رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوراق قضية "الأب الشيطان": تحرش بابنته الأولى وقتل الثانية صعقًا بالكهرباء لمحاولتها الهرب

جريدة الدستور

تجرد أب من كل معانى الإنسانية، وحول حياة ابنتيه التوأم، ١٣ عاما، إلى جحيم، بعدما اعتاد ممارسة الجنس معهما بالإكراه والتفنن فى تعذيبهما حتى لفظت إحداهما أنفاسها الأخيرة تحت وطأة الضرب والتعذيب، الذى استمر لمدة يومين كاملين.

وترجع الواقعة إلى شهر يناير الماضى، عندما تلقى قسم شرطة عين شمس بلاغًا يفيد بوفاة الطفلة «سلوى. ى. ر» طالبة بالإعدادية، نتيجة التعدى عليها بالضرب وتوثيق يديها باستخدام «أفيز بلاستيكى».

وكشفت تحريات المباحث الجنائية، المحررة بمعرفة الرائد محمد السيسى عن قيام والد الطفلة المدعو «ى. ر» ٤٥ عاما، بقتلها تحت التعذيب، وبالقبض على المتهم وجهت إليه نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار عصام خليفة، تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار فى القضية رقم ٢٦٧ لسنة ٢٠١٩ جنايات عين شمس.

وبحسب قرار الإحالة، فإن المتهم بيت النية وعقد العزم على قتل ابنته المجنى عليها، وأعد لذلك الغرض رابطًا بلاستيكيًا وحبلًا وسلكًا كهربائيًا ولاصقًا وقطعة حديد وكمية من «الشطة»، ثم كبلها وانهال عليها ضربًا بالقطعة الحديدية، وملأ فمها بـ«الشطة» وكممها باللاصق وصعقها بالكهرباء بقصد إزهاق روحها. وتضمن الاتهام قيامه «الأب» بهتك عرض ابنتيه القاصرتين «سلمى» والمجنى عليها «سلوى» ومعاشرته لهما بالقوة.

سلمى: والدى موت أختى وغطاها ببطانية.. وقال لى: «هاربطك جنبها لو قربتى منها»
استمع المستشار مصطفى مخلوف، وكيل النائب العام، إلى أقوال الطفلة «سلمى.ى» ١٣ عامًا، طالبة، فى واقعة مقتل أختها التوأم «سلوى» على يد أبيها.
وقالت الطفلة فى شهادتها: «لى شقيقة توأم تدعى سلوى، وأخ أكبر بسنتين يدعى كريم، وانفصل والدى عن أمى منذ ٥ أعوام تقريبًا، بسبب رؤيته وهو يحاول التعدى علىّ جنسيًا، فحاولت الاستغاثة بالجيران حتى اجتمعوا فى منزلنا، وبعدها انتقلنا للعيش عند جدتنا إلى أن تم الطلاق منذ عامين، واضطررنا بعدها للانتقال للعيش معه».
وأضافت: «فى أول يوم لعودتنا للمنزل فى مارس ٢٠١٧، بدأ أبى فى هتك عرضى والتعدى علىّ يوميًا وكنت أحاول منعه لكنى لم أستطع، وبعدها قررت الهروب لمنزل والدتى وأخبرتها بما فعله لكنها لم تصدقنى، فعدت للمنزل مرة أخرى وبدأ أبى وقتها فى ممارسة الجنس معى بالقوة، ثم أخبرتنى أختى سلوى أن أبى هتك عرضها أيضا».
وأشارت الفتاة إلى أن والدها كان دائم التعدى عليها وعلى أختها بالضرب بسبب تكرار هروبهما إلى منزل والدتهما، عبر استخدام حزام جلدى وعصا خشبية، وأنه كان يزيد من معدل الضرب والتعدى عليهما عقب تعاطيه مخدر الحشيش.
وذكرت أنها تمكنت من الهرب مع أختها فى منتصف ديسمبر الماضى، إلا أن والدهما حضر ونجح فى إعادتهما للمنزل، ثم قيدهما باستخدام «أفيز عربية» وتعدى عليهما بالضرب باستخدام «ماسورة» وهو يردد: «عشان ماتروحوش عند أمكم تانى»، وكان يغلق عليهما الشقة أثناء ذهابه للعمل.

