رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

للحفاظ على فلذات أكبادنا.. انتبهوا لنوعية مدرسيهم




بعد فترة انقطاع طويلة عنه، وفى لقائى العابر به، عرفت أنه يعمل الآن مدرسا ابتدائيا بمدرسة حكومية.. ينتمى اسمًا للجماعة السلفية وفكرًا للجماعة الإرهابية.. نظرت إليه وهو ثائر يدافع عن ‏أعداء الوطن واسترجعت صورة الماضى البعيد.. قارنت بينه وبين ما كان عليه المدرسون والمدرسات الذين درسوا فى المرحلة ذاتها بمدرسة منية محلة دمنة، مركز المنصورة، محافظة الدقهلية. ‏
كانوا بحق عظماء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، غرسوا فينا حب الوطن وعظموا من بطولات قواتنا المسلحة ورجال الأمن.. قصوا علينا روائع من أمجاد جنودنا البواسل منذ عهد أحمس الأول ‏قاهر الهكسوس.. مرورًا بجيش إبراهيم باشا- نجل الوالى محمد على- وانتهاء بمعجزة النصر فى حرب أكتوبر ١٩٧٣.. من هؤلاء الأفاضل أذكر: أ. حلمى الزامل، أ. مسعد حسانين، أ. يحيى ‏عوف، أ. أمين الطناحى، أ. إبراهيم عوف، أ. إبراهيم سلامة، أبلة فاطمة، أبلة عزيزة، أبلة فوقية.. كانوا لنا كالآباء والأمهات قبل أن يكونوا معلمين ومعلمات.. لم ينتموا لأى فصيل سياسى أو دينى.‏
كان انتماؤهم وولاؤهم لمصر، حضارة وشعبًا وأرضًا وتاريخًا وجغرافية، أكتب هذا الكلام لأنبه وأحذر من خطورة بعض المدرسين المنتمين للجماعة الإرهابية وأجنحتها على أطفالنا فى المدارس ‏وشبابنا فى المعاهد والجامعات بعد أن فوجئت بتحول خطير فى سلوك هذا المدرس المغرر به.. كنت أعرف عنه وعن أهله كل الخير.. أناس طيبون لا دخل لهم بالسياسة و«قرفها».. ولا علاقة ‏لهم بتجار الدين.. أراه دائمًا بشوشًا، خلوقًا، مهذبًا يحترم الآخرين.. فجأة شاهدته فحاشًا، سبابًا، لعانًا، ناقمًا على جيش مصر العظيم ورئيسها وشرطتها وقضائها وإعلامها.. لم أصدق نفسى وأنا أطالع ‏وجهه أثناء انفعاله.. أحسست بحقده الدفين ضد كل من وقف فى وجه جماعة الغدر والخيانة أو وافق على فض اعتصامى رابعة والنهضة.. من خلال سمومه عرفت أنه أدمن مشاهدة وسماع قناة ‏‏«الجزيرة» القطرية وأخواتها.. حينها توقعت منه ما هو أسوأ من ذلك.. حاولت تهدئته حتى أشرح له الحقيقة التى غابت عنه والمؤامرة العالمية التى يتعرض لها الوطن، لكنه رفض رفضًا باتًا ‏واستمر فى تطاوله واتهاماته حتى نال شخصى منها نصيب وافر كغيرى من الإعلاميين الذين يزيفون الواقع.‏
بعد هذا التطاول وهذا السفه.. طلبت منه التوقف عن المناقشة وإنهاء هذا الحوار «البذىء» حتى لا يتمادى فى الخطأ.. وقبل أن يغادر المكان قلت له: «على فكرة.. كل السلفيين الآن مع الدولة ‏ومع الرئيس قلبا وقالبا».. وقبل أن أكمل.. اشتد غضبه واحمر وجهه وارتفع صوته وزاد سبابه منكرا حقيقة هذا الكلام.‏
ثم أكد أن السلفيين لم يؤيدوا الدولة ولم يخرجوا أساسا فى الاستفتاء على الدستور ولا فى الانتخابات الرئاسية رغم إعلان قيادتهم عكس ذلك.. وحينما سألته عن عمليات القتل والتفجيرات التى ‏تعرضت لها عناصر من القوات المسلحة والشرطة هنا وهناك.. زعم هذا الشاب أن كل هذه السيناريوهات من خيال رجال الأمن والمخابرات ولا علاقة لها بالإخوان!!. ما سبق كان قليلًا من كثير ‏مما تحمله هذه النوعية «المسخ» فى صدورها تجاه الوطن.. وهنا كان لا بد أن أطالب أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسها التربية والتعليم، الشرطة، الشباب والرياضة، الإعلام، القضاء، الأزهر ‏والكنيسة.. بأن تضع خطة علمية قابلة للتنفيذ لمواجهة هذا الخطر فى المدارس والمعاهد والجامعات، حسبما تقتضيه المصلحة العليا لمصر. ‏
وقبل أن أختم كلماتى أذكر مسئولينا بأن المؤسس الأول للجماعة الإرهابية كان يضع نصب عينيه تجنيد أكبر عدد من المدرسين فى جماعته.. ليه؟!.. لأنه يعلم جيدًا دورهم الخطير فى نشر أهدافه ‏وخططه فى عقول وقلوب أطفالنا وشبابنا فى هذه المراحل العمرية.‏