رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصب


بعد ما عمل لها رق الحبيب، نص الأربعينيات كدا، حاول كتير القصبجى، إنه يعمل أى لحن لـ أم كلثوم، بدل ما هو مجرد عواد فى الفرقة، ما أمكنش.

حاجة بتاعة تلاتين سنة، و«قصب» حاجة تحزّن، كل ما أشوف منظره وهو قاعد ورا الست، بـ يلعب عود، وفى أواخر الأيام بطلوا يحطوا له ميكروفون قدامه، بعد ما بقى يلعب فـ حتة، والفرقة شغالة فـ حتة، بس هو كان بـ الظبط زى ما بـ يقول ناجى:

وفراش حائر منك دنا

من المحاولات اللى نعرفها لـ القصبجى، إنه يلحن لـ الست بعد «رق الحبيب»، غنوة سنة ١٩٥٤، كانت قصيدة اختارتها الست علشان تغنيها فى العيد التانى لـ الثورة، مطلع القصيدة كان بـ يقول:

يا دعاة الحق هذا يومنا

اللى كان كاتب القصيدة، الفراش الحائر التانى اللى دنا من ثومة، أحمد رامى.

الست اختارت القصيدة، وجرى القصبجى يلحن، وكل ما يلحن بيت من القصيدة، يجرى على بيت الست فى الزمالك يسمعها، أخيرًا هـ تغنى له بعد عشر سنين، فـ تقول له: هايل، وتعالى يا قصب.

خلاص روح يا قصب، لحن يا قصب، لـ حد ما الغنوة كملت، بس الجواب النهائى مكنش: هايل.

ثومة فـ الآخر، قالت له: «تؤ، اللحن مش عاجبنى، روح اديها لـ حد تانى»، وفعلا إداها لـ فايدة كامل، ومحدش سمعها أو سمع بيها.

من الأغانى التانية اللى قصب حاول فيها، كانت غنوة لـ «الصبر حدود»، هو كان المفروض اللى يلحنها الأول بليغ حمدى، الغنوة كاتبها عبدالوهاب محمد، صاحب بليغ، وأم كلثوم عرفت عبدالوهاب عن طريقه، واشتغلوا قبلها «حب إيه؟» و«ظلمنا الحب»، بس بليغ هو اللى خلع من الغنوة، قال لها:

يا ست إنتى قوية (يقصد مفترية) تقدرى تقولى «لـ الصبر حدود»، وكل الكلام دا لـ الحبيب، أنا راجل ضعيف، ما أعرفش أقول كدا.

كان اعتراضًا مهذبًا من بليغ على فجاجة الكلام وركاكته، لـ إن بليغ لحن الأفظع والأقسى من كدا: «فات الميعاد» بس يا عمو، إيش جاب لـ جاب.

القصبجى لما عرف إن بليغ خلع، راح عرض إنه يلحنها، ويبدو إن الست ما حبتش تكسفه، فـ قالت له ماشى، سمعنى، فـ راح عامل لحن، ما سمعناهوش طبعا، بس هى كانت على خط موازى شغالة مع الشاب التانى، اللى زى بليغ حمدى، اللى هو محمد الموجى، واللى سمعنا الغنوة أخيرًا بـ لحنه.

من الألحان برضه اللى ما سمعنهاش بـ لحن القصبجى: «سهران لـ وحدى» اللى سمعناها بـ لحن السنباطى، بس سهران لـ وحدى ما كملهاش القصبجى أساسًا، هو عمل جزء، وهى سمعته وقالت له إنه مش مريحها، وهو كان لسه فيه الرمق، فـ ماكملش اللحن، كان متخيل إنه لسه الجايات أكتر من الرايحات.

ومن شغل رامى الوطنى برضه، القصبجى لحن لها:

يا مصر إن الحق جاء

فاستقبلى فجر الرجاء

وزى ما هو باين من قافيتها، كان المفروض تتغنى فى عيد الجلاء، بس ربك ما رادش، السؤال بقى:

الست كانت بـ تعمل فـ قصب كدا ليه؟

هه؟

ليه؟