وعن يوم مقتل أختها قالت: «يوم وفاة سلوى كانت أختى تنام على السرير بجوار والدى ثم تقلبت بصوت عالٍ، ما تسبب فى إيقاظه واعتقد أنها كانت تحاول الهرب لوالدتى من جديد، فأحضر بعض الأشياء مثل ماسورة وأفيز عربية وسلك كهربائى وحبل غسيل، وكتف يديها من الخلف وضربها بالماسورة عدة مرات، ثم أحضر الشطة ووضعها فى فمها وأغلقه باستخدام لاصق طبى».
ولفتت الطفلة إلى أن والدها تفنن فى تعذيب أختها وصعقها بسلك كهربائى وضعه فى مفتاح الكهرباء وكان ينقله بين أجزاء مختلفة من جسدها من القدم إلى الرأس، مشيرة إلى أنها لم تستطع إنقاذها بعدما هددها بقوله: «ماتقربيش منها.. ولو عرفت إنك شربتيها ميه هاربطك جنبها وأموتك».

وذكرت أنه ربطها قبل نومها بحبل، وعندما استيقظت فى اليوم التالى وجدته نقل أختها إلى غرفة ثانية وغطاها ببطانية، وأنها لم تستطع كشف الغطاء عن أختها بسبب خوفها، كاشفة أن الأب اصطحبها بعد ذلك إلى عمتها، تاركًا «سلوى» ثم تركها.
وقالت: «لما رجعنا رحت أبص على سلوى كانت لسه متغطية، ولما كشفت وشها لقيت دم كتير على بقها، فناديت على جارتنا اللى تحت وقلت لها: إطلعى عشان فى حاجة مهمة عايزة أقولك عليها، ولما طلعت لقيت سلوى مش بتتنفس، خبطت على الجيران وبلغوا الشرطة».

المتهم يعترف أمام النيابة: ربطتها إلى الحائط..
ووضعت «شطة» فى فمها لأنها رفضت السكوت
أمام النيابة، أدلى المتهم «ى. ر. م» باعترافاته حول الجريمة وقال: «تزوجت فى ٢٠٠٤، وأنجبت كريم فى العام التالى، وفى ٢٠٠٦، أنجبنا توأم سلمى وسلوى، وبعدها حدثت خلافات بيننا لأنها كان تترك المنزل لأوقات طويلة».
وأضاف: «فى أحد الأيام، عدت من عملى ورأيت سلمى نائمة وكان عمرها ٦ سنين، فخلعت ملابسها ونمت فوقها وبدأت التحرش بها، فدخلت علىّ أمها واستنجدت بالجيران وتركت المنزل، ثم انفصلنا».
وواصل: «فى ٢٠١٧، طلب منى أهل زوجتى أن آخذ أبنائى، وكتبوا لى إقرارًا بالتنازل عنهم وبعدها اعتدت التحرش بالبنتين، وفى نهاية العام الماضى أصبحت أعاشر سلمى بشكل كامل معاشرة الأزواج، أما سلوى فكنت أتحرش بها فقط أو أعاشرها دون خلع ملابسها بسبب وجود آثار حرق فى بطنها».
وحول تكرار هروب ابنتيه قال: «بعد عودتهما بفترة، فوجئت بأنهما كسرا الغسالة فضربتهما بشدة بالحزام، ثم فوجئت فى اليوم التالى بهروبهما بعد كسر باب الشقة وعلمت أنهما عند خالهما، ولما سألنى إن كنت أتحرش بهما قلت له: (خليهم عندك) فطردهما وأغلق باب منزله، وعدنا جميعًا للبيت».
وأضاف: «فى ديسمبر الماضى تكرر الهرب، بعدما ضربتهما نتيجة ترك الحنفية مفتوحة ما أدى لغرق الشقة، ثم اتصل بى خالهما من جديد وقال: (تعالى خد بناتك)».
وحول يوم الجريمة قال: «فى فجر ١ يناير ٢٠١٩، سمعت صوت باب الشقة، ووجدت سلوى تحاول الهرب فأمسكت بها وضربتها وربطت الحبل فى الحائط، وصعقتها بالكهرباء ٣ مرات، وحاولت أنام لكنها ظلت تصرخ: خلاص يا بابا حرمت.. ومش هاعمل كده تانى».
وأضاف: «حاولت إسكاتها عبر لصق فمها، لكنها ظلت تصرخ، فوضعت الشطة فى فمها ثم أعدت لصقه وخرجت، وعندما عدت فى اليوم التالى وجدتها قد ماتت فقررت الهرب، وأخذت سلمى إلى منزل أختى لطلب نقود لكن لم يكن معها، فعدت لبيع عفش الشقة وهربت إلى منزل ابن خالى فى دمنهور، وبعدها ألقى القبض علىّ».