رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وهم حيادية النخبة بين "رمضان" و"لوبيز"




بعد ظهور كلٍّ من النجم محمد رمضان والنجمة جينيفر لوبيز بالظروف المتشابهة نفسها من ناحية الشكل والمضمون ومظاهر الإبهار والإبداع، من خلال حفلاتهما الغنائية الاستعراضية التي حققت أعلى إيرادات يمكن أن نتخيلها، فقد اتفقت الإيرادات واختلفت النخبة!

كنت أتصور أن نجاح "نجم الجماهير" يقاس بإنتاجه وأعماله الناجحة، بكل مقاييس وقدرات النجاح المتاحة في السوق، من إبهار واستمتاع وإبداع وتقديم أفكار جديدة، وأن من المستحيل أن يُصَنَّف النجم على أساس عدد الآراء المؤيدة لأعماله النخبوية الهادفة البناءة فقط، أو عدد المتفقين معه في الفكر والهدف مثلًا، وحتى لو حدث ذلك، فمن هم النخبة المقتنعة والمؤيدة لأفكار وأهداف وتوجه النجمة العالمية جينيفر لوبيز في حفلتها الأخيرة في مصر؟
أحيت المطربة العالمية جينيفر لوبيز حفلها الأول بمصر بمدينة العلمين الجديدة وسط استقبال جماهيري كبير ومتابعة إعلامية كبيرة، وهي الحفلة التي تعد الأولى من نوعها، بحضور أكثر من 2000 شخص، غالبهم من الفنانين والنجوم المصريين والشخصيات العامة، وعلى الرغم من ذلك كان هناك هجوم شديد على حفلة محمد رمضان في كل شيء تقريبًا، المظهر والمضمون والجمهور واللغة.. إلخ.

في الحقيقة من حق أي فنان أن يكون له معجبون يهتمون به، ويشيدون بأعماله، ويمنحونه مزيدًا من الثقة من خلال التعليقات والمتابعات بصفة مستمرة على «انستجرام» و«تويتر» و«فيسبوك»، التي صارت من أهم وسائل انتشار الفنان، لأنها الأكثر سرعة في تواصل الفنان مع جمهوره، فيستطيع أن يضع صورة أو تعليقًا أو يشارك موضوعًا مع الجمهور، ويحصد مزيدًا من الإعجاب والاهتمام به.

وبخصوص الهجوم الدائم الذي يتعرض له محمد رمضان، أود فقط أن أذكِّر الجميع بكلمات أحد أعظم رياضيي القرن على الإطلاق، محمد علي كلاي، عندما قال: “أنا لست الأعظم، أنا أعظم العظماء. أنا لا أقوم بهزيمتهم فقط، بل أختار الجولة التي أهزمهم فيها”، وقال أيضًا: “من الصعب أن تكون متواضعًا عندما تكون بمثل عظمتي”، وفي الحقيقة لم يتعرض لهذا الكم من الاتهامات بالجنون والهوس والكراهية!

أقترح أن نبتعد قليلًا عن روح الطبيب النفسي في تقييم النجوم الاستثنائية، ونترك الأمر للناقد الفني، ونلتفت لابتكار أفكار جديدة لتطوير مجال الحفلات الاستعراضية على سبيل المثال، لتكون أحد مصادر الجذب والاستثمار في مصر. بأي حال دائمًا لا يفوز بالنجاح إلا كل مثابر.