رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصرى يفوز بجائزة "ماكس برنستيل" فى النمسا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فاز الباحث المصري محمد أحمد البرلسي بجائزة المنظمة الدولية فى مجال العلوم الحيوية عن بحثه "اكتشاف آلية جديدة لمواجهة التشوهات الجينية في الخلية"، بعد منافسة مع أكثر من 100 مرشح من مختلف الجامعات الكبرى حول العالم؛ أعلنت ذلك منظمة ماكس برنستيل، ومعهد علم الأمراض الجزيئية في فيينا.

وقال رئيس لجنة التحكيم، مينراد بوسلنجر، فى بيان أصدرته المنظمة، إنه تم اختيار 3 من العلماء الشباب الاستثنائيين من بين 100 منافس، وهم محمد البرلسي، طالب الدكتوراه في مجال علوم الجينات من معهد ماكس بلانك لأبحاث القلب والرئة بألمانيا، إميلي باير من جامعة كولومبيا، وجوستين سيلبي من جامعة برنستون؛ ليكونوا أول الفائزين بجائزة برنستيل الدولية الجديدة لدراسات الدكتوراه فى مجال العلوم الحيوية.

وأضاف: "لقد تأثرنا كثيرًا بالعدد الهائل للترشيحات التى تلقيناها وبجودتها، حيث قدم الفائزون مساهمات استثنائية فى مجالهم؛ في إطار دراسات الدكتوراه، ومن الشرف لنا أن نسلط الضوء على الفائزين الثلاثة باعتبارهم مصدر إلهام لأي عالم شاب".

وأوضح أن تلك الجائزة تمنح لأول مرة، وستصبح احتفالاً سنويًا بالإنجازات البارزة لطلاب الدكتوراه في العلوم الحيوية، مشيرًا إلى أنه سيتم منح الجائزة للفائزين في احتفالية تقام يومي 7 و8 نوفمبر المقبل.

من جانبه، أعرب الدكتور محمد أحمد البرلسي، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، عن سعادته بحصوله على تلك الجائزة الدولية، ورفع اسم مصر في المحافل العلمية العالمية، خاصة أن تلك الجائزة تعد تكليلاً لمجهودات الأعوام الـ3 السابقة له، وحافزًا كبيرًا للاستمرار في العمل الجاد.

وقال: "أتمنى أن يكون هذا التكريم الدولي دافعًا قويًا للشباب المصري المهتم بالبحث العلمي وغيره من المجالات، ودافعًا أكبر لزيادة الاهتمام بالتعليم والعلماء والبحث العلمي في مصر، خاصة أنها تتميز بوجود عقول علمية عظيمة تستطيع بالعلم جعل مصر في مصاف الدول المتقدمة".

وبالنسبة لموضوع بحثه الفائز بالجائزة، أوضح البرلسي أنه يدرس فى معهد ماكس بلانك العمليات الجينية التعويضية أو التعويض الوراثي، وفهم آلية تأثير التشوهات الجينية على الخلايا والأشخاص، لافتا إلى أنه نجح من خلال تجاربه على حيوانات التجارب فى اكتشاف لأول مرة، آلية داخل الخلية تتمكن من التعرف على التشوهات الجينية، وتعوضها بزيادة إنتاج جين آخر سليم قادر على القيام بنفس الدور، وبالتالي الكائن أو الشخص لا يكون معرضًا للمرض أو أي خلل في نموه.

وأوضح أنه من المؤسف أن تلك الآلية قد تكون لا تعمل بكفاءة عند بعض الأشخاص، وبالتالي يصابوا بالأمراض، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف يمنحنا الأمل فى المستقبل؛ لعلاج الأمراض الجينية أو تقليل آثارها، كما أن فهم وظائف الجينات مهم جدًا لعلوم الصيدلة والأدوية، لتأثيره على تطوير الأدوية لاستهداف جينات معينة في الأمراض المختلفة.

ولفت إلى أن هذا البحث تم نشره في دورية "ناتشر" العلمية في أبريل الماضي، ولاقى اهتمامًا كبيرًا من المجتمع العلمي، موضحًا أنه عرض هذا البحث في اجتماع العلماء الحاصلين على جائزة نوبل في الطب، وتم اختياره كأفضل بحث في الاجتماع.

وعن خطواته العلمية المستقبلية، قال البرلسي إنه يعمل حاليًا على الانتهاء من كتابة مشروع تخرجه لمناقشة رسالة الدكتوراه الصيف المقبل، إلى جانب مواصلته العمل على موضوع بحثه؛ لفهم آلية التعويض الجيني بطريقة موسعة، والأهداف طويلة المدى تتمثل في إجراء العديد من التجارب على مرضى الأمراض الوراثية؛ لفهم أهمية الآلية في الأمراض الجينية عند البشر، وسبل استغلالها لأهداف علاجية.

والدكتور محمد البرلسي هو طالب دكتوراه في مجال علوم الجينات بمعهد ماكس بلانك لأبحاث القلب والرئة في ألمانيا، وحاصل على بكالوريوس الصيدلة والتكنولوجيا الحيوية من الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2014، ثم التحق بمدرسة ماكس پلانك الدولية لعلوم الأحياء الجزيئية في مدينة جوتنجن بألمانيا، للحصول على درجة الماجستير، ومنذ مايو 2016 يدرس فى ماكس بلانك للحصول على درجة الدكتوراه.

ومؤسسة ماكس بلانك هي أكبر مؤسسة بحثية في ألمانيا يوجد بها 84 معهدًا بحثيًا في مختلف التخصصات، وتخرج فيها فائزون بجوائز نوبل العالمية.