رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقوال مأثورة تستحق التأمل




من أشهر أقوال هيجل عن العقل: «العقل يحكم التاريخ»، أما ما هو العقل عند هيجل؟ فالجواب هو الحرية.. أما مفهوم الحرية عنده فهو: «التجديد، أى الاستقلال الذاتى». أما العوامل الخارجية الطبيعية فهى عنده مجرد وسيط لنمو الذات، فالروح ذات موضوع، وهذا هو الوعى الذاتى، أى الوعى الذى يعى نفسه حين يدرك العالم الخارجى، إذ ليس تاريخ العالم إلا صراعًا من جانب الروح لكى يصل إلى هذه المرحلة، وصارت الروح فى التاريخ هى تقدم الوعى بالحرية، وكل مرحلة من مراحلها تمثل درجة معينة من درجات الحرية، وبهذا أمكن رصد تقدم الروح، أو تجسيدها فى ثلاث مراحل، تمثل كل مرحلة درجة من درجات الحرية على النحو التالى:
المرحلة الأولى: مرحلة تمثلها الحضارات الشرقية القديمة، كالهندوسية والفارسية والصينية والفرعونية.
المرحلة الثانية: تجسدها الحضارة اليونانية والرومانية.
المرحلة الثالثة: تمثلها الأمم الجرمانية، «شعوبها هم الجرمانيون».
كما يعلق هيجل على ذلك بالقول: «إن الروح تشبه بؤرة داخلية غير متطورة تستخدم جملة من الوسائل الخارجية تمثل آفاقًا ظاهرة فى التاريخ».. وهذه الوسائل يدعوها هيجل «الإرادة»، فالروح مجرد وعاء، والإرادة هى: الفاعلية الإنسانية ذات الطبيعة المحسوسة جزئيًا، ولكى تخرج الفكرة إلى حيّز التحقيق كان لا بد من توافر الإرادة تبعًا لحاجة الإنسان إلى تحقيق الذات، وهذا هو الطريق إلى إنتاج زعامات أنانية لإشباع المنفعة الشخصية دون إهمال أو تقصير، وبناء إرادة نحو الإنتاج لعمل عظيم وراءه عاطفة وانفعال يؤديان إلى تصميم لإشباع الرغبات الأنانية وإشباع المصلحة الشخصية.
ومثال على ذلك: «إنسان أراد أن يبنى بيتًا، إنها رغبة وتصميم وإشباع، ولكن كل هذا يحتاج إلى مواد بناء وأشخاص متخصصين، وعند إتمام المبنى يتحول إلى مصدر حماية ضد العوامل الخارجية التى من أجلها أقيم البناء».. مثال ثانٍ: «شخص أراد الانتقام من جاره الذى تخاصم معه، فقام بحرق منزله، غير أن النيران انتقلت إلى البيوت المجاورة إلى أن التهمت بيت مشعل الحريق نفسه».. أما المثال الثالث: فهو لعظماء التاريخ، فعندما يحاول هؤلاء العظماء إشباع مجدهم الذاتى فإنهم يحققون غاية الروح، وأمثال ذلك نابليون بونابرت، حيث يرى هيجل أن ما نجم عن أفعاله هو تحول تاريخى فى مسار العالم، ومن هنا يكون مصدر عظمة القادة فى إدراكهم متطلبات العصر.
والخلاصة: أنه لا توجد عقيدة أسمى من الحقيقة، فالحرية مبنية على الإرادة التى تختار الوسيلة، والمثال اللاهوتى، كانت الدراسات اللاهوتية والفلسفية حول حرية الإرادة دراسات مشوهة حول الجمع بين صحة العقل الأخلاقية واستحقاق الإنسان للعقاب، ونتج عن ذلك ما يلى:
حرية الإرادة ضرورية جدًا فى مواجهة القوانين الجنائية، فى حين كانت فى الماضى ضرورية لتأسيس العقاب ما بعد الموت، والمهم أن أنصار حرية الإرادة عند المتطرفين وقفوا موقف العداء لأصحاب فكرة حرية الروح وحرية الضمير، وأكثر أشكال المعارف الدينية تسلطًا أسست بنيتها التحتية على حرية الإرادة، وقد أسس «لوثر» الحرية الدينية فى النفى الجذرى لحرية الإرادة، وقد احتار الكثيرون من المفكرين والفلاسفة فى تحديد هوية الحرية بين التفلت والتسلط، وعلاقة كل منهما بما يعتنقه الإنسان من أديان.
