رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رمضان البرنس


إحنا دلوقتى فى سنة ١٩٩٤، والبلد عمومًا فى حالة «استقرار» على كل المستويات «سياسة، مجتمع، فن، كله كله» ومفيش جديد، ومحدش متوقع مفاجآت، فجأة وبدون سابق مقدمات بـ يظهر ألبوم يكتسح سوق الأغنية، لا كان أول ولا آخر ألبوم يكتسح، بس كان ظاهرة، الألبوم ده كان عنوانه «عودى».
ليه «عودى» كان ظاهرة؟
لأنه مكنش وراه أى عامل من عوامل نجاح أى عمل غنائى، يعنى مفيش مؤلف نجم، ولا ملحن مشهور، ولا موزع معروف حتى، دى الكلمات والألحان وأغلب التوزيع لـ راجل اسمه عبدالعزيز أمين، صحيح كان منتشر فى الأفراح الشعبية، بس مكنش له اسم فى سوق الكاسيت، ولا حتى عدى على عمل باع أكتر من ألف نسخة، (ده مالوش علاقة بأنه موهوب).
ولا فيه شركة إنتاج مثلًا وقفت ورا الكاسيت وعملت له شغل دعاية وظبطت المتعهدين، بحيث يبدروا الشريط فى الأكشاك، ويفضل شغال ٢٤ ساعة، الإنتاج كان لـ شركة مغمورة محدش سمع عنها قبله (ولا بعده) اسمها صوت الفراعنة.
حتى المطرب اللى بـ يغنى، شاب من الشرابية، عنده ٣١ سنة، كبيره لعب فى فرح فى القللى، ولو بعد خالص يبقى فـ عرب المحمدى، اسمه رمضان شاكر، ولما بدأ يغنى، عبدالعزيز أمين، اللى اكتشفه ورباه فنيًا، سماه «رمضان البرنس».
رغم كل ده، نجح الألبوم وانتشرت الأغنية، والغريب إنها انتشرت بين شباب الجامعة، اللى كانوا وقتها متعلقين بـ عمرو دياب وحميد الشاعرى وإيهاب توفيق وهشام عباس، ولما كان حد يحب يسمع حتة شعبى كان ممكن يسمع حسن الأسمر بالعافية، أكتر من كده مفيش.
الألبوم نجح يمكن لأن الكلمات شالت خطوط فاصلة متعارف عليها بين الشعبى والمينستريم، خصوصًا فى أغنية «عودى»:
عودى غنوة على عودى
عودى بعدك حنى عودى
عودى لبلادى وحدودى
عودى لا معنى لوجودى
لا حبايب، لا قرايب، لا سهر
لا نجوم تضوى فى ليلى، لا قمر
إيه كان جرى لكل ده نعيش بعاد بالشكل ده
كل شىء سايباه هنا ذكرى غالية لحبنا
ليل نهار بيفكرونى بأحلى أيام الهنا:
صورتك عطرك خصلة من ضفيرتك،
همسك لمسك
توبك جاب لى سيرتك وهان عليك تبعدى
وهان عليك تعندى وأنا هنا وحيد
يا اللى حبك يسرى فى دمى
زى نهر النيل ما سال يا اللى منك فرحى وهمى
يا أم نظرة تطفى النار يا أنا، يا هَنَا
ليلة بُعد بمية سنة.
كلمات غريبة على اللون الشعبى، ومع انتشار الأغنية، دخل البرنس عالم النجومية، بس كان فيه شك برضه فى استمراره، كان فيه أسماء طلعت كده برضه واختفت، مع إن كان وراها شركات ونجوم، زى مجدى طلعت ومسعد رضوان وغيرهما، مع اختلاف لون كل واحد.
لكن رمضان البرنس استمر، وانتشر، وعمل ألبوم تانى نجح أكتر من الأول هو ألبوم «ارجعى»، وكانت حصيلة الألبومين انتشار اللون اللى بـ يغنيه البرنس، واللى فتح الباب بعد كده لاعتبار أغانى الأفراح الشعبية «ترند» فى عالم الغنا، وكبر رمضان وزاد عليه الطلب، وبقى مهم يخطى العتبة الجديدة.
العتبة الجديدة كانت دخوله عالم الإنتاج الكبير، بعيدًا عن الشركات الصغيرة، حيث الاحتراف بقى على أصوله، وبعد منافسة بين نصر محروس «شركة فرى ميوزيك» وطارق عبدالله «شركة هاى كواليتى» رسى العطا على طارق، ووقعوا فعلًا عقد أواخر ١٩٩٧ وأوائل ١٩٩٨.
فى مايو ١٩٩٨ كان رمضان واخد مراته وولاده محمد وسلمى، ورايحين يقضوا أجازة فى راس البر، وجم عند كفر شكر وعملوا حادثة حطت فاصل لمشوار البرنس فى الفن وفـ الحياة، وهو يدوب عنده ٣٥ سنة، ومن بعده اتفتحت ماسورة برنسات فـ الأغنية الشعبية مطربين وملحنين وموزعين ومن كل شىء، ربنا يرحمه بقى ويرحم الجميع.