رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأخوان ظبطانى


سنة ١٩٩٥، انتشرت غنوة لـ مطرب جديد اسمه خالد عجاج، الغنوة اسمها «وحشتنى»، كنت تسمعها فى كل مكان، سواء كان ميكروباص العتبة أو فرح شيك، وكانت غنوة فعلًا عابرة لـ الطبقات. الحقيقة إنه لا خالد عجاج كان وقتها مطرب جديد، ولا «وحشتنى» أغنيته أصلًا. خالد قبلها كان عامل ألبومين، هما: «شكى بكى» من شركة الأصدقاء، بتاعة الحاج حنفى محمود، و«تعالى» من شركة فرى ميوزيك، بتاعة نصر محروس، يمكن أغنية أو اتنين من الألبومين دول اتسمعوا شوية، لكن خالد نفسه ما لمعش.
الخط اللى خده خالد فى الألبومين كان من قعر الحلة، يعنى اللى بـ يسموه «شعبى» والتعبير عليه خلاف. فجأة فى الألبوم التالت، اللى كان برضه من فرى ميوزيك، قرر يغير الخط شوية، أو يعمل عليه تعديل، بدال الشعبى الصرف، حط عليه لمسة طرب على رومانسية على الشغل السايد فى سوق الطبقة المتوسطة، وكان صاحب الخلطة دى الموزع الموسيقى أشرف عبده.
خالد، لـ سبب ما، اختار غنوة قديمة، وقرر يعيد إنتاجها، الغنوة دى غنتها زمان سعاد محمد، واتنست مع اللى اتنسى، فـ كانت مجهولة، والناس ما عرفتش الغنوة القديمة إلا لما أعادها عجاج. وبقت أشهر حاجة عملتها سعاد محمد هى أغنية «وحشتنى»، مع إنها مثلًا هى اللى غنت أغانى فيلم «الشيماء»، اللى عنده شعبية كبيرة، خصوصًا أغنية «كم ناشد المختار ربه» بس برضه مكنش فيه ربط بين سعاد وبين الأغانى، خصوصًا إن اللى لعبت الدور تمثيلًا كانت سميرة أحمد. سعاد مطربة اتولدت فى لبنان، بس أبوها مصرى، واكتشفوها فى سوريا، وجت مصر، وغنت كتير، كتير قوى، ييجى تلات آلاف غنوة، وصوت سعاد محمد من أجمل وأنقى الحاجات اللى ممكن تسمعها فى حياتك. الواحد صحيح مش بـ يحب يقيم، وبـ نفضل الحكايات، بس فيه حاجات تقف عاجز قدامها، زى صوت سعاد محمد.
سعاد ما خدتش مساحة كبيرة من الشهرة والنجومية، لـ إنها مكنتش مركزة مع ده، وكتر الولاد والجوازات «تلات جوازات وعشرة أولاد» خلاها تركز مع حياتها الأسرية، خصوصًا إنها كانت شخصية محافظة، ولما اتوفيت سنة ٢٠١١، كان فيه ناس كتير اتفاجئت بـ إنها لسه عايشة، لأنها كانت مقربة من التسعين.
بـ النسبة لـ«وحشتنى»، الغنوة دى مؤلفها وملحنها اتنين ظباط فى الجيش، هما صلاح فايز وخالد الأمير، وكانوا عاملين دويتو، ومسمين نفسهم الأخوان ظبطانى «حاجة كده زى الأخوان رحبانى».
الأول صلاح فايز كان اكتشاف محمد فوزى، لما عمل له «بعد بيتنا ببيت كمان.. حلو ساكن من زمان»، هو كان ظابط فى كتيبة مقرها جاردن سيتى، قدام بيت فوزى، فاتقابلوا، وعرفه على الوسط الفنى، وقد كان.
التانى خالد الأمير، درس ف معهد الموسيقى، وبعدين دخل الكلية الحربية، وبقى ظابط، قامت حرب اليمن، اعترض عليها، اتفصل، ودخل المعتقل شوية، وبعدين رجع للمزيكا، وكمال النجمى كتب عنه فى الكواكب «النجمى كان صحفى كبير وكلمته مسموعة» فـ دخل الوسط الفنى، واتجوز ليلى طاهر، ولما عبدالناصر مات، السادات رجعه الجيش، وخرج منه برتبة «لوا».
وباين الدم العسكرى بيحن، اتلم فايز ع الأمير، وعملوا فى السبعينات دويتو هايل جدًا، وفـ كتير من الأحيان كان خالد الأمير دوبلير بليغ حمدى، أشهر شغلهم كان «الحب الحقيقى» بتاعة شادية، و«كده برضه يا قمر» بتاعة هانى شاكر «كسرت الدنيا»، وطبعًا «وحشتنى» بتاعة سعاد محمد.
وبرضه تقدر تعتبرها بتاعة خالد عجاج.