وعن الأديان وبتصفح عدد لا بأس به من المراجع، أورد هنا ما أفادنا به بعض هؤلاء، يتقدمهم: جان جاك روسو «العقد الاجتماعى»، توماس هوبز «المارد»، أفلاطون «الجمهورية»، أرسطو «السياسة»، أبوحامد الغزالى «الرسالة المستنصرية».
بيانات وإحصاءات معرفتها مهمة حسب توقيت إحصاء عام ٢٠١١: المسيحية أكبر تجمع عالمى، حيث تشكل ثلث سكان العالم، تمثل الأغلبية فى ١٢٠ دولة، عدد دول العالم ١٩٠ دولة مستقلة، وفى المسيحية أربع عائلات عقائدية على الترتيب العددى التالى:
الكاثوليك، البروتستانت، الأرثوذكس الغربيين، الأرثوذكس الشرقيين، أما الطوائف الداخلية فعددها ٣٨ يعود أغلبها إلى البروتستانت، يمثل الكاثوليك أكثر من نصف عدد المسيحيين، الزيادة العددية للمسيحيين تعادل ٢٥ مليونًا فى السنة، والزيادة العددية للمسلمين ٢٢٫٥ مليون سنويًا، يعتنق المسيحية سنويًا نحو ٣٠ مليونًا، بواقع ٢٣ ألفًا كل يوم، ويشكل الكاثوليك الأغلبية السكانية فى ٦٧ دولة، أكثر الكاثوليك فى البرازيل، ثم المكسيك، ثم الفلبين، ثم أمريكا، وآخرها إيطاليا، كما يشكل الأرثوذكس نسبة ١٢٪ من عدد المسيحيين، توزيع الأرثوذكس ٧٧٪ منهم فى أوروبا وتركيا ووسط آسيا والشرق الأوسط، ١٤ دولة فى العالم ذات أغلبية أرثوذكسية، أكبرها روسيا، إذ بها ٣٩٪ من الأرثوذكس فى العالم، تليها إثيوبيا، ثم أوكرانيا، ثم رومانيا، فاليونان.
البروتستانت فى العالم ٣٧٪ من جملة المسيحيين، وأكثرهم فى شمال أوروبا ١٢٫٦٪، ثم ٣٣٪ فى الأمريكتين، خاصة الشمالية، ثم ١٧٫٤٪ فى أستراليا وآسيا، كما يشكل البروتستانت أغلبية فى ٤٩ دولة أكثرهم فى أمريكا الشمالية، تليها نيجيريا ثم الصين، آخر إحصائية فى الخامس من سبتمبر ٢٠١٥ بالنسبة للمسيحيين.
الإسلام حسب الأكثريات: إندونسيا ٢٠٩ ملايين مسلم، والهند ١٧٦ مليونًا، وباكستان ١٤٧ مليون مسلم، وبنجلاديش ١٢٣ مليون مسلم، ونسبة السنة إلى الشيعية ٨٥٪ سنة، ١٥٪ شيعة، ويلاحظ أن هناك ١٫٢ مليار لا دينيين أكثرهم فى الصين ويمثلون ٦٢٪، تلك الإحصائيات مر عليها نحو أربعة أعوام، قد طرأ عليها القليل من التغيير، لكن تظل النسب متقاربة، فالعالم فى حراك مستمر، ولكن فى الغالب الأعم ترى الشعوب معنية بحاضرها أكثر من ماضيها، بسبب سرعة دوران حركة التغيير، وامتداد مساحات الأمل التى تعدت الكرة الأرضية، خاصة بعد وصول الإنسان إلى القمر، وإمكانية استغلاله أو احتلاله، وحلول زمن أبنائنا وأحفادنا وهم فى سباق المسافرين إلى الكرة القمرية، ويحكون لأبنائهم ملحمة تطور الزمان، فهل ستحتفظ الأجيال الآتية بمكانة وعراقة ماضيها وتاريخها وأصولها، أم يتركون كل هذا وراءهم ويهرولون نحو المستقبل بكل قواهم ومقدراتهم؟.. وإن غدًا لناظره قريب.