رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سخّان أم هيثم!



تزوج سعد زغلول من صفية مصطفى فهمي، سنة ١٨٩٥، ولم ينجب منها، حتى وفاته سنة ١٩٢٧، ولأنه لم يتزوج بغيرها، فإن المدعو هيثم أبو خليل يكون قد طعن في شرف جدته، وأساء إلى جده، بزعمه، في مقطع فيديو، أن «السيدة الفاضلة» والدته «حفيدة سعد باشا زغلول». وتلك، قطعًا، حماقة أو جريمة، لا يرتكبها إلا منحط، معتوه أو عبيط.
الأم، أىّ أم، تستطيع بفطرتها، وليس فقط بوعيها وثقافتها، أن تكتشف الانحرافات التي تطرأ على سلوك أبنائها. وعليه، لن ألومك لو اعترضت على وصف تلك السيدة بأنها «فاضلة»، لأنها أم لم تحسن تربية ابنها، وتركته فريسة سهلة لنفسه الأمارة بالسوء أو لدعاة الفساد والإفساد. لكن الأهم من كونها «فاضلة» من عدمه، هو أننا اكتشفنا، مساء الخميس، أنها لا تزال تعيش معززة مكرمة، في مصر، ولم يتم سجنها أو تعذيبها أو اغتصابها، لا قدر الله. حين اتهم ذلك المعتوه، المنحط أو العبيط «قوة من قسم شرطة رمل الأول» باقتحام شقتها في غير وجودها، وسرقة منقولاتها و«فك السخان الموجود بالحمام»!.
بابتسامته اللزجة، لزوجة «البيضة الممششة»، وبكلماته التي تخاصم بعضها بعضًا وتختلط بالرذاذ وهى تتقافز من فمه، يطل المذكور على شاشة قناة «الشرق»، الممولة من المخابرات التركية، القطرية، وربما الإسرائيلية، ليقوم بالتحريض ضد مؤسسات الدولة، التي تحمل أمه جنسيتها. وكثيرًا ما تشنج وانتفخت أوداجه، وسالت «ريالته»، وهو يؤكد أن تلك المؤسسات يديرها قتلة، وسفاحون ولم يترك جريمة، تخطر على عقل بشر، إلا وألصقها بهم. فهل يكون معقولًا، أو يكون هذا الشخص سويًا لو ظن أن أمّه، لن تكون ضحية لواحدة من الجرائم التي زعم أنها طالت أبرياء، لا ناقة لهم في أي شيء ولا جمل؟!
أليس غريبًا وعجيبًا أن يهرب المذكور إلى ملاذه الآمن، ويترك أمه، التي يتباكي الآن على «سخان حمامها»، فريسة سهلة لمن يصفهم بالمجرمين والسفاحين والقتلة؟!. الأقرب إلى المنطق، هو أنه لا يأكل من الفضلات التي تستعمله أجهزة مخابرات تعادى وطنه، ليقوم بإطعامها لزبائنه أو مشاهدي برنامجه على شاشة القناة ولو استبعدت ذلك الاحتمال، يكون المذكور قد باع أمه، كما باع وطنه.
شواهد كثيرة تؤكد أن «هيثم» عبيط، وأن جماعته تعرف ذلك، وتتعامل معه من هذا المنطلق. وأبسط هذه الشواهد، كان اعترافه بأن استقالته التي تقدم بها إلى مكتب الإرشاد، في ٣١ مارس ٢٠١١، جاءت بعد ٢٢ سنة من احتماله لما وصفه بـ«تطاول الصبية والمراهقين» عليه بـ«أسلوب غاية في الانحطاط وسوء الأدب». وبالنص أضاف: «عندما ذهبت أشتكي للقيادي الكبير بالإسكندرية صمت الجماعة على هذا الإسفاف، قال لي ضاحكًا اكتب مقالًا يأخذ على أيدي هؤلاء وضع عليه اسمي، لأني ليس لي في كتابة المقالات، وبعد عشرين عامًا سأخرج وأقول لهم إنك من كتبت هذا المقال».
عبيط طبعًا وقطعًا، وإلا ما احتاج ٢٢ سنة حتى يعرف أن «الفرز داخل الجماعة يتم على أساس الولاء لأفراد وليس الولاء للأمة». ونكاد نجزم أن أعضاء مكتب الإرشاد استقبلوا بكثير من التهكم والسخرية، حين وجدوه ينتفض بأثر رجعي على سماعه بأذنه «تفاوض قيادات الإخوان مع جهاز أمن الدولة في انتخابات ٢٠٠٥ على نسبة معقولة من التزوير تتيح لأفرادهم النجاح». وكذا على اعتراضه، بأثر رجعي أيضًا، على عدم اتخاذ إجراء صارم وحاسم ضد أعضاء مكتب الإرشاد الذين تفاوضوا في لقاء سري مع اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، أيام ثورة ٢٥ يناير، على «إنهاء المشاركة في الثورة مقابل حزب وجمعية».
هل تريد دليلًا آخر على كونه معتوهًا، منحطًا أو عبيطًا؟
في ١٧ مارس ٢٠١٧، قام المذكور بمشاركة مقطع «فيديو»، في حسابه على فيسبوك، لإرهابيين يتدربون في الصحراء على تصنيع القنابل وإطلاق النار وبدلًا من أن يعتذر هذا المنحط أو العبيط، أو يتوارى خجلًا لأنه سبق أن دافع عن هؤلاء الإرهابيين، بعد أن لقوا مصرعهم خلال اشتباكهم مع قوات الأمن، سأل ناشر مقطع الفيديو: «ما هذا الجنون والتخلف والغباء؟ ما هذا الضلال والتضليل؟ ماذا تريد بهذا الإصدار؟ هل تريد أن تؤكد أن بيانات العسكر صادقة وأن دفاعنا عن هؤلاء الأبرياء كان خاطئًا؟»!.
..وأخيرًا، لا نعتقد أننا نجامل «هيثم» لو قلنا إنه أخف مطاريد الجماعة الإرهابية دمًا وعقلًا. وعليه، لا يجوز الالتفات إلى تهديده بأنه سيرد «بما لا تتوقعون». كما يكون الشك واجبًا في اتهامه للشرطة باقتحام شقة «السيدة الفاضلة» والدته و«فك السخان». وطبعًا، لن نتوقف عند اتهامه للأخيرة بأنها حفيدة سعد باشا زغلول، «عشان مايصحش» نخوض في الأعراض!.