رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أقدم تاجر أقطان بالإسكندرية: التجار بتغشه بالبوليستر

جريدة الدستور

اشتهرت منطقة "مينا البصل" غرب الإسكندرية بتجارة الأقطان، وذلك لوجود أكبر بورصة للقطن ترجع لأكثر من مائة عام، وتعج شوارع المنطقة بمخازن ومحلات بيع القطن.

ففي مواجهة البوابة الرئيسية لبورصة مينا البصل يقع محل أقدم تاجر أقطان في الإسكندرية، عشق مهنته التي ورثها أبًا عن جد، وعمل بها لأكثر من 45عامًا.

يقول أسامة الشنواني أقدم تاجر قطن في الإسكندرية، إنها مهنة أجداده ووالده وأعمامه، فالعائلة جميعها تعمل في تلك التجارة في جميع المحافظات، فنحن أقدم عائلة لتجارة القطن في مصر وليس في الإسكندرية فقط.

وأضاف في حديثه لـ"الدستور "، أن حال تجارة القطن أصبح متردي وذلك يرجع لعوامل كثيرة قائلًا: "القطن مبقاش زي زمان، الفلاح كان بيعيش على محصول القطن، دلوقتي بيبعدوا عن زراعته".

وتابع: أنه بالنسبة للزراعة وعلى مدار أعواما طويلة الأراضي الزراعية فسدت وذلك بسبب زراعة بذور رديئة في عهد وزير الزراعة الأسبق أمين أباظة، فكان الفدان يجني 18 قنطار قطن، أصبح في عهده يجنى 8 قنطار، في حين أن اراضي شركة النيل التي يمتلكها كانت تجني 18قنطار ومن أجود الأنواع وهو جيزا "86".

وأشار إلى أن القطن من المحاصيل الزراعية القومية التي هى جزء من أقتصاد الدولة، لذلك تسعى القيادة السياسية الأن لعودة القطن لما كان عليه من قبل ولكن ذلك يتطلب عمل شاق، فالاراضى تحتاج معالجة من البذور الفاسدة التى ظلت تزرع أعوامًا طويلة.

وأضاف أن بورصة مينا البطل كانت تضم ما يقرب من 6شركات كبيرة، جميعها أغلق ابوابه، وتم تأجير مخازنها لتجار السيراميك ومصانع البسكويت، فبعد أن كنا الدولة المصدرة للقطن وما زال هناك تصدير لبعض الدول، ولكن السوق امتلئ بالقطن المستورد من"السودان، واليونان، وبوركينافاسو".

وتابع قائلًا: "أيام الوالد كان قنطار القطن بـ8 جنيه، الآن النوع الجيد يصل ل1800جنيه، وهناك غش وغلط للقطن من التجار".

وأوضح، التاجر أصبح يغش القطن بنوع من البوليستر، العميل لا يستطيع التفرقة بينه وبين القطن الأصلي، وهو ما أثر أيضًا على التجارة، وعزوف الناس عن شراء القطن، والاتجاه إلى المراتب الجاهزة، ولكن يبقي القطن الجيد له زبونه.

واختتم "الشنواني" حديثه، بأن زراعة القطن يجب أن تعود إلى سابق عهدها فنحن نمتلك أجود الأنواع ومعروف عنا ذلك في العالم كله فلا بد أن نحافظ على ذلك، وهو ما نأمل به في ظل القيادة السياسية الحالية.