رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة ملش تكتب: محاكاة الدولة المصرية




خلال فعاليات المؤتمر الوطني السابع للشباب والذي أقيم في العاصمة الادارية الاسبوع الماضي.. أجريت جلسة محاكاة الدولة المصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور مصطفي مدبولي والوزراء، وممثلي مجلس الوزراء من الشباب.. والتي تعد من وجهة نظري المتواضعة من أهم وأفضل الجلسات التي أقيمت في مؤتمرات ومنتديات الشباب.. فقد كانت محاكاة حقيقية للمسؤلين عن الدولة المصرية وخاصة في أهم مفاصلها ومناقشة أزماتها وأعباء المواطنين، بمصداقية تامة وصراحة شديدة، ويعتبر أهم ما تم مناقشته في هذه الجلسة (الاصلاح الاقتصادي) وتأثيرة علي المصريين من كل الجوانب ورد فعلهم عليه بما في ذلك سخريتهم من أوضاعهم المالية.
تمت ادارة الحوارات باحترافية وشفافية، وكان رئيس الجمهورية يستمع ويشاهد ويتدخل في أحيان قليلة، تاركا الفرصة للشباب، فهو يدرك تماما أن حضوره شرف وفخر للجميع في هذه الجلسة وكان تدخله في كل مرة ليعطيعم الثقة بأنفسهم ودعمهم.. في اليوم السابق علي افتتاح المؤتمر أصدر الجهاز المركزي للمحاسبات تقرير يفيد بزيادة معدل الاسر الفقيرة في مصر عن الاوقات السابقة، وكان منتهي الاحترام للشعب المصري أن يناقش هذا الأمر في وجود الرئيس والوزراء، وبالتأكيد أن ذلك قطع الطريق علي المتربصين بالدولة المصرية والأعداء بالصيد في الماء العكر.. فقد وضح وزراء المالية والتخطيط وكذلك رئيس الوزراء هذا الأمر باستفاضة لإدراكهم أن من حق الناس أن تعرف.
فقال الوزراء أنه نتيجة طبيعية لإجراء الإصلاح الإقتصادي في أي دولة حدث فيها ذلك، ولكنه يكون لفترة قصيرة بل مؤقتة ولابد منه حتي تتحقق الثمار والإنجازات التي ظهرت بالفعل.. لم يتم نفي زيادة معدل الفقر بل إعترف به المسؤلين مع شرح مفصل له ولإسبابه ولأنه لا غني عنه حتي تنصلح أحوال البلد والمواطنين، وهنا تدخل الرئيس السيسي وتكلم عن الإصلاح باستفاضة وشكر المصريين علي صمودهم وقوة تحملهم لنتائج الإصلاح الإقتصادي بل أنه قال أن تحمل المصريين شرف له فقال (عندما أسافر خارج مصر وأتقابل مع رؤساء وزعماء الدول المختلفة، يسألوني مندهشين عن تحمل المصريين لهذه الإجراءات.. تحملكم شرف ليا).. كما قال ان هناك من كان متخوف في بادئ الأمر من هذه الإصلاحات ولكنه كان يدرك تماما أنها طوق النجاة لهذه البلد كي تنهض وتحل جميع مشاكلها وتعاود النمو والتقدم، فقال لو رفض الشعب سأعلن عن إنتخابات رئاسية في إشارة الي تركه الحكم.. ولكن الشعب المصري الذي يؤمن تماما بوطنية رئيسة ويثق فيه تمام الثقة إستجاب وتحمل أعباء هذا الإصلاح.
كما شهدت الجلسة ولأول مرة عرض سخرية المصريين من أعبائهم المالية وزيادة الأسعار وخاصة أسعار الوقود وتأثر الطبقة الوسطي تأثيرا شديدا نتيجة لهذه الأعباء، فتم إستعراض هذه السخرية من خلال الكوميكس الذي ينشره المصريون عبر وسائل التواصل الإجتماعي وبالطبع ضحك الجميع وضحك الرئيس السيسي يشدة فهو يعرف ويقدر خفة دم المصريين، كما أنها إشارة لأنه يشعر بالناس وبمتاعبهم ويعرف أنهم يعانون من إجراءات الإصلاح ويقدر ذلك بشدة بل هو ما قال عنه (جميل المصريين علي المصريين).
لم تكن هذه المرة الأولي التي يشير فيها الرئيس لتحمل الشعب وتقديره وإدراكه لذلك، فلم يجد مناسبة وهو يخاطب الناس إلا وتحدث عن هذا الأمر.. كما شهد المؤتمر جلسات اخري هامة للغاية مثل إطلاق مبادرة التحول الرقمي والذي قال فيها الرئيس أنه خلال عام أو عامين علي أقصي تقدير سيكون هناك تحولا كبيرا في أداء الحكومة المصرية بعد إنتقالها للعاصمة الإدارية الجديدة، كما أكد الرئيس في هذه الجلسة أنه إذا كنا نريد أن يكون أداء الدولة مرض لتطلعات أمال شعبنا، كان لابد من العمل علي رقمنة العمل الحكومي، وجلسة إسأل الرئيس التي يستمع فيها الرئيس لأسئلة الشباب ويجيب عليها، وتحدث فيها عن إرتفاع سعر الوقود والصراعات التي تشهدها المنطقة، وعن الإصلاح الاقتصادي مرة أخري الذي يعود نجاحه للشعب وأضاف أنه من المقرر أن تنتهي خطة الإصلاح ستنتهي بنهاية العام الحالي، وفق الإلتزام الذي قطعته مصر علي نفسها، وأن هذا لا يعني توقفها.. كما عرض خلال المؤتمر فيلم كل يوم بطل والذي ضم نماذج ناجحة ومتفوقة في عدة مجالات، رغم التحديات والصعوبات التي وجدوها في طريقهم لتشجيع شباب مصر علي العمل والدراسة والإجتهاد والتحدي.. وقام الرئيس بتكريمهم.
لذلك فإن مؤتمرات الشباب بالفعل لها أهمية خاصة من حيث التواصل مع الشباب وسماع الأراء المختلفة والإجابة علي الأسئلة الشائكة التي تؤرق وتربك المواطن أحيانا كثيرة، والإجابة عليها وفك غموضها من الرئيس والمسؤلين يعطي للمواطنين الثقة والطمائنينة في أننا نسير علي الطريق الصحيح وكلنا أمل في غد مشرق.