رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السرطان القمرى واقع أم خيال؟



يأتى مرض السرطان سببًا رئيسيًا للوفاة فى العالم، حيث يحصد سنويًا نحو تسعة ملايين من البشر حول العالم، ونسبة وفياته إلى مجموع المتوفين تأتى بواحد من كل ستة أشخاص يموتون على الصعيد العالمى، وترتفع هذه النسبة فى البلدان الفقيرة حيث لوحظ أن سبعين فى المائة من المتوفين بهذا المرض من البلدان الفقيرة بسبب عوامل سلوكية خطيرة أهمها سوء التغذية والسمنة المفرطة وعدم تناول الفاكهة بالقدر اللازم، وضعف النشاط اليومى وتعاطى الكحول والتدخين. فمع التحذير الذى يقرؤه كل مدخن بأن ما يدخنه هو من أسباب مرض السرطان يتراجع المدخن عن هذا الخطر.
تشير الإحصاءات إلى أن اثنين وعشرين بالمائة من وفيات مرض السرطان بسبب التدخين، وخمسة وعشرين بالمائة من الوفيات يسببها التهاب الكبد، والذى يسببه كذلك التدخين والكحول، ويضاف إلى خطورة المرض تكلفة العلاج التى قدرت بنحو مليار ونصف المليار دولار سنويًا.
ويعرف الإخصائيون مصطلح السرطان بالأمراض الخبيثة. وللحد من انتشار هذا المرض الخبيث يأتى تجنب التدخين الذى لا فائدة منه وأضراره مؤكدة لا ينكرها أحد، حتى إن من ينتجها يسجل تحذيرًا على غلاف علبة السجائر بحكم القانون. يضاف إلى نتائج التدخين الضارة تلوث الهواء، الأمر الذى يؤذى غير المدخنين الذين لا ذنب لهم إلا تواجدهم بين جماعة المدخنين- سواءً برغبتهم وفى أحيان كثيرة رغمًا عنهم، ولهذا تفرض أماكن ومصالح كثيرة وضع اللافتات كما فى الأماكن العامة ووسائل المواصلات محذرة ومطالبة بعدم التدخين. والمسافر بالطائرة يقرأ هذه التحذيرات فى حمامات الطائرات. كما أن المدخن لا يضر نفسه فقط، بل يضر الآخرين، فالآباء يضرون أولادهم فى البيت وهم يستنشقون دخان والديهم، مما يسبب إصابتهم بذات الأمراض التى يحذر منها المدخنون.
ويصنف المحللون لهذا المرض بأنواعه التى تفوق العشرة أنواع بأن كلها تؤدى فى الغالب الأعم إلى ذات النتائج الخطرة، حتى إن الدراسات تقول إن عشرة أنواع من هذا المرض تؤدى إلى ذات النتيجة المحتومة، وأول هذه الأنواع يأتى سرطان الرئة، وفى دراسة إحصائية لم يمض عليها عامان أن ستة وثلاثين ألفًا يموتون كل عام بسرطان الرئة. ومن أعراض هذا المرض السعال وصعوبة مع ألم فى الصدر ومع التنفس وشعور بالتعب وفقدان الشهية وتناقص فى الوزن وتغير فى نبرة الصوت وألم فى العظام وتلف فى الأعصاب.
النوع الثانى من المرض هو سرطان الأمعاء، وهو من أكثر الأنواع انتشارًا ومن أعراضه نزيف مستمر وتناقص فى الوزن والتعب الشديد وألم وورم بالبطن.
النوع الثالث: سرطان البروستاتا وهو غير معروف الأسباب حتى الآن.
النوع الرابع: سرطان الثدى ويظهر فى تغير حجم الثدى ووجود كتل متغيرة اللون داخل الثدى، مع تغير فى نسيج الجسد مع آلام فى الثدى أو منطقة الإبط أو حول الترقوة ويصاب به الجنسان.
النوع الخامس: سرطان البنكرياس، ومظاهره التهاب البنكرياس والمرارة مع آلام فى البطن وصعوبة فى البلع.
النوع السادس: سرطان المرىء، وهو يصيب الإنسان فى مرحلة الشيخوخة من سن الستين وما بعدها، ومن أسبابه التدخين والخمور وزيادة الوزن والغذاء غير الصحى وإهمال تناول الفاكهة والخضر، ومن أعراضه صعوبة بلع الطعام وتناقص الوزن وعسر الهضم والسعال وتغيير فى نبرات الصوت.
النوع السابع: سرطان الكبد وهو كما يتضح من اسمه، يهاجم الكبد فيحدث به تليفًا، ويتسبب فى التعب من أقل مجهود وفقدان الشهية للطعام والشعور بالغثيان وتناقص فى الوزن، مع تغير فى لون العينين والجلد إلى اللون الأصفر، مع ارتفاع فى درجة الحرارة وظهور الدم فى القىء، مع تغير فى لون البراز إلى اللون الأسود.
النوع الثامن: سرطان المثانة وهو النوع الأكثر شيوعًا لدى كبار السن المصابين بهذا المرض، رجالًا أو نساءً، مع انقطاع الطمث عند النساء، مع دم فى البول وفقدان للوزن مع ألم فى الظهر أو أسفل البطن.
النوع التاسع: سرطان الرأس ولا يعرف أى الأسباب أو المسببات لهذا النوع، فهناك أكثر من مائة وخمسين نوعًا من أورام المخ، ومن أعراضه الصداع والتغير السريع فى الإبصار وتناقص الرؤية، ويشكل خطورة شديدة على حياة الأطفال مع نوبات غثيان ونعاس واضطراب فى وظائف المخ.
النوع العاشر: سرطان الغدد الليمفاوية، وهذا النوع يهاجم كل الأعمار فى الجهاز الليمفاوى، ومن أعراضه تورم فى الرقبة أو الإبط أو الفخذ، مع فقدان سريع للوزن مع حمى وضيق فى التنفس وتورم فى المعدة وطفح على الجلد، مع نزيف من الأنف.
تلك هى أهم مظاهر هذا المرض الخبيث الذى لا يزال لغزًا أمام العالم والعلماء فى مجال الطب، حتى إن هذا المرض يشكل خطورة ليس على الأسرة التى بها حالة من هذه الحالات، بل على المجتمع عامة، بداية من أطبائه وحتى قياداته مع ما يحدثه المرض من هزات اقتصادية عنيفة لأصحاب الدخول المحدودة والذين لا يملكون تكاليف العلاج والعمليات الجراحية، فضلًا عن أسعار الأدوية المسكنة مثل الترامادول، والذى يعطى لأهل المريض بكميات تمكن المريض من تعاطيها كلما هاجمته آلام المرض. ففى الغرب يصرفون كميات من الحبوب والحقن بجرعات وفيرة لإدراكهم قسوة الألم الذى يهاجم المريض جراء هذا المرض القاسى.
ويبقى دورنا كأسرة ومجتمع، إنه الدور المؤازر والذى يوضح للمريض أن هناك من يحبونه ويبادرون بالمؤازرة والالتفاف حول مريضهم وحتى اللحظات الأخيرة، إنه التزام واجب وضرورة ملحة مع رجاء وأمل، عالمين مدى قدرة الخالق على كل شىء.
وبعد هذا العرض، الذى غالبًا ما قد يجده القارئ مثقلًا للقلب، يبقى السؤال المحورى:
أين الله فى كل هذا؟ فإلى حديث المقال التالى.