رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طريق الخطر الشمالى


نحن فى عهد استطاع الرئيس السيسى أن يجعله عهد المشروعات القومية العملاقة والبناء والتنمية، ومن المشروعات القومية الكبرى بناء مدينة العلمين الجديدة، التى ستغير من وجه الساحل الشمالى.. والتى ستجعل منه منارة اقتصادية وسياحية وسكنية نفخر بها.
من المؤكد أيضًا أن الطرق السريعة للسفر لها قواعد مرور معمول بها فى كل أنحاء العالم، وذلك تنظيمًا للمرور بها وتحقيقًا للأمان والانضباط فيها.. إلا هذا الطريق رغم أنه الطريق الموصل لمدينة العلمين الجديدة، الذى يبدأ من محافظة الإسكندرية وتحديدًا منطقة العجمى وحتى محافظة مرسى مطروح.. فهو طريق محفوف بالأخطار حتى أصبح الناس يطلقون عليه طريق الموت، وأطلق أنا عليه طريق الخطر الشمالى.. إن هذا الطريق الذى أقصده لا بد أن تقرأ بعض الآيات القرآنية قبل استخدامه.
ولا بد أيضًا أن تدرك أنك إذا وصلت بالسلامة إلى المكان الذى تقصده، فإن ذلك سيكون أشبه بمعجزة إلهية إذا كان ذلك ليلًا أو بدعوات والدتك لك إذا ما كان ذلك صباحًا أو ظهرًا.. إن هذا الطريق هو طريق الساحل الشمالى، والذى للأسف الشديد هو طريق مهم جدًا ويستخدمه عشرات الآلاف من المواطنين كل يوم ليلًا ونهارًا.. لكنه تحدث فيه حوادث يومية مروعة ويستخدمه عشرات الآلاف من السيارات من كل الأشكال سيارات خاصة ولوريات ولوادر وأجرة وغيرها، إلا أنه يفتقر إلى أبسط قواعد الأمان أو السلامة لمستخدميه.
وتسفر الحوادث اليومية فيه عن ضحايا أبرياء.. وللأسف هذا العام عندما ذهبت لقضاء إجازتى ظننت أنه سيكون قد تم الاهتمام به أو وضعه تحت المراقبة الأمنية والمرورية أو تحسين أحواله، خاصة مع بناء مدينة العلمين الجديدة، التى سيكون فيها مقر مجلس الوزراء صيفًا وآلاف الوحدات السكنية والمبانى الشاهقة، والتى أوشكت على الانتهاء لتصبح مدينة عالمية تطل على شاطئ الساحل الشمالى، الذى يعتبر من أجمل شواطئ الدنيا.. لكن للأسف لم تتحسن أحواله هذا العام وترك بلا قواعد ولا نظام، ما يجعلنى أطالب ببعض قواعد الأمان للمواطنين المصريين وللسائحين الذين نتوقع أن يأتوا إليه بعد انتهاء مدينة العلمين الجديدة.
أولًا: وضع دوريات أمنية مرورية تجوب الطريق لمراقبة السرعات وضمان مراعاتها وإيقاف كل من يخالفها وتحصيل غرامات سرعة لكل المخالفين، خاصة سائقى اللوريات الضخمة المتهورين، الذين يقودون بأقصى سرعة، ويقطعون الطريق بعرضه ويتسببون فى حوادث مروعة يذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، حيث يفاجأون باللوريات الضخمة وسيارات النقل الثقيل تقطع عرض الطريق بأقصى سرعة، وفى معظم الأحيان لا يلتزمون بالدورانات المحددة للدوران إلى الخلف.. فتجد اللورى يظهر فجأة بأقصى سرعة من وسط الرمال غير مبالٍ بالأرواح التى قد يحصدها.. وينتهى الأمر بحوادث يومية مروعة. لا بد من إيجاد طريقة لوقف تهور سائقى النقل واللورى، الذين لا يلتزمون حتى بالقواعد المحددة لهم فتجدهم فى طريق وادى النطرون أيضًا المؤدى إلى الساحل الشمالى لا يلتزمون بالطرق المخصصة لهم، فيدخلون إلى طرق السيارات الخاصة، ويقودون بأقصى سرعة ودون التزام السرعات المخصصة للطرق، خاصة ليلًا.
ثانيًا: ضرورة إنارة الطريق ليلًا، حيث يكون الظلام دامسًا، ما يحجب الرؤية وينذر بأخطار وحوادث مروعة.. ويمكن استخدام الطاقة الشمسية توفيرًا للنفقات، ويمكن أن يسهم أصحاب القرى فى تكلفة إنارة الطريق من أمامهم، هذا مطلب مُلح وضرورى من الحكومة، حفاظًا على أرواح المواطنين.
ثالثًا: ضرورة إيجاد طريق موازٍ لهذا الطريق بالصحراء، خاصة بعد افتتاح مدينة العلمين الجديدة واتجاه الحكومة لعقد الاجتماعات خلال الصيف فى المدينة وسكن أهل المدينة الجديدة والمصالح الحكومية، ما يعنى أن الطريق الحالى سيُصبح عاجزًا عن استيعاب الكثافة الإضافية الضخمة الجديدة.
رابعًا: ضرورة تنظيم دورانات واضحة وآمنة أمام كل قرية للخروج والدخول منها، حيث هناك قرى ليس أمامها دورانات مرورية، بل طرق رملية تمر منها السيارات، ما يعنى حوادث طرق مرعبة.. وضرورة توسيع الطريق الحالى ليستوعب الحركة اليومية فيه.
خامسًا: طريق الساحل الشمالى خالٍ من مراكز الإسعاف.. وخالٍ من مراكز أو نقاط أمنية لحماية المواطنين فى حالة الحاجة إلى رجال أمن أو رجال من الشرطة فى حالة التعرض للخطر، حيث إن الطريق ليلًا مخيف ومروع ومعروف أنه خالٍ من وجود ما يضمن أمن المواطنين.
هذه بعض المقترحات، بناء على مطالبات المواطنين، رأيت أن أضعها أمام حكومة المهندس د. مصطفى مدبولى، حرصًا على الحفاظ على أرواح المواطنين المصريين أو الأشقاء العرب أو السائحين، الذين من المتوقع أن يزوروا مصر قريبًا بعد انتهاء مدينة العلمين الجديدة، التى هى مشروع قومى كبير، تعكس إنجازًا كبيرًا للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يحرص على بناء وتطوير وإنجاز مشروعات قومية كبرى تصب فى مصلحة الوطن والمواطن.