رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"دراما زمان"..

عادات وتقاليد


كلنا عارفين إن السندريلا هى سعاد حسنى
مين بقى كانت أم سعاد حسنى فى «عائلة زيزى»؟
عقيلة راتب
أهى عقيلة راتب دى هى أول ممثلة تاخد لقب «السندريلا»
عقيلة راتب! سندريلا! معقول!
آه والمصحف، مش ذنبها يعنى إننا شفناها متأخر.
يبقى نبدأ الحكاية من البداية
كاملة محمد شكرى، دا اسمها الحقيقى، أبوها موظف كبير بـ وزارة الخارجية، علمها علشان تبقى سيدة مجتمع راقى، وتدخل سلك الدبلوماسية، وممكن تبقى أول وزيرة، بس هى ما شافتش فى المدرسة غير المسرح.
حبت التمثيل، وما شافتش نفسها غير ممثلة ومطربة، لـ إن صوتها كان حلو جدا «دى حقيقة، خش ع اليوتيوب واتأكد»، فـ راحت قالت لـ أبوها إنها عايزة تمثل، فـ هو تفهم رغبتها جدًا، ورنها علقة محترمة، وقال لها إنه هـ يدبحها، لو فكرت، مجرد فكرت فى كدا تانى.
كانت بـ تزوغ من البيت، وتحضر الروايات فى المسرح، وتحفظ الأدوار، وتصاحب المخرجين والممثلين، لـ حد ما فى يوم الممثلة غابت، فـ عملت دورها بدالها، وعجبت الجمهور، بس طبعا العرض كان بابليك مش فريندز أونلى، فـ أكيد حد قريبهم كان حاضر، راح قال لـ أبوها، والعلقة اتكررت تانى، لا قلم زاد ولا قلم نقص.
كان رد كاملة وقتها إنها هربت من البيت، وراحت عند عمتها، وعمتها وقفت لـ أبوها، وقالت له: خلاص البنت هـ تعيش معايا، وبعد مفاوضات وشد وجذب وافق، بـ شرط إنها ما تحترفش الفن، فـ عمتها وافقت.
طبعا على مين؟
راحت تمثل وزى حسين رياض كدا غيرت اسمها، اختارت اسم بنت صاحبتها اسمها عقيلة، مع اسم أخوها راتب، فـ بقى اسمها عقيلة راتب، وانطلقت، ولما بدأت السيما تشتغل ركبت من الأول، ووقتها سموها السندريلا.
أكيد يعنى أبوها عرف، بس المرة دى ما عملهاش حاجة، مش لـ إنه اقتنع، لكن لـ إنه طب ساكت، وجاله شلل رباعى، قضى بيه بقية عمره.
كملت عقيلة كـ ممثلة فى الفرق، ومطربة فى عماد الدين، واتجوزت فنان زميل، هو الصيّيت الكبير حامد مرسى، اللى عرفناه لـ الأسف كـ ممثل كوميدى متوسط، إنما ليه تاريخ كبير كـ مطرب.
حامد من البحيرة، ولف بين المحافظات، واشترك فى فرقة جورج أبيض، بعدين راح إسكندرية، واتعرَّف على سيد درويش، وصوته عجب السيد، فـ خلاه يغنى «زورونى كل سنة مرة» والأسطوانة نجحت، وخد لقب «بلبل مصر».
حامد لازم سيد درويش، وراح معاه رحلة الشام الشهيرة، ورجعوا، وبقى عنده شهرة كبيرة كـ صييت، وفضلت بنت من بنات الذوات تطارده، وبعتت له حد يهدده إنها هـ تشوه وسامته بـ مية النار لو ما اتجوزهاش، فـ اتجوزها.
حياتهم ما مشيتش طبعًا، كانت بـ تغير عليه من نفسها، فـ طلقها، هددته، رجع لها، وطلقها، هددته، رجع لها، وطلقها التالتة بقى وحل عنها خالص.
عقيلة وحامد اتقابلوا، وحبوا بعض، واتجوزوا، وخلفوا بنت سموها أميمة، وعاشوا مع بعض، بس السنين دارت وكبروا، وما بقوش يقدروا يغنوا زى زمان، فـ بدأوا يمثلوا، وهى بدأت تاخد دور الأم، ونجحت عنه بـ كتير، وفضلت تمثل طول الوقت.
عقيلة ما اتجوزتش حد غير حامد، مع إنه يقال إنهم انفصلوا، بس انفصلوا وما انفصلوش، المؤكد إنهم فضلوا يحبوا بعض، ولما مات مات عندها.
عقيلة فى أواخر أيامها راحت التليفزيون، واختاروها علشان تلعب بطولة مسلسل من أقدم المسلسلات وأعرقها، هو مسلسل عادات وتقاليد، اللى عدت حلقاته 300 حلقة، كان حلقات منفصلة متصلة عن البيت المصرى ومشاكله، كان المعادل التليفزيونى لـ مسلسل الإذاعة الشهير عيلة مرزوق.
المسلسل دا هو اللى خلق الارتباط بين المصريين وتمثيلية سبعة وربع مساء كل يوم، وكانت الناس بـ تستناه، لـ درجة إنه فى القرى لما كان حد يتوفى، كانوا يدوروا بـ ميكروفون، يقولوا توفى إلى رحمة الله فلان الفلانى، والعزا فى الدوار بعد المسلسل.