رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كُتَّاب الدستور يحاكمون دراما وبرامج رمضان

حواديت دنيا سمير غانم.. خدعتنا لكنها أسعدتنا


بحيلة فنية مبتكرة جدًا نجحت دنيا سمير غانم، وفريق مسلسلها «بدل الحدوتة تلاتة»، فى اصطياد أكثر من عصفور بحجر واحد، أولهم الهروب من الفخ الذى وقع فيه صناع الدراما الرمضانية منذ أكثر من عشرين سنة، حيث اعتادوا فى هذا الشهر تقديم مسلسلات من ٣٠ حلقة وأكثر أحيانًا، ليضعوا أنفسهم فى مأزق التطويل ومط الأحداث دون داع، مما يسرب الملل فى قلوب المشاهدين، خاصة أن المسلسل الذى تستغرق حلقته ٢٥ دقيقة، يُعرض فى رمضان على مدى ساعة ونصف الساعة بسبب إعلانات الولولة من السرطان والحروق والأطفال الذين يفقدون أمهاتهم من ناحية، وإعلانات المنتجعات والكومباوندات الفخمة من ناحية ثانية.
وثانيهم أنهم منحوا أنفسهم فرصة للاستعانة بنجم مميز كل عشرة أيام، فرأينا الفنانين بيومى فؤاد ومحمد سلام فى الحدوتة الأولى، وأحمد رزق فى الثانية، وهشام ماجد فى الحدوتة الثالثة، مما أعطى كل عرض من العروض الثلاثة جاذبية خاصة.
أما الميزة الثالثة أو «ثالث العصافير»، أننا اكتشفنا أننا شاهدنا ثلاثة مسلسلات مختلفة، فى شهر يتنافس فيه كبار النجوم على عرض مسلسل واحد، وقد يقول قائل إن دنيا- مع فريق العمل- خدعتنا خدعة خفيفة الدم، فأقول له، بل أسعدتنا بثلاثة مسلسلات تقدم كوميديا راقية، تجذب الكبار والصغار، وهى ممزوجة بالاستعراض والغناء الخفيف الذى تفوقت فيه دنيا سمير غانم فى كل مسلسلاتها الرمضانية، بداية من مسلسل «لهفة» و«نيللى وشريهان» و«اللالا لاند» وأخيرًا «بدل الحدوتة ثلاثة».
فى «بدل الحدوتة تلاتة» تستعرض دنيا مواهبها، فى التمثيل والغناء والاستعراض، وهى مواهب امتلكت بها قلوب ملايين المشاهدين، وصنعت معادلتها الفنية الخاصة دون ضجيج اعتاده الكثير من النجوم والنجمات الشبان، فهى فنانة لا تقرأ عنها أخبارًا شخصية مثيرة، ولا تنشر صورًا فاضحة ولا تشارك فى حفلات صاخبة، ولا تذهب إلى «شيخ الحارة»، ولذلك فإن موهبتها ذات الوجوه المتعددة «فى التمثيل والغناء والاستعراض» كانت جواز مرورها الوحيد إلى قلوب المشاهدين، الذين يبحثون عنها أو عن مسلسلها كل عام فى رمضان، لأنهم أدركوا أنها تجيد الاختيار، وتبحث عن الجديد لتقدمه لمحبيها.. وأعترف بأننى وأسرتى من بين ملايين يبحثون عنها على الشاشة الصغيرة، ونتابعها بإعجاب وشغف، كما يفعل العديد من الأسر.. التى يسعدها أن تتابع أعمالًا فنية راقية بكل معانى الكلمة، وتدرك أن هذه الأعمال أصبحت عملة نادرة فى السنوات الأخيرة.
فى المسلسل الذى اكتشفنا أنه ثلاثة مسلسلات، تقدم دنيا ثلاث شخصيات، فى الحدوتة الأولى تقدم «بيلا»، وهى فتاة نصابة تمتلك قدرة كبيرة على التخطيط للتقريب بين عميلها والفتاة التى يحبها.
وفى الحدوتة الثانية تعيد تقديم شخصية لهفة الحلوانى، عاشقة الشهرة والتمثيل التى تابعناها منذ سنوات على مدى ٣٠ حلقة، وحققت الشخصية شهرة كبيرة لأنها كانت مرسومة بحرفية كبيرة، ولكن لهفة هذه المرة كانت تبحث عن الشهرة من خلال العمل كمدونة على الإنترنت.
وفى الحدوتة الثالثة التى حملت عنوان «مزرعة البطاطس»، قدمت شخصية لولى الفتاة التى تم عزلها عن الدنيا لمدة عشرين عامًا، اعتقادًا من المحيطين بها بأن العالم قد أصابه الفناء، وعندما عادت إلى الحياة للبحث عن والديها اصطدمت بالعديد من المواقف، التى تفجرت من خلالها كوميديا غير عادية وغير تقليدية، فجعلتنا نضحك من قلوبنا، خاصة مع التلقائية الشديدة والبساطة التى أدت بها دنيا هذه الشخصية.
لقد أسعدتنا الفنانة الموهوبة دنيا فى هذه المسلسلات الثلاثة، وأسعدنا هذا الظهور المميز للنجم الكبير سمير غانم، الذى أود أن أسجل إعجابى به كأب يحرص على دفع ابنتيه الموهوبتين، من خلال حرصه على الظهور بأدوار تعد صغيرة فى أعمالهما، ولكن الأب هو الأب حتى لو كان ملكًا من ملوك الكوميديا مثل سمير غانم.. تحية لهذا الفنان الكبير الذى يؤكد أنه أب عظيم أيضًا.