رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية لنضال الشعب الفلسطينى



تستمر ملحمة مقاومة الشعب الفلسطينى ضد العدو الصهيونى الغاصب للأرض العربية الفلسطينية.. وتستمر الملحمة تعزف بأجساد الشهداء وتسطر بدمائهم الأرض لنا والقدس لنا، وتهتف بأصوات الكبار والصغار سنرجع إلى بيوتنا.
تستمر مسيرات العودة الكبرى منذ ٣٠ مارس العام الجارى، استكمالًا لمسيرة الشعب النضالية التى قدم عبرها الآلاف من الشهداء، ومئات الآلاف من الجرحى والمصابين، وعشرات الآلاف من الأسرى والأسيرات من الرجال والنساء والأطفال فى سجون العدو الصهيونى الغادر.. وفى ذكرى العام الأول بعد المائة لوعد بلفور المشئوم الذى أعطى فيه من لا يملك (المحتل البريطانى لبلادنا العربية) من لا يستحق (العصابات الصهيونية) أرض فلسطين العربية وطنًا قوميًا للصهاينة.
فى هذه الذكرى المشئومة، يقف الشعب الفلسطينى صامدًا ومقاومًا للمخططات الأمريكية الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، منها قانون «القومية اليهودية» الذى يعتبر فلسطين الدولة القومية للشعب اليهودى وعاصمتها القدس الموحدة. ومن المخططات أيضًا ما أعلن عنه دونالد ترامب الشهر الماضى «التحالف الاستراتيجى للشرق الأوسط» الذى يقوم على أساس اتفاقية أمنية واقتصادية وسياسية وعسكرية، إحدى مهامه إدارة الأزمات فى المنطقة العربية وحماية دول الخليج من التهديدات الإيرانية، وبالطبع هذا يُرضى الكيان الصهيونى المستفيد الأول من معاداة إيران، وغض النظر عن أن عدونا الأول هو الكيان العنصرى المحتل لأرض فلسطين العربية والمهدد لأمن مصر والأمن القومى العربى، هذا غير مخطط صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وإسقاط حق عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وفى التاسع والعشرين من نوفمبر، احتفلت الشعوب باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى، والتقت كل القوى الوطنية المصرية فى مؤتمر حاشد لتؤكد على: رفضها كل المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية والتى هى- قضية أمن قومى مصرى وعربى- ورفض تكوين وإنشاء أى حلف صهيونى أمريكى عربى، كما أكدت مساندة ودعم المقاومة الفلسطينية الشاملة ضد جرائم ومجازر العدو الصهيونى، وأيدت إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وحق عودة اللاجئين إلى ديارهم.
وأجمعت القوى الوطنية المصرية على استمرار الشعوب العربية وشعوب العالم المدافعة عن الحق والعدل والسلام فى مقاطعة العدو الصهيونى، اقتصاديًا وثقافيًا ورياضيًا وفنيًا، ومقاطعة البضائع الأمريكية والدول والشركات الداعمة للمستوطنات الصهيونية. وطالبت القوى الوطنية المصرية بإنهاء الانقسام الفلسطينى فورًا مع الحفاظ على وحدة ولحمة الشعب الفلسطينى والفصائل الفلسطينية المقاومة والصامدة، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس المقاومة الشاملة وتحقيق النصر واستعادة الأرض وعودة اللاجئين.
واستنكرت القوى الوطنية المصرية هرولة عدد من الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيونى واستقبال رئيس وزرائه على الأراضى العربية، دون اعتبار لكل الجرائم البشعة والمجازر التى يرتكبها يوميًا بحق الشعب الفلسطينى ودون اعتبار لإعلانه المستمر عن ضم الجولان والجزء الأكبر من الضفة الغربية لدولته المزعومة للحفاظ على أمنه.
وتجىء هذه الهرولة الدنيئة نحو التطبيع مع العدو الصهيونى وسط اعتداءات العدو الصهيونى اليومية على الأرض والزرع والبشر والحجر والمقدسات، وها هى المنظمات التى تدافع عن حقوق الطفل تعلن بمناسبة (اليوم العالمى للطفل ٢٠ نوفمبر من كل عام) اغتيال ٢٠٧٢ طفلًا فلسطينيًا من عام ٢٠٠٠ حتى الآن منهم ٥٠ طفلًا منذ مطلع ٢٠١٨ قتلوا على يد المحتل الغاصب، كما يوجد أكثر من٤٠٠ طفل فى سجون الاحتلال.
وتجىء هذه الهرولة العار نحو التطبيع مع العدو الصهيونى وسط استنكار القوى والمنظمات المدافعة عن حقوق المرأة، التى تحتفل باليوم العالمى لمواجهة العنف ضد المرأة (فى الخامس والعشرين من نوفمبر من كل عام) ووسط استنكار ما تتعرض له المرأة فى المناطق المشتعلة بالحروب من قتل واغتصاب وتشريد، وما تتعرض له المرأة الفلسطينية المقاومة من اعتداءات على أرضها وأسرتها وبيتها، وما تتعرض له الأسيرات من التعذيب فى سجون الاحتلال.
تجىء الهرولة نحو التطبيع مع العدو، فى الوقت الذى تتكشف فيه أكذوبة «التفوق العسكرى الردعى الإسرائيلى» فى الأيام الأخيرة مع قبول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو التهدئة ووقف إطلاق النار مع قطاع غزة بعد هزيمة القوة العسكرية وفشل العملية الاستخباراتية، التى حاولت تنفيذها وحدة كوماندوز إسرائيلية شرق مدينة خان يونس فى ١١ نوفمبر، وردت فصائل المقاومة بقصف صاروخى أرعب العدو وأوضح قلة كفاءة القبة الحديدية (المضادة للصواريخ) التى يروج لها العدو.
لقد علمنا التاريخ أن النصر للشعوب وأن الاحتلال إلى زوال.. التحية لمقاومة الشعب الفلسطينى البطل.. التحية لآلاف الأسيرات والأسرى فى سجون الاحتلال.. التحية لأرواح شهداء الوطن العربى ضد إرهاب الكيان الصهيونى، وضد إرهاب الجماعات المتطرفة المتشددة.