رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حملة عالمية للمساواة بين الجنسين


انضم عدد من النجمات الأمريكيات لحملة تطالب زعماء وقادة العالم بمواجهة عدم المساواة بين الجنسين وعلاقتها بالفقر، ووقَّعت نساء شهيرات إعلاميات وفنانات، منهن أوبرا وينفرى، وميريل ستريب على خطاب بجانب ١٤٠ ألفًا من المشاهير يطالبون زعماء الدول بالاعتراف بأن الفقر أمر عنصرى، وبالتعهد بمساعدة الفتيات والسيدات على الإفلات من الفقر.

هذا الخبر جاء فى جريدة «الأهرام» الأسبوع الماضى، وتضمن الخبر أيضًا أن الفجوة بين الجنسين تزيد، وأنه تتم تجاهل السيدات الأكثر فقرًا. وأضاف خطاب الحملة «لن نتوقف حتى تتحقق العدالة للفتيات والسيدات فى أنحاء العالم».

نعم يا سادة يا كرام، ويا سيدات يا فضليات، إنه الفقر الذى يزيد الفجوة بين الجنسين بموجب إحصاءات وبيانات الأمم المتحدة، الفقر الذى يتسبب فى بلداننا بزيادة نسبة تسرب الفتيات من التعليم وزيادة نسبة زواج القاصرات، والتى تتسبب فى الكثير من المشكلات الاجتماعية، منها الطلاق الذى يتسبب فى تفكك الأسرة وزيادة أعداد أطفال بلا مأوى. وبالطبع يؤثر كل ما سبق على استقرار المجتمع والنهوض به.
وإذا انتقلنا إلى بلدنا الحبيب مصر، لوجدنا- ووفقًا لإحصاءات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء- أن نسبة البطالة للسيدات القادرات على العمل ثلاثة أضعاف نسبة الذكور، وأن الأمية بين الفتيات والسيدات ضعف مثيلتها فى الذكور.
وإذا انتقلنا إلى سوق العمل سنجد أيضًا المزيد من التمييز ضد المرأة «والذى أعتبره من وسائل العنف المجتمعى ضد المرأة»، لأنه بالرغم من مواد الدستور التى تنص على التزام الدولة بتحقيق الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز فى المادة (٩) وعلى المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وحقها فى تولى الوظائف العامة، ووظائف الإدارة العليا والتعيين فى الجهات القضائية دون تمييز ضدها، وذلك فى المادة (١١).
ومنذ الاحتفال بيوم المرأة العالمى فى ٨ مارس، ويوم المرأة المصرية فى ١٦ مارس ٢٠١٨، وتلح علىّ فكرة «١٠٠ عام على خروج المرأة فى ثورة ١٩١٩»، ١٠٠ عام على ثورة ١٩١٩، التى خرج فيها جميع المصريين فى كل أنحاء البلاد فى ثورة عارمة ضد المحتل الإنجليزى وطالبت بالاستقلال التام وبالدستور، وخرجت ثلاثمائة سيدة من سيدات مصر تتقدمهن هدى شعراوى وزميلاتها مع الشعب المصرى، رافعات الهلال والصليب، وهاتفات «الاستقلال التام أو الموت الزؤام». وسقطت شهيدات برصاص المستعمر الإنجليزى يوم ١٦ مارس ١٩١٩، ومنذ هذا اليوم ومسيرة نضال نساء مصر مستمرة من أجل المطالبة بحقوق المرأة السياسية والمدنية والاقتصادية، وطالبت المرأة بحق التعليم والترشح والانتخاب عند وضع دستور ١٩٢٣، واستمرت ملحمة الكفاح وتم إنشاء اتحاد النساء المصرى، وبعد عقدين من الزمان تأسس اتحاد النساء العربى الذى وقف ضد اغتصاب فلسطين على يد العصابات الصهيونية، واستمرت المسيرة ودخلت مجلس الأمة أول امرأتين سنة ١٩٥٧، وشاركت النساء الرجال فى أماكن العمل، وفى المصانع، وفى تأسيس النقابات من أجل تحسين مستوى المعيشة لهن ولأسرهن، ومن أجل تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور. وتستمر مسيرة النساء ضد العنف والفقر والتمييز ضدهن فى العمل، ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ووضع وإصدار قوانين تحقق العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة، وقوانين تحمى الطفولة التى هى الحاضر والمستقبل.
بعد تسعة أشهر ستحل ذكرى مرور ١٠٠ عام على ثورة ١٩١٩ وعلى مسيرة نساء مصر، فهل نأمل أن نحتفل بهذا اليوم وقد صدر قانون عادل للأسرة المصرية لحماية الأب والأم والطفل؟ هل هناك من يسمعوننا من النواب والنائبات؟، هل من مجيب؟ قولوا معايا يارب.