رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو الإرهابي هشام عشماوي الذي تواردت أنباء عن تصفيته في ليبيا؟

هشام عشماوي
هشام عشماوي

أعادت أنباء تصفية الضابط السابق هشام عشماوي، المطلوب في قضايا إرهابية، خلال حملات أمنية في ليبيا جرائمه التي ارتكبها في مصر ضد رجال الجيش والشرطة.
وشنت مقاتلات الجيش الليبي مساء اليوم عدة غارات جوية على المدخل الغربي لمدينة درنة، وتمكنت قوات الصاعقة الليبية من تحرير المدخل وكوبري وادي الناقة من الإرهابيين.

و«العشماي»، لقب لهشام علي مسعد إبراهيم، (47 عاما)، انضم إلى الجيش في التسعينيات، ثم التحق بقوات الصاعقة، وعمل بسيناء أكثر من 10 سنوات، وبعدها استبعد من الجيش في العام 2011 وكان برتبة مقدم، وانقطعت صلته نهائيا بالمؤسسة العسكرية بعدما ثبت اعتناقه للأفكار التكفيرية.

عقب فصله كوّن عشماوي خلية تضم مجموعة من الجهاديين بينهم 4 ضباط شرطة مفصولين من الخدمة على رأسهم هاشم حلمي، هو ضابط شرطة تم فصله من الداخلية، بعدما تبين أنه اعتنق الفكر الجهادي أيضا وثبت أنه له علاقة بتنظيم أجناد مصر الذي يحمل فكر القاعدة.

في العام 2013 سافر إلى درنة في ليبيا وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة، وانضمت مجموعته إلى مجموعة القيادي الجهادي كمال علام، وشكل تنظيم أنصار بيت المقدس التابع لداعش ودرب أكثر من 200 عنصر من تنظيم بيت المقدس، وكانت أخطر عمليات تلك المجموعة هي العملية التي وقعت في نوفمبر 2014 حينما قاد ضابط سابق يعمل تحت قيادة هشام عشماوي، المجموعة المهاجمة على سفن حربية بالقرب من مدينة دمياط.

ظهر اسم عشماوي في الهجمات الإرهابية ضمن عمليات تنظيم «أنصار بيت المقدس»، وأشهرها استهداف مديرية أمن الدقهلية في ديسمبر 2013، التي أسفرت عن مقتل 14 وإصابة العشرات، ثم مذبحة كمين الفرافرة في يوليو 2014 التي استشهد فيها 28 مجندًا في القوات المسلحة، وأحالته فيها المحكمة العسكرية غيابيًا للمفتي مع 13 متهما.
كانت عملية استهداف كمين الفرافرة نقطة انطلاق عشماوي في الصحراء الغربية، البداية بتشكيل خلية الوادي الجديد، حمل وقتها اسم "شريف" أو "أبومهند"، وشكل مجلس شورى له كان أبزر عناصره: أشرف الغربالي، وصديقه عماد عبدالحميد، الذي تولى مسؤولية التنظيم عسكريًا.
وضع خطته بنشر قواته في 4 مناطق: "المنظقة المركزية، الصحراء الغربية، الإسماعيلية، والشرقية"، اختار شادي المنيعي ليقود مجموعة شمال سيناء، التي ضمت 34 شخصا، أشبعهم الأخير بالأفكار المعادية لمؤسسات الدولة، ولقنهم مهارة تخطيط العمليات، وبعد إتمام عمليات التأهيل، وظفهم المنيعي بعناية داخل مجموعات لرصد تحركات أفراد الجيش، وتصنيع المتفجرات، واختيرت مجموعة أخرى منوطة بالتنفيذ، خصص لهم مجموعة مهمتها التمريض، وشخص واحد مهمته توفير سيارات غير مرخصة لتكون تحت يديهم لتنفيذ العمليات، كان المنيعي مجرد منفذ لخطة محكمة وضعها هشام.
في الجهة الأخرى، كانت المزارع ملاذا آمنا لتدريب عناصر الخلية وتخزين الأسلحة، وأسند عشماوي لأحد أعضاء التنظيم، يدعى عمر سلمان مهمة تلقينهم دروسًا حول فرضية الجهاد ضد السلطة بداخلها، أما صبري النخلاوي فكانت مهمته تسهيل عملية تسلل عناصر التنظيم إلى الحدود الليبية لتلقي تدريبات متقدمة، ومن ثم العودة مدججين بالذخائر والأسلحة.
التحرك من وإلى ليبيا، وفقًا لعلي حيدة، كبير إحدى قبائل بدو سيوة، ليس أمرًا صعبًا على من يدرك جيدًا طرق السير في الصحراء، وهو ما يتقنه عشماوي، باستخدام الأقمار الصناعية والإحداثيات، فالمسافة من واحة سيوة إلى أول قرية في الأراضي الليبية وهى "واحة جغبوب" 90 كيلومترا في خط مستقيم.
في نوفمبر 2014 بايعت جماعة أنصار بيت المقدس تنظيم «داعش» وقتها انشق عنها هشام وأسس تنظيما جديدا يسمى "المرابطون" من ليبيا موالي لتنظيم القاعدة، أعلن عنه في مقطع صوتي في يوليو 2015.
وفي رسالته الصوتية، دعا هشام إلى الجهاد: "أناشد أهلي وإخواني المسلمين، هبوا لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم، هبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين“، وكما هو متوقع، كان لتنظيم "داعش" رد فعل، فأصدر بيانًا يبيح دم هشام لارتداده عنها.