رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهيد الـ«Cialis» والمخدرات!



والـ«سيالس»، Cialis، منشط جنسى، يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وله تأثيرات سلبية على عضلة القلب، خاصة لو تم تناوله مع عقاقير مخدرة كتلك التى تعاطاها عبدالله محمد مرسى العياط، بحسب التقرير الأولى الصادر عن مستشفى الواحة بحدائق الأهرام، الذى ذكر أن المذكور تعاطى، مع الـ«سيالس»، عدة عقاقير أبرزها البنزوديازبين.
بيان الحالة الوظيفية لسائق قطار محطة مصر، المتسبب فى الكارثة الشهيرة، قال إنه كان موقوفًا عن العمل لمدة ٦ أشهر بسبب تعاطى العقار نفسه. وبقليل من البحث، ستعرف أن متعاطى هذا البنزوديازبين يعانى من الاكتئاب، العصبيَّة الزائدة، تغيُّر فى المزاج و... و... وغيرها من الأعراض التى ثبت أنها تلازم المذكور منذ سنوات، ومن ذلك، مثلًا، قيامه فى مارس ٢٠١٣، أثناء قيادته سيارة لا تحمل أرقامًا، بسب ضابط شرطة، لمجرد أنه طلب منه التوقف.
تأثير المخدرات بدا واضحًا، أيضًا، فى كثير من الأكاذيب والهلاوس، التى اعتاد إطلاقها، وجعلته صيدًا سهلًا لوسائل إعلام إخوانية وصحف ووكالات أنباء أجنبية، وأدت إلى إلقاء القبض عليه صباح ١٠ أكتوبر الماضى، تنفيذًا لقرار «ضبط وإحضار»، ووقتها قرر النائب العام إخلاء سبيله على ذمة التحقيق، بكفالة قدرها ٥ آلاف جنيه، بعد أن واجهته نيابة أمن الدولة العليا بالاتهامات المنسوبة إليه والتى كان بينها نشر أخبار كاذبة. ولا تفسير غير وقوعه تحت تأثير المخدرات، لقيامه بالتطاول على القضاء المصرى، واستعداء وتحريض المجتمع الدولى ضد مصر، بطريقة فجة ومقززة، لا يجرؤ عليها إلا عبيط، أو غائب عن الوعى.
ما حاجة شاب صغير إلى تعاطى منشط جنسى؟!
فى الخامسة والعشرين، بل حتى فى الخامسة والأربعين، يحتاج الشاب الطبيعى إلى مهدئات، لا منشطات، جنسية. وبالتالى، يمكنك استنتاج أن المخدرات هى السبب، لأنها على عكس الشائع، تؤدى إلى الضعف الجنسى. ولعلك تتذكر أن المذكور تم حبسه لمدة سنة لإدانته فى قضية تعاطى مخدرات. وبين ما حملته تلك الواقعة من مفارقات، قيام شبكة «رصد»، التابعة للجماعة الإرهابية، بنشر تقرير اتهمت فيه السلطات المصرية بأنها هى التى دفعت «عبدالله» إلى تعاطى المخدرات، حتى يهرب من الواقع المر الذى لم يستوعبه!
مجددًا، لم تتوقف بكائيات الإخوان والمركوبين منهم، على المذكور، ووصلت بجاحتهم حد وصفه بـ«الشهيد»، وكأنه مات فى «غزوة بدر». مع أنهم شاركوا المخدرات والمنشطات الجنسية، فى قتله، بإخفائهم أو تبريرهم لانحرافاته، حيًا. وبالطبع، سيقتلون آخرين من أبناء قيادات التنظيم الإرهابى، باستماتتهم فى الدفاع عنه، ميتًا، الأمر الذى سيشجعهم على مواصلة السير فى الطريق نفسه: طريق الندامة، أو سكة «اللى يروح ما يرجعش»!
نحن أمام شاب تخرج حديثًا فى جامعة خاصة، يملك سيارة يزيد ثمنها على نصف المليون جنيه، ولديه ما يشترى به منشطات جنسية ومخدرات، ويدفع لعاهرة ٥٠٠ أو ٧٠٠ جنيه فى الساعة. ومنذ أسابيع أفاق أعضاء التنظيم على شراء ابن محمود حسين أمين عام الجماعة، سيارة «بى إم دبليو» بـ١٠٠ ألف دولار، أى حوالى مليون و٧٠٠ ألف جنيه، للتنزه بها فى شوارع إسطنبول. وهناك شواهد كثيرة تؤكد أن قيادات الجماعة الإرهابية وأبناءهم، وعددًا من التابعين، كأيمن نور، معتز مطر، محمد ناصر، حمزة زوبع و... و... آخرين كثيرين يعيشون حياتهم، بالطول والعرض، ولا يشغلون بالهم، إلا شفهيًا، بأى قضايا قد يدفع المغيبون حياتهم ثمنًا لها.
غير المنشطات والمخدرات أشار تقرير المستشفى الخاص إلى أن ابن العياط كان بصحبة سيدة، اتضح أنها تعمل بالدعارة، وأن علاقتها بالمذكور بدأت منذ ثلاث سنوات. الأمر الذى يعيدنا إلى تاريخ أعضاء الجماعة مع الانحرافات الجنسية، ومع إقامة علاقات خارج إطار الزواج، مع أن مشروعهم المزعوم قائم على تطبيق الشريعة الإسلامية، التى لا تقر ذلك.
هذا التاريخ الطويل يبدأ بزوجة شقيق حسن البنا، عبدالحكيم عابدين، ولا ينتهى بحفيده طارق رمضان، الذى قضى ١٠ أشهر فى السجون الفرنسية، وتم إطلاق سراحه بشروط وبكفالة ضخمة على ذمة التحقيقات فى اتهامه باغتصاب سيدتين، انضمت إليهما أخريات لاحقًا، لم ينكر علاقاته الجنسية بهن، بل زعم منذ يومين، فى حوار تليفزيونى، بأنها كانت بالتراضى.
لا غيبة لفاسق مجاهر بالفسق. وعليه، ما كنا سنستعيد تلك الوقائع، أو سنتوقف عندها، لولا أن وسائل إعلام إخوانية، وأعضاء الجماعة، والمركوبين منها، دفعونا إلى ذلك. كما أننا وجدناها فرصة لإثبات أننا لم نكن مخطئين، حين استنتجنا، فى مقال سابق، أن المذكور لم يُقلع عن تعاطى المخدرات، وبأن السنة التى قضاها فى الحبس لم تنجح فى تأديبه أو تهذيبه أو إصلاحه.