رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الفتيات السبع ومذبحة الأبرياء" أبرز موضوعات الفن القبطي

جريدة الدستور

مر الفن القبطي في مصر بمراحل متنوعة وذلك في احتفائه بالموضوعات التي تنوعت طبقًا لاختلاف الحقب التاريخية وتطور المدارس الفنية القبطية، وقد تناول "تحولات الفن القبطي وأشهر موضوعاته" الدكتور عزت زكي والدكتور محمد عبدالفتاح السيد، في كتاب "الآثار القبطية والبيزنطية".

ففي الفترة ما قبل القرن الخامس الميلادي كان يظهر تجسيد الأنبياء وفق العهد القديم من النبي نوح والنبي موسى ومشهد الأضحية وصورة آدم وحواء وقصة خروجهما من الجنة، لكن مع العهد الجديد بدأت تختلف الموضوعات التي يتناولها الفن القبطي المصري.

استعان الفنان في الفترة من منتصف القرن الخامس وحتى القرن السابع الميلادي في تصوير القديسين المشهورين مستعينًا بسيرة القديسين الزاخرة بقصص كفاحهم حتى الاستشهاد، تلك الأعمال كانت مدونة في معظم الأديرة ويحتفظ بها الرهبان الجدد حتى تكون أعمال هؤلاء الشهداء قدوة لهم وكان يكفي لتأييد تلك الأعمال وجود صور القديس أو الرمز له أو كتابة أشهر أقواله مثل صور القديسين "أبا مينا" و"أخنوخ" و"أرميا"، و"أبوللو" و"سيسينوس الفارس".

هناك مصدر أخير كانت القصص تستوحى منه بصورة مباشرة وهي الصلوات والتراتيل التى كانت ولا تزال ترتل في الكنائس والأديرة القبطية، والتي يتحدث فيها الأسقف عن الكثير من أعمال الأنبياء والرسل والقديسين، وهى تجمع بين مفهوم ومدلول القصة القديمة والتشبه الحادث لشخص المسيح وسيرته الذاتية، وهو الإيحاء القصصي الذي يربط صور العهد القديم والعهد الجديد.

ترجع أقدم صورة للراعي الصالح أو معجزة إقامة لعازر من الموت أو لصورة أورفيوس وهي صورة ترمز للمسيح مباشرة إلى النصف الثاني من القرن الأول الميلادي.

كما تقع أقدم الأمثلة التصويرية في مقبرة كرموز بالإسكندرية وحجرتي الخروج والسلام بالبجوات ولكنها ظهرت بطابع رمزي بحت تستتر وراءه مفاهيم القصص والتي تتجه ناحية تثبيت العقيدة الجديدة والمحافظة عليها في تلك الفترة.

ومن التصاوير القبطية الشهيرة أيضا منظر "الفتيات السبع" وهو من الرموز المسيحية التى ترمز للارتباط بأورشليم، وكذلك مجموعة السفن التي أكثر الفنان من تصويرها في مقابر البجوات وهي ترمز للكنيسة آنذاك، إلا أن الموضوعات جاءت مبهمة إلى حد ما، فضلًا عن الأسلوب الفني الخاص جدًا لتلك الفترة.

"مذبحة الأبرياء" وهو الحدث التاريخي الذي تم تصويره في دير أبوحنس، ضمن أحداث متتالية لهذا الحدث على غرار السرد القصصي في الفن المصري القديم، كما نجد تصاوير قصص أخرى مثل مقتل زكريا الكاهن ثم زيارة الملاك ليوسف ثم هروب العائلة الى مصر.