رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملكة سابقة تبحث عن عرش!


لذوات الأربع مكانة خاصة فى عقل وقلب ليزا نجيب الحلبى، أرملة ملك الأردن السابق. ولم تكن صدفة أن تلتقط صورة لحمير وأغنام، وهى ترعى فى إحدى المناطق بالعاصمة الأردنية عمان. وأن تضعها على «تويتر»، فى أول أغسطس 2015، مع تعليق باللغة الإنجليزية، لغتها الأم، زعمت فيه أنها رأت المنظر نفسه، عند وصولها إلى الأردن، لأول مرة، منذ أربعين سنة!
المولودة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، فى 23 أغسطس 1951، صار اسمها نور الحسين، فى 15 يونيو 1978، بعد أن تزوجت الملك الأردنى الراحل الحسين بن طلال. ومع أن الدستور الأردنى لا يشير إلى «الملكة»، ويحصر تولى العرش فى «الذكور من أبناء الظهور»، لكن «المادة 37» تعطى الملك حق منح واسترداد الرتب المدنية والعسكرية والأوسمة والألقاب ومنها لقب «الملكة». وبالتالى، حصلت المذكورة على لقب ملكة الأردن، مع أنها أمريكية، أبوها أمريكى من أصل سورى، وأمها أمريكية، سويدية الأصل. ووقتها، وصفتها مجلة «بيبول» بأنها «أمريكية ترتدى الجينز فى الأردن» يسرّها أن تنجب طفلًا للملك!
تزعم ليزا أو نور الآن أنها تدافع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان، داخل الأردن وخارجها. وقبل تغريدتها العجيبة التى نعت فيها محمد مرسى ووصفته بأنه الرئيس المصرى «الأول والوحيد المنتخب ديمقراطيًا»، لم تتمالك أعصابها حين أصدرت الأردن قانون «مكافحة الإرهاب» فى سبتمبر 2015، وشاركت فى حملة استهدفت المملكة، اضطر الملك، على إثرها، إلى أن يغسل يديه من تصريحاتها، وإلى التأكيد على أن كل تصريحات أفراد العائلة المالكة تمثلهم شخصيًا «كأى مواطن» له حق التعبير عن رأيه «باستثناء ما يصدر عن الديوان الملكى الهاشمى أو عبر قنوات التواصل الإعلامى والاجتماعى الخاصة بجلالة الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وسمو ولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثانى».
اللافت، هو أن أعراض دفاعها عن الحريات والحقوق، لم تظهر خلال فترة جلوس المذكورة على العرش. ولا أعتقد أن عاقلًا يمكنه الزعم بأن الحريات العامة وحقوق الإنسان فى الأردن كانت أفضل حالًا فى عهد الملك السابق، الذى كانت ليزا أو نور هى زوجته الرابعة وهى الأخيرة. وهى التى لازمته فى فراش المرض، مع ابنها البكر، حمزة. وقيل إنها كان تدير البلاد، خلال تلك الفترة، وأنها سعت إلى انتزاع العرش لابنها، فقادت مناورات استبعاد الحسن بن طلال، شقيق الملك الراحل، من ولاية العهد، وعقدت صفقات مع رؤساء السلطات التشريعية والقضائية ومدير المخابرات العامة، والمراقب العام لجماعة الإخوان.
الدستور الأردنى يشترط فيمن يتولى الملك أن يكون مسلمًا عاقلًا مولودًا من زوجة شرعية ومن أبوين مسلمين. ولأن انطوانيت جاردنر، أو الأميرة منى الحسين، أم الأميرين عبدالله وفيصل، لم تعلن إسلامها، اعتقدت ليزا أن الطريق صار ممهدًا أمام ولدها ليخلف والده. غير أنها فوجئت باختيار الملك ابنه الأكبر عبدالله. وقيل إنها عقدت اتفاقًا مع الأخير، اشترطت فيه أن تكون ولاية العهد من نصيب ابنها. وبالفعل اختير حمزة وليًا للعهد بعد وفاة والده، فى 7 فبراير 1999، لكن بلا مقدمات أو إشارات، أعلن الملك عبدالله فى 2004 إعفاء أخيه غير الشقيق من منصبه. وطبقًا للدستور الأردنى، أسند ولاية العهد إلى نجله الأمير حسين.
منذ استبعاد ابنها من ولاية العهد، وهى لا تتوقف بشكل مباشر، أو غير مباشر، عن المشاركة فى «حملات النكد». والمصطلح ننقله من تصريحات أدلى بها الملك الأردنى عبدالله الثانى فى لقاء عقد، الثلاثاء قبل الماضى، مع شخصيات إعلامية وسياسية وبرلمانية، رفض خلاله حملات الذين يسعون إلى التقليل من شأن الجهود الأردنية فى مواجهة أى حلول غير عادلة لتسوية القضية الفلسطينية». ودعا الأردنيين إلى التصدى لهذه الحملات، ومن البيان الرسمى الصادر عن الديوان الملكى عرفنا أن الملك أشار إلى أن بلاده شهدت خلال السنوات الماضية «حملة من أصحاب الأجندات والمصالح الشخصية للتشكيك فى الأردن ومؤسساته».
يمكنك أن ترد حماقات ليزا أو نور، المتكررة إلى حب الظهور، والرغبة فى التميز، أو محاولة لفت الانتباه، لو استبعدت سوء النية، ولو تجاهلت ما تردّد مرارًا عن دور المخابرات المركزية الأمريكية فى زرعها داخل القصر الملكى الأردنى. وبالمعادلة نفسها، يمكنك التعامل أيضًا مع كل الأكاذيب والهلاوس التى تضمنتها مذكراتها، الصادرة فى الولايات المتحدة سنة 2003، تحت عنوان «نفحة إيمان». والأرجح هو أن حالتها ساءت كثيرًا وزاد تعصبها لذوات الأربع بعد علاقتها بالملياردير المكسيكى من أصل لبنانى، كارلوس سليم التى انتهت بلا ارتباط.