رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مجتمع يحارب الانتحار


أشعر بالفخر لأنني أنتمي إلى مجتمع إلكتروني حريص على مبادئه.. يحتفي- على سبيل المثال- بذكرى موتاه، عبر نشر أسرار الصديق الميت وأجزاء من محادثات إلكترونية خاصة شارك فيها بكلمة، كعامل يحدث زميله عن مخاوفه، قبل أن يترك الهاتف ويخبئ قصة الموت بقبلة لزوجته ويضبط المنبه قبل أن ينام.
نعم نفعل ذلك بسهولة، نقرر أن نستثمر جزءًا أخفاه الصديق أو الزميل- بإرادته- وأراد أن يمحوه من ذكراه أو لم يقرر.

يكفي أن هذا جاء في محادثة خاصة، ونحن نُعلّبه ونبيعه للمجتمع لكسب شيء ما. هل فكر هؤلاء المخلصون فيما يدور الآن برأس من يفكر في الانتحار؟
مرحبا بكم في مجتمع المخلصين على مواقع التواصل الاجتماعي.. إن فكرت في الانتحار فحاول أن تتواصل مع من حولك، لا أقول لك التقيهم بالطبع، فأنا أعرف ظروف عملك الصباحي، فقط تواصل معهم على فيسبوك، أنت الآن أمام كاميرات تراقبك ابتسم واترك لهم شيئًا مبهجًا ليبيعوه في يوم ما.. ليتأكد أحدهم من أن من قدم لهم السبت في المناسبات سيمنحونه الأحد الوجيه، ويبتسمون جميعًا أمام الكاميرات، ويتمنون جمعة مباركة في الموعد المحدد.
عادة لا يسأل أحدهم نفسه قبل أن يفعل ذلك، مفترضًا موافقة مسبقة من قِبل المتوفي على عرض أي شيء قاله خلال حياته، بمجرد موته، ولا مقياس لضبط الأمر.
اتفقنا ضمنيًا على استباحة الذكريات المشتركة مع الآخر، على الرغم من أن مجرد الإفصاح عن تفاصيل هذا الاتفاق، ونحن لا نزال على قيد الحياة، أمر مرعب، والنتيجة هي مزيد من التنمية البشرية والوعظ الفارغ والادعاء.