رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعتزل الخلق حتى تصل إلى الخالق


«ما نَفَعَ القَلْبَ شَىءٌ مِثْلُ عُزْلةٍ يَدْخُلُ بِها مَيْدانَ فِكْرَة».. المعنى الظاهرى المطابق للعصر الحديث، لهذه «الحكمة العطائية» هو أن الإنسان يحتاج قدرًا من «الخصوصية - privacy»، حتى يكون قادرًا على إراحة باله والتخلص من هموم الحياة وخوض غمارها بكل طاقته.
وإلى جانب هذا المعنى «الظاهرى»، تحمل هذه الحكمة معنى آخر «باطنى»، هو أن تعزل نفسك عن هموم الخلق ومتاعب الدنيا حتى تصل إلى الخالق عز وجل، وتنعم بجمال مخلوقات الله، وهو ما عبر عنه الحديث النبوى الشريف، الذى رواه أبو الدرداء عن النبى: «تفكر ساعة خير من قيام ليلة».
واهتم علم النفس الحديث، بصورة كبيرة، ببحث ودراسة مفاهيم: «الخصوصية والتأمل والاستغناء لبعض الوقت عن وسائل تكنولوجيا الاتصالات».
ويحظى التأمل الذهنى والممارسات التأملية الأخرى بشعبية متزايدة، ويستخدمها عدد كبير من الناس فى جميع أنحاء العالم فى حياتهم الشخصية للحصول على مجموعة متنوعة من النتائج، على رأسها: كيف تكون أكثر سعادة وأكثر استرخاءً وأقل قلقًا؟ بجانب استخدامها للتعامل مع الألم المزمن.
ويقدر عدد الذين يستخدمون نوعًا من التأمل بشكل أسبوعى فى الولايات المتحدة، بأكثر من ٢٠ مليونًا، استنادًا إلى مسح أجرته «الإدارة الأمريكية للصحة والخدمات البشرية» فى عام ٢٠٠٧.
إذن.. التأمل والعزلة الفكرية لبعض الوقت لهما مفعول السحر، فهى تريح العقل وتزيل التوتر وتجعلك أكثر نشاطًا، ما يعكس أن هذه الحكمة «العطائية» سبقت عصرها بأكثر من ألف عام.