رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتهى بفوز دبلوماسى غير عادى.. الرابحون والخاسرون من "باليرمو"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

◄محلل إيطالي: لولا السيسى ما نجح مؤتمر باليرمو.. والرئيس المصرى ضمن أبرز الرابحين من المؤتمر

◄السيسى يؤكد نفوذ بلاده.. وحفتر لم يستطع أن يرفض له طلبًا

◄تركيا وقطر والإخوان أبرز الخاسرين.. وإيطاليا تعلن: انتخابات ليبية ربيع العام المقبل

◄وواشنطن تدعم نتائج المؤتمر وتشيد بالأداء الإيطالي

أكد المحلل الإيطالي بيير بالانين في تقريره لصحيفة "آيشا نيوز" في نسختها الإيطالية أنه من خلال وساطة الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح مؤتمر باليرمو، ونجحت إيطاليا في جمع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر هو ورئيس الوزراء الليبي فائز السراج.

وأوضح التقرير أنه قد انتهى المؤتمر الدولي حول ليبيا فى باليرمو بفوز دبلوماسي غير عادى لإيطاليا، بعد أن تصافى الخصمان الرئيسيان، المشير خليفة حفتر، ورئيس الوزراء فايز السراج، ووافق جميع المشاركين على دعمهما ومنهم الأمم المتحدة، التى مثلها رئيس بعثة دعم الأمم المتحدة لدي ليبيا، غسان سلامة، ونائبه ستيفاني وليامز.

وأشار التقرير إلى أنه تمكنت إيطاليا من النجاح خاصة بعد تدخل السيسى، الرئيس العربى الوحيد الذي شارك في قمة مصغرة، مضيفًا أن مصر هى دولة ذات نفوذ في المشهد الليبي، وأن حفتر لم يستطع أن يقول لا لمصر.

وأوضح التقرير أن هناك رابحين وخاسرين بعد انتهاء مؤتمر باليرمو، وكان من ضمن الرابحين الرئيس المصري الذي أكد على نفوذ بلاده بعد تغيير توجه حفتر فى رفض الوصول إلى باليرمو والجلوس مع منافسه السراج.

أيضا كان كل من غسان سلامة وستيفاني وليامز من الأمم المتحدة هما الفائزان لأنهما نجحا في الحصول على إيرادات النفط الليبية في بنك مركزي واحد يسيطر عليه السراج وليس في مصرفين، وهذا يجب أن يمنع المال من الدخول إلى جيوب الميليشيات، وهذه أيضًا خطوة أولى نحو الانتخابات، التي تتطلب دستورًا مدعومًا من الجميع.

كانت إيطاليا أيضًا هي الفائزة لأنها لاعب مهم في جنوب ليبيا، ولها تأثير كبير على الميليشيات، وهكذا، تستعيد روما موقعها الفريد في ليبيا، وهو وضع معروف الآن على المستوى الدولى.

"حفتر" أيضا هو فائز آخر لأنه يحصل على اعتراف دولى كما حصل سابقا رئيس الوزراء السراج الذى تؤكد سلطته من قبل المجتمع الدولي، على الرغم من عدم وجود دعم محلى.

ومن أبرز الخاسرين كانت فرنسا لأنها أدركت أن إيطاليا تستطيع أن تقوم بما قامت به فى السابق حين دعت لمؤتمر باريس، ولكن ها هي إيطاليا تتسلم ملف ليبيا من فرنسا.

أيضا كان أبرز الخاسرين تركيا والتى كانت تسعى دائما لتصوير نفسها كلاعب إقليمي رئيسي وخاصة بعد استبعادها من القمة الخماسية بين السيسي وحفتر والسراج وجوزيبي كونتي وديمتري ديمتري ميدفيديف، ومن ثم انسحب مندوب تركيا من المؤتمر ككل.

كانت أيضا ميليشيات الإخوان المدعومة من قطر الخاسر من مؤتمر باليرمو، حيث تم استبعادها وتهميشها هي وممثل قطر من المؤتمر.

ووفقًا للتقرير، فإنه يمكن حل للأزمة الليبية في ثلاث كلمات: الاقتصاد ونزع سلاح الميليشيات والمصالحة الوطنية، وحسب بيانات البنك المركزي الفرنسي، تصل قيمة الأصول الليبية المجمدة في الخارج إلى حوالي 500 مليار دولار أمريكي، هذا وحده سيكون كافيًا لإعادة بناء البلد وتعويض الليبيين عن فقدانهم أفراد العائلة، وهو شرط ضروري للمصالحة الوطنية.

ولا تزال ليبيا خاضعة للمادة 7 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تأذن باستخدام القوة لاستعادة السلام، وحتى لو كان الليبيون دائمًا معاديين للاحتلال الأجنبي، فإن إرث حكم القذافي الذي دام 40 عامًا ومناهضة الاستعمار، قد يكون نزع سلاح المليشيات تحت إشراف قوات الأمم المتحدة أمرًا ضروريًا.

وتبقى المصالحة الوطنية أصعب هدف، ولكن فقط من خلال المنظمات غير الحكومية المحايدة والمحترمة، القادرة على بناء علاقات مع المجموعات الاجتماعية والعرقية واللغوية والقبلية الليبية وفيما بينها.

وينبغي إيلاء عناية خاصة لاقتصاد فزان، في جنوب ليبيا، وهي منطقة كانت مهمشة دائمًا ومركزًا لجميع أنواع الاتجار، بما في ذلك البشر.

وفي هذا الصدد أكد وزير الخارجية الإيطالي، اليوم الأربعاء، أن ليبيا قد تجرى الانتخابات في الربيع المقبل، حيث قال وزير الشئون الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو، إن ليبيا قد تجرى الانتخابات فى الربيع المقبل بعد أن استضافت روما مؤتمرًا على مدى يومين فى باليرمو، لتحقيق الاستقرار فى ليبيا وهو يعد أهم نتائج مؤتمر باليرمو.

كما رحبت الولايات المتحدة الأمريكية، بالنتائج التى أعلنتها الحكومة الإيطالية في أعقاب مؤتمر باليرمو حول ليبيا للنهوض بالهدف المشترك المتمثل فى مساعدة المؤسسات الليبية على كسر الجمود السياسيى وضمان مستقبل آمن ومزدهر لكافة الليبيين.

وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان نشرته سفارة الولايات المتحدة بليبيا، أن واشنطن تدعم بقوة المبعوث الأممي غسان سلامة، وخطة العمل الخاصة بالأمم المتحدة التي أعيد تقويمها، والتى قدمها إلى مجلس الأمن في 8 نوفمبر، والتي تدعو إلى عقد مؤتمر وطنى تقوده ليبيا في الأسابيع الأولى من العام 2019، لتبدأ العملية الانتخابية اللاحقة في ربيع العام 2019.

وحثت الخارجية الأمريكية، الليبيين على العمل بشكل بناء مع المبعوث الأممى لتحقيق أهداف عملية دستورية شاملة وإجراء انتخابات موثوقة وسلمية ومعدة بشكل جيد، مؤكدة أن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان مساءلة جميع مَن يقوضون سلام ليبيا وأمنها واستقرارها.

وأكدت الحكومة الإيطالية من جانبها أن نتائج قمة باليرمو تفوق التوقعات، وقد حظيت إيطاليا بإشادة دولية لاستضافة المؤتمر وجمع حفتر والسراج المتنافسين والذي يعد أول لقاء لهما منذ مايو الماضى.