رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد حسن الباقورى.. رجل التقريب مع الشيعة



الشيخ أحمد حسن الباقورى من مواليد قرية «باقور» التابعة لمركز أبوتيج بمحافظة أسيوط فى ٢٦ مايو ١٩٠٧. تخرج فى الأزهر الشريف، وأصبح من علمائه. تزوج من ابنة الشيخ محمد عبداللطيف دراز، الذى كان وكيلًا للأزهر الشريف، وقاد الأزهر فى ثورة ١٩١٩ وخطب على منبرى الأزهر والكنيسة القبطية.
كان من دعاة التقريب بين المذاهب الإسلامية، يدعو إلى نشر كتب الشيعة للوقوف عليها بغية إزالة الخلاف بينهم وبين إخوانهم أهل السُنة. من أقواله وكتاباته فى التقريب بين المذاهب: «فما تفرق المسلمون فى الماضى إلا لهذه العزلة العقلية التى قطعت أواصر الصلات بينهم، فساء ظن بعضهم ببعض، وليس هناك من سبيل للتعرف على الحق فى هذه القضية إلا سبيل الاطلاع والكشف عما عند الفرق المختلفة من مذاهب وما تدين من آراء، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة. والخلاف بين السُنيين والشيعيين خلاف يقوم أكثره على غير علم، حيث لم يتح لجمهور الفريقين اطلاع كل فريق على ما عند الفريق الآخر من آراء وحجج، وإذاعة فقه الشيعة بين جمهور السُنيين وإذاعة فقه السُنيين بين جمهور الشيعة من أقوى الأسباب وآكدها لإزالة الخلاف بينهما، فإن كان ثمة خلاف فإنه يقوم بعد هذا على رأى له احترامه وقيمته».
له بحوث كثيرة فى مجال التقريب بين المذاهب، وحصل على شهادة العالمية من الأزهر الشريف عام ١٩٣٢، كما تخصص فى البلاغة والآداب عام ١٩٣٥.
للشيخ الباقورى تاريخ حافل فى العلم والسياسة، فقد انضم إلى حركة الإخوان وهو طالب فى الأزهر، وكان أحد قيادات الإخوان، وكان عضو مكتب الإرشاد، وكان أحد المرشحين بقوة لخلافة الإمام حسن البنا، وهو الذى وضع نشيد الإخوان الرئيسى الذى كان الإخوان يرددونه: «يا رسول الله هل يرضيك أن» بعد أن كلفه البنا بوضعه وأصبح مرشدًا للإخوان بالإنابة بعد مقتل حسن البنا. رشحه الإخوان فى الانتخابات فى دائرة القلعة قبل الثورة ضمن قائمة من مرشحى الإخوان. بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ طلب رجال الثورة أن يرشحوا لهم أسماء للاشتراك فى الوزارة، فرشَح مكتب الإرشاد لهم ثلاثة من أعضاء الجماعة، ولكن جمال عبدالناصر ورجاله كانوا يريدون أسماء لها رنين وشهرة لدى الشعب المصرى، من أمثال الشيخ أحمد حسن الباقورى، والشيخ محمد الغزالى، ولذا رفضوا ترشيح المرشد أو مكتب الإرشاد، وعرضوا وزارة الأوقاف بالفعل على الشيخ الباقورى، فقبل مبدئيًا، وأبلغ الإخوان بذلك، فاشترطوا عليه أن يستقيل من الجماعة.
ترشح لعضوية مجلس الأمة، حصل على ثقة الحكومة، نجح فى إدارة وزارة الأوقاف حتى عام ١٩٥٩، أسس جمعية الشبان المسلمين. وعمل مدرسًا للغة العربية وعلم البلاغة فى معهد القاهرة الدينى «١٩٣٦»، ثم مراقبًا بكلية اللغة العربية، وكيل معهد أسيوط الدينى «١٩٤٧»، وكيل معهد القاهرة الأزهرى الدينى، شيخ المعهد الدينى فى مدينة المنيا، عضوًا فى المجلس الأعلى لهيئة التحرير، وزير الأوقاف فى ثورة يوليو ١٩٥٢، ثم وزير الأوقاف فى الجمهورية العربية المتحدة حتى عام ١٩٥٩، مدير جامعة الأزهر عام ١٩٦٤، مستشارًا برئاسة الجمهورية.
