رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" ترصد طقوس الاحتفال بختام "صوم العذراء"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يُنهى الأقباط صوم السيدة العذراء مريم، الذى استمر ١٥ يومًا، اليوم، وسط دعوات بأن تحل البركة والخير على مصر والمصريين.

صوم العذراء مدته ١٥ يومًا، يبدأ فى ٧ أغسطس وينتهى ٢١ من الشهر ذاته كل عام، وفى اليوم الـ١٥ يحتفل المسيحيون بيوم صعود جسد السيدة العذراء، وهو من أصوام الدرجة الثانية المسموح فيها بتناول الأسماك.

وتصوم الغالبية العظمى بزهد وتقشف يصل إلى إطالة فترة الانقطاع عن الطعام حتى الغروب أحيانًا.
ويحيى الأقباط اليوم الختامى للصوم بعدة طقوس دينية واحتفالية وفلكلورية داخل الكنائس وخارجها.

مدائح تتغنى بـ«مريم» فى سهرات الليلة الأخيرة.. أساقفة ووعاظ يترأسون «النهضات».. وقداسات حتى الصباح
تزدحم الإيبارشيات فى الليلة الختامية للصوم بالحاضرين الذين يلجأون إلى الله بالدعوات، ويستمعون إلى الوعاظ الذين تمتلئ خطبهم بالحكمة والدعوة إلى المحبة والخير بين الناس، ولذلك يتم إعداد خريطة لتوزيع الوعاظ والأساقفة على الكنائس الكبرى لاختتام نهضات السيدة العذراء.
وبحسب خريطة توزيع الأساقفة، يختتم الأنبا رافائيل، أسقف عام كنائس وسط القاهرة، السكرتير السابق للمجمع المقدس، نهضة السيدة العذراء بكنيستها بمنطقة جاردن سيتى، ويختتم الأنبا بسنتى، أسقف حلوان والمعصرة، ورئيس دير القديس العظيم الأنبا برسوم العريان، النهضة بكنيسة العذراء بحلوان، ويختتم الأنبا يوليوس، أسقف عام كنائس مصر القديمة، والنائب البابوى لكنائس الخليج، النهضة بالكنيسة المعلقة الأثرية بمنطقة مصر القديمة.
ويختتم الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط نهضة السيدة العذراء بديرها المعروف باسم دير «درنكة»، ويختتم الأنبا بنيامين، مطران المنوفية وتوابعها نهضة العذراء بكنيستها بمنطقة روض الفرج.
ووفقًا لخريطة الرعاة والوعاظ، يختتم القس بولس حليم، المتحدث الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية راعى كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس بالقللى، نهضة العذراء بكنيستها بمنطقة أرض الجولف بمصر الجديدة، بينما يختتم القس إرميا حلمى، راعى كنيسة الأنبا بولا بأرض الجولف، نهضة العذراء بكنيسة الشهيد مار جرجس بألماظة، فيما تختتم كنيسة السيدة العذراء بالفجالة النهضة بكلمة روحية من القس بيشوى حلمى، راعى كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا، ومدرس علم اللاهوت بالكليات الدينية والمعاهد اللاهوتية.
ويختتم القمص مينا جرجس، راعى كنيسة مار جرجس بالعجوزة، النهضة فى الكنيسة ذاتها، بينما يختتم القس نوفير سمير، راعى كنيسة الآباء الرسل والأنبا كاراس السائح بحلوان، النهضة فى كنيسة «أبو سيفين» بنفس المنطقة، كما تستضيف كنيسة السيدة العذراء والبابا أثناسيوس الرسولى للأقباط الأرثوذكس بمدينة ١٥ مايو القس موسى رشدى الشهير بـ«اللحن الروحانى» راعى كنيسة القديس الأنبا أنطونيوس فى روزرهام بإنجلترا، ويختتم القس روفائيل حليم نهضة العذراء بكنيسة ودير الملاك البحرى.
وتعتبر سهرة الليلة الختامية فى صوم العذراء ثالث أشهر سهرة دينية بالكنيسة، بعد ليلة عيد القيامة المجيد فى المرتبة الأولى، وسهرة رأس السنة التى يستقبل خلالها الأقباط العام الجديد بالصلاة والدعاء والقداس الإلهى فى المرتبة الثانية.
وقال حربى منير، مرتل كنيسة الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس بحلوان، مدير مدرسة أفا بافلى لتأهيل الشمامسة، إن السهرة تنقسم إلى قسمين، الأول يختص بالألحان الدينية، ويتمثل القسم الثانى فى مدائح العذراء التى يتلوها الحاضرون باللغة العربية كاملة بالنغمة الفرحة، والأصوات الجهورية فى مشهد كنسى وفلكلورى فى آن واحد، وأبرزها «امدح فى البتول» و«يا م ر ى م»، و«العليقة» و«السلام لك يا مريم»، وغيرها من المدائح التى يحبها الأقباط ويحفظونها عن ظهر قلب.
وتبدأ ليلة ختام الصوم فى تمام التاسعة مساءً بصلاة نصف الليل، وتنتهى بالقداس الإلهى الذى يبدأ فى تمام الرابعة فجرًا لينتهى فى تمام السادسة صباحًا، دون أن ينعس أحد من الحاضرين.

