوروبى.
ولم يقف «أقطاى» عند هذا الحد، بل عمد إلى إهانة اللاجئين السوريين، من أجل الدفاع عن الديكتاتور «أردوغان»، وتبرير عدوانه الأخير على شمال سوريا، إذ قال إن اللاجئين يؤثرون على اقتصاد أنقرة بشكل يعرضها للخطر، ولم يقو على قول الحقيقة بأن سياسة رئيسه ومعلمه هى من هوت ببلاده إلى هذا الحد.
وتطاول «أقطاى» على اللاجئين السوريين الموجودين لدى تركيا، متهمًا إياهم بأنهم يعيشون بعشوائية ضربت بلاده، ولاحظها الشعب، وأنهم «سرقوا فرص عمل الشباب التركى»، كما أنهم يتحملون زيادة نسبة البطالة.
ويبدو أن «أقطاى» تعمد تناسى دفاعه عن اللاجئين، عندما تعرضوا إلى مهاجمة شديدة من قبل الأحزاب المعارضة لـ«أردوغان»، إذ إنه خالف تصريحاته التى أطلقها تجاههم منذ نحو ٣ أشهر فقط، والتى قالها تحديدًا فى شهر يوليو الماضى، بأن اللاجئين ليسوا مسئولين عن ارتفاع نسب البطالة فى تركيا، وأن هذه النسب تزامنت مع هبوط قيمة الليرة مقابل الدولار.
ولم يدافع «أقطاى» عنهم فقط حينها، بل دعمهم بشدة، إذ قال: «اللاجئون السوريون يسهمون بإيجابية فى اقتصاد تركيا، ولولا السوريون لكانت تركيا فى أزمة أكبر مما هى الآن»، وبعدها، دعا أنقرة إلى إيقاف الإجراءات المتشددة بحق السوريين، وذلك كان بغرض استغلالهم للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبى، وتدفق الأموال باسمهم إلى نظام أردوغان.
ولم يخف «أقطاى» محاولات بلاده سرقة التظاهرات الحالية فى لبنان، إذ أنه نشر، فى ٢٠ أكتوبر الحالى، مقطع فيديو ادعى أنه جرى تصويره فى لبنان ويظهر فيه عدد من الشباب وهم يهتفون «نفديك يا أردوغان»، فى حين أن هذا الفيديو لم تتم مشاركته من أى جهة أو وسيلة إعلام لبنانية سواء مؤيدة أو معارضة، كما أنه لم يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعى، بل نشره هو فقط على حسابه بـ«تويتر».
وفى الجزائر لا يتوقف «أقطاى» على دعم أى تحركات تساعد فى نشر الفوضى، والأمر نفسه فى ليبيا، إذ يحاول جاهدًا الإساءة للجيش الوطنى لصالح المجلس الرئاسى الذى يقوده فايز السراج المدعوم سياسيًا وعسكريًا من أنقرة.