شارك فى: عضوية مجمع اللغة العربية، عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، عضوية المجلس الأعلى للأزهر، عضوية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عضوية جامعة الشعوب العربية والإسلامية، رئيس ومدير جمعية ومعهد الدراسات الإسلامية، عضوية المجلس القومى للتعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا، عضوية المجلس القومى للتعليم «شعبة التعليم الجامعى»، عضوية لجنة التعليم بالحزب الوطنى، عضوية لجنة التنسيق بين الجامعات وأكاديمية البحث العلمى، مستشار اليونسكو «الشعبة القومية» بالقاهرة.
من مؤلفاته وأبحاثه العلمية: الإدراك المباشر عند الصوفية «١٩٤٩»، سيكولوجية التصوف «١٩٥٠»، دراسات فى الفلسفة الإسلامية «١٩٥٨»، ابن عطاء الله السكندرى وتصوفه «١٩٥٨»، ابن عباد الرفدى حياته ومؤلفاته «١٩٥٨»، علم الكلام وبعض مشكلاته «١٩٦٦»، الإسلام فى إفريقيا «١٩٧٠»، إخوان الصفا ودورهم فى التفكير الإسلامى، مدخل إلى التصوف الإسلامى «١٩٧٤»، الإسلام والفكر الوجودى المعاصر «١٩٧٨»، العلاقة بين الفلسفة والطب عند المسلمين «١٩٨١»، وجوب استقلالية الثقافة المصرية بين التيارات الفكرية المعاصرة «١٩٨٤». من أهم أعماله: مع كتاب الله، مع الصائمين، مع القرآن، «أثر القرآن الكريم فى اللغة العربية» تقديم طه حسين «طبعة رابعة، دار المعارف، القاهرة ١٩٨٧م»، كتاب «عروبة ودين» ويشتمل على موضوعات شتى تمثل خلاصة لمجموعة الخطب التى ألقاها فى مناسبات مختلفة وفى حفلات عديدة، «خواطر وأحاديث»، «من أدب النبوة» وهو عبارة عن شرح من الناحيتين الشرعية واللغوية لحوالى مائتى حديث من الأحاديث النبوية، سعى فى نشر كتاب «المختصر النافع» فى فقه الإمامية، له تقديم لكتاب العلم يدعو للإيمان، وسائل الشيعة ومستدركاتها، له مذكرات نشرت بعد وفاته باسم مذكرات الدعوة والداعية وكتب فى سيرته «روح وريحان من حياة داع ودعوة» لأحمد أنس الحجاجى، له مشاركة واسعة فى المقالات الأدبية والدينية، والأحاديث فى الإذاعة والتليفزيون، وكتاب عن مصطفى كمال أتاتورك يكشف فيه عن تحقيق أحلام المستعمرين من هدم الدولة الإسلامية وتفتيت وحدتها على يد أتاتورك الذى كان معاديًا للدين ومتلهفًا على الحكم. أما كتابه الذى نُشر بعد وفاته عن مركز الأهرام للترجمة والنشر «الطبعة الأولى ١٩٨٨» فهو بقايا ذكريات، وفيه يروى أسرار وملابسات مشاركته فى حركة الإخوان المسلمين التى أنشئت فى الإسماعيلية عام ١٩٢٧م وفى حركة طلاب الأزهر التى بدأت عام ١٩٣٤م، وفى ثورة يوليو ١٩٥٢م. من المؤتمرات التى شارك فيها: مؤتمر فلسفة العصر الوسيط «بون-ألمانيا الغربية»، مؤتمر التعليم الإسلامى «مكة- المملكة العربية السعودية ١٩٧٨»، مؤتمر السُنة والسيرة «قطر ١٩٨٠»، مؤتمر الطب الإسلامى «الكويت ١٩٨١»، مؤتمر الإسلام «فرنسا ١٩٨٢».
حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة «١٩٨٥». وتوفى أثناء علاجه فى لندن فى ٢٧ أغسطس ١٩٨٥. كانت له صداقة شخصية وعلاقة وطيدة بالأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى، وعند وفاته شارك الأنبا غريغوريوس فى تشييع جنازته الرسمية، كما شارك الكثير من الأقباط فى جنازته.