بائع حمص وحلاوة: مولد العريان وجهتى المقبلة
قال إبراهيم مرزوق، بائع الحلوى والحمص الموجود فى أحد موالد السيدة العذراء بالمنيا، إن رحلته المقبلة ستكون إلى «مولد العريان»، قاصدًا احتفالات دير الأنبا برسوم العريان فى منطقة المعصرة بحلوان.
وأضاف «مرزوق»: «شهرا أغسطس وسبتمبر من شهور الخير بالنسبة لى، وأتنقل خلالهما بين الموالد المختلفة، التى سيكون آخرها مولد مار جرجس بمنطقة الرزيقات بقنا فى نوفمبر المقبل، وفيهما أعود بالخير على أسرتى وما يكفينى فى الأزمات التى تواجهنى بين الحين والآخر».
وقال محمد مجدى الشهير بـ«حمد الجزار»، البالغ من العمر ٣٣ عامًا، ويقطن فى منطقة «البساتين»، إن عائلته أول من امتهنت مهنة دق الصلبان ورسم الصور الدينية.
وأشار إلى أن المهنة بدأها جده الذى كان يدق الصلبان فى دير السيدة العذراء ببنى سويف، وتعلم والده على يديه المهنة ذاتها، مشيرًا إلى أنه يزور الأديرة المختلفة لدق الصلبان ويلاقى كل معاملة حسنة.
وذكر أن صورتى السيدة العذراء ومار جرجس كانتا الأكثر طلبًا منه خلال أغسطس الجارى، مشيرًا إلى أنه كان يُطلب منه بين الحين والآخر، رسم صورة للمسيح على الصليب أو وجه المسيح أو البابا كيرلس أو الأب عبدالمسيح المناهرى ومار مينا وأبوسيفين.

3 مراحل لتأمين الكنائس عبر الكشافة فى الداخل ورجال الشرطة بالخارج
تشهد الكنائس فى ليلة ختام الصوم تكثيفًا أمنيًا كبيرًا، مثل الذى تشهده فى عيدى الميلاد والقيامة المجيدين، وتنقسم أعمال التأمين إلى ٣ مراحل، الأولى خاصة بالكشافة الكنسية التى تتولى التأمين من الداخل.
وقال قائد الكشافة جورج فهمى إنه دائمًا ما يجتمع بأفراد الفرق التى تعمل معه قبيل الأعياد والأوقات المزدحمة فى الكنيسة، ليلقنهم التعليمات الخاصة بكل مناسبة، وأبرزها ضبط النفس والتحلى بروح الخدمة فى التعامل مع الزوار والتواضع، وتوفير الهدوء والأجواء الروحانية حتى يتمكن المصلون من الاستمتاع بالقداس والصلاة، على الرغم من ازدحام المصلين فى عيد العذراء.

ويتولى المرحلة الثانية من التأمين أفراد الأمن الإدارى، وهم مجموعة من الموظفين الذين يحرسون البوابات الرئيسية والفرعية للكنيسة، ويتولون الاطلاع على هويات الزوار والمصلين، ويكونون فى السرادق الخشبى أو الحديدى المؤدى إلى بوابة الكنيسة الرئيسية، ويتأكدون من مرور الضيوف من البوابات الإلكترونية، وتمرير جهاز كشف المعادن عليهم للتأكد من عدم تمرير أى أسلحة. كما توفر الكنائس عناصر نسائية من الأمن الإدارى للتعامل مع السيدات وتفتيش الحقائب الخاصة بالمصليات.
وتتمثل المرحلة الثالثة من التأمين فى المساحة الخارجية للكنيسة التى تتولاها قوات الأمن بوزارة الداخلية. وقال مصدر كنسى إن عددًا كبيرًا من الأساقفة قد أصدر أوامر صريحة لرجال الكشافة والأمن الإدارى بالتنسيق مع قوات الأمن، لإخراج الليلة فى أفضل شكل، خاصة فى محافظات الوجه القبلى.