رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"تأويل الفن والدين" جديد سعيد توفيق

جريدة الدستور


عن "الدار المصرية اللبنانية" صدر للناقد دكتور سعيد توفيق مؤلفه الجديد "تأويل الفن والدين والذي يعتبر أهم أدوات الدحض والنسف لمقولات وصور ذهنية شائعة لدى الكثيرين من المسلمين وغير المسلمين من أن الفن لا صلة له بالدين، فرغم أنهما موضوعان مختلفان، إلا أن هذا التصور يعبر عن فهم ضحل أو مغلوط لا يفطن ولا يستوعب ما يربط هنالك من صلة حميمة بين الفن والدين.

المؤلف الذي يقع في 141 صفحة من القطع المتوسط، كان مجموعة مقالات منتقاة اختارهم المفكر والناقد الجمالي من بين عشرات المقالات الجريئة التي نشرها في أكثر من دورية عربية دولية ومصرية، حاول فيما اختاره، التدقيق رغم كتابته لتك المقالات وفي هذا المسار مابين رؤى التفكيك والوصل والفصل بين ماهيتيي الفن والدين. ولهذا فقد استمر يعمل على مؤلفه لأكثر من عامين من بين مقالات لاتحصي ليطرح على القاريء بترتيبها وتنقيحها الصارم والتراتبي كونها كتبت على فترات متباعدة إلا أنه ترك للقاريء المدقق الفطن ماهيات ظلا ل الفكرة وعمقها وتجليها في المجتمعات العربية والعالمية بين ثنايا التأرجح ما بين هوتي الدين والفن وانتشارهما بل زرعهما في كلا من الفكري والنقدي والإبداعي وحتى الإعلامي كونهما كانا من الثنائيات الخطرة أو التي كانا ولم يزالا من المقدسات، فيما يخص علاقتهما الشائكة بعضهما ببعض، فكل مقال يلقي بظلاله على الآخر. تأويل الفن والدين يغوص في مناح حداثية وما بعدها في إمكانية تعريف الفن؟ وما ينبغي استبعاده من تصوراتنا عن الفن ومحاولات متأولة يطرحها سعيد توفيق فيما يخص علم الجمال والجميل في الفن وهذه هي طروحات الفصل الأول ويشتبك المؤلف في الفصل الثاني من الكتاب إلى فكرة الجميل والمقدس فيما يخص المخزون المعرفي التراكمي للفن والدين وما أنجزاه من رؤي تعيد التفكير في مسائل الثبات والتحول والتفكيك والتركيب، الكاتب يطرح ثمة رؤية ملغزة وذكية عن انفصال الفن عن الدين، علمنة الفن، وعداء الدين للفن وتديين الفن ليتجلى غائصا متحسسا الفارق بين الصلات الماهوية بين الجميل والمقدس وتجلياتها في الفنون.. وعن اتحاد المادي والروحي في خبرتي الجميل والمقدس يتداخل سعيد توفيق لمناطق الجليل في الفن كأحد تجليات المقدس، كذلك لغة الأداب ولغة المقدس من المنظور الديني وليس الجمالي ولا التفكيكي ولا حتى التأويلي، الكتاب به باب يزيد عن ستة وأربعين صفحة يطرح فيه المؤلف رؤى فكرية وموضوعية عن التأرجح ما بين الدين والأخلاق في صراع وصرعة المجتمعات بالأفكار، وكذلك تأويل الخطاب الديني على بنية الفنون وشذرات حول مواجهة الإرهاب الديني بالفكر وبالفن الجمالي أيضا وهو الخارج من قناعات المؤلف والعالم عن أن الفن لغة عالمية ولكل العالم في كافة العصور، مع فصل أخير ل نقد أسلمة الفنون وعلمانية الإسلام، مع تذييل نهائي قبل الخاتمة، يطرح فيه الناقد سعيد توفيق "تهافت مفهوم الإعجاز العلمي في القرآن..

يذكر أن الناقد سعيد توفيق هو أستاذ الفلسفة المعاصرة وعلم الجمال بآداب القاهرة وتأثر في أغلب كتاباته بالاتجاه الفينو مينولوجي (الظاهراتي) وامتداداته في تيار فلسفة التأويل وهو يعمل على ترسيخ هذا الاتجاه في واقع الثقافة العربية من خلال العديد من الدراسات النظرية والتطبيقات العملية وخاصة في مجالات الأدب والنقد الفني. كما أن له كتابات تنتمي إلى مجال الإبداع العابر للأنواع الأدبية ومنها كتابة "نشيج على خليج" الصادر عن دار ميريت " وكتاب الخاطرات: التأملات الأولى في ظواهر الحياة والوجود. وهو المولود بالقاهرة عام 1954 وحصل على الدكتوراه في الفلسفة بمرتبة الشرف الأولى عام 87_من كلية الآداب جامعة القاهرة وهو استاذ ورئيس قسم الفلسفة الأسبق بكلية الآداب جامعة القاهرة. وله مؤلفات فلسفية ونقدية وجمالية تخطت الـ 35 عنوانا.