رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد حسين أو سعد أو على


دخلت فيلم محمد حسين، آملًا إن فيه حاجة تكون اتغيرت عن الكام سنة اللى فاتوا. محمد سعد ممثل تقيل، مفيش أى خلاف على كدا تقريبًا، سيبك من المقطع اللى معظم الناس شيرته لـ سعد، وهو بـ يأدى مشهد من مسرحية لـ شكسبير، تقديرى إن أداءه فى المشهد دا كان مدرسى خالص، شبه مسرح ثانوى، أو بـ الكتير مسرح جامعة، هو المشهد إنه كان حافظ الديالوج، بس دا غالبًا من أيام المعهد، يعنى كان لازم يحفظه.
لما بـ أقول إن سعد ممثل تقيل، أقصد بـ كدا اللمبى واللى بالى بالك، وشوية عوكل وأطاطا، قدرات غير طبيعية على تقمص الشخصية ورسم ملامحها خارجيًا وداخليًا ونفسيًا، اللمبى بـ معايير التمثيل، كما أفهمها، شخصية صعبة مش سهلة، يعنى هو عبيط بس مش عبيط، هو ضايع نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية واقتصادية وبيئية، يمكن الفيلم، قصدى الفيلمين، اتعملوا بـ شكل تجارى فج، خلوا الناتج النهائى أقل من الكلام الكبير دا، بس هى فعلًا شخصية ثرية.
بعد اللمبى وعوكل وأطاطا، خلاص أثبتنا إننا ممثلين كبار، وبقى لنا جمهور مخصوص، واحتلينا قمة شباك التذاكر، نفكر بقى فى مشاريع، يعنى لو خدنا مثلًا أحمد حلمى، اللى مشى خطوة بـ خطوة مع سعد، بعد كام فيلم ثبت فيها رجله، بدأ يفكر فى المشروع اللى يناسبه، اللى مش شرط يناسبنى أو يناسبك، فـ اشتغل فى عالم التنمية البشرية، وجو باولو كويليو والشغل دا، فـ عمل أفلام يمكن التفاوض حول مستواها ومحتواها، لكنها أفلام إجمالًا WELL DONE فيها الحد الأدنى، وأحيانًا أعلى كتير من الحد الأدنى لـ معنى السينما والفيلم وشغل الاحتراف.
على العكس من كدا تمامًا، محمد سعد راح فى سكة اللى يروح ما يرجعش، مش عارف مين اللى أقنعه إن كل عناصر الشغل مش مهمة ما عدا هو، وكل قدراته هو نفسه مش مهمة ما عدا العبط، فـ اشتغل بس على إنه يملا مساحة الفيلم بـ ملامح شخصية تنتمى إلى عالم اللمبى، شخصية ضايعة وعبيطة، وكل إبداعه هو إنه يجتهد فى طريقة العبط ونوع الضياع، الشخصية دى لو قالت تراب هـ تاكل مع الناس.
سنة ورا سنة ورا سنة، فشل يجيب فشل يجيب فشل، وبرضه مفيش فايدة، مش عايز يقتنع إن الإخراج مهم، والكتابة مهمة، والمونتاج مهم، والإيقاع مهم، وإن فيه حاجات كتيرة مهمة، كل حاجة منهم ليها ناسها اللى تعملها كويس، وإن دوره كـ نجم كبير إنه يدور على الفريق اللى يشتغل معاه، ويحقق له النتايج.
لأ، سعد مقتنع إنه صح، اعتمادًا على نجاح بقى من التاريخ، لأ تاريخ إيه، دا اللمبى قرب ييجى فى روتانا كلاسيك، إن ما كانش بـ يتعرض فيها فعلًا، سعد مقتنع إنه صح، بس فيه عوامل بـ تخلى الإيراد فى الأرض، مؤامرة عليه مثلًا.
بطلت أتابع سعد من فترة طويلة، بس المرة دى لقيته اشتغل مع محمد على، محمد أنا أعرف شغله كويس، وأعرف دماغه وموهبته وحبه لـ السينما، من أول لعبة الحب، ثم شغله كله فى السينما أو حتى التليفزيون، خصوصًا بـ أشترى راجل اللى كنت جزء من فريق الشغل فيه.
قلت فيه أمل تكون حاجة اتغيرت، بس لـ الأسف، أمل نفسها ما كانتش موجودة، كانت حزينة ع الناتج اللى شفناه ع الشاشة، محمد سعد بلع كل حاجة، حتى محمد على نفسه، وما شفناش غير حاجة مهلهلة مفيهاش بـ ربع جنيه سينما، مليانة إيفيهات ما تخليكش حتى تبتسم.
السؤال بقى
مين اللى بـ يقنع سعد إن الحاجات دى بـ تضحك.