رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلى الفلسطينية الرضيعة الشهيدة ليلى


غطت الدموع الغزيرة المنهمرة من عيون الأم التى لا تتعدى الـ١٧ عامًا والأب أنور الغندور ٢٧ عامًا والخال والعم والجد والجدة، وجه الملاك وجه الرضيعة التى لا يتعدى عمرها ٨ أشهر وهم ‏يودعونها قبل دفنها تحت ثرى الأرض الفلسطينية. ليلى التى اغتيلت على يد العصابة الصهيونية الغاصبة لفلسطين العربية.. استشهدت ليلى بعد استنشاقها غازًا مسيلًا للدموع أطلقه جنود القتلة الصهاينة ‏خلال مواجهات مسيرة العودة للشعب الفلسطينى البطل فى ذكرى مرور ٧٠ عامًا على النكبة الفلسطينية.‏

ذكرى مرور ٧٠ عامًا على قيام الكيان الصهيونى على أرض فلسطين العربية، ذكرى مرور ٧٠ عامًا من المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل المسلحة والسلمية والصمود والتصدى لجرائم الحرب والقتل ‏والتدمير والمجازر التى يرتكبها كل يوم وكل لحظة العدو الغادر بمساندة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية طوال هذه السنين، ودعم خاص من التاجر البلطجى ترامب الذى احتفل بنقل سفارته إلى القدس ‏واعتبر أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل بالمخالفة لكل القوانين والمبادئ والمعاهدات الدولية.

بدأت مسيرة العودة فى ٣٠ مارس الماضى «يوم الأرض»، وما زالت مستمرة. الشعب الفلسطينى الأعزل ‏يقف أمام جرائم جنود الاحتلال الذين يواجهونه بقنابل الغاز المسيلة للدموع والخانقة التى تتسبب فى قتل الأطفال والنساء والمسنين، وكذلك الرصاص المطاطى والرصاص الحى والأسلحة المحرمة التى ‏تسببت فى بتر أطراف أكثر من ثلاثين فلسطينيًا حتى الآن غير الآلاف من المصابين والجرحى وما يقرب من ١٥٠ شهيدًا. ‏

فى نفس الوقت الذى تتم فيه هذه المجازر وجرائم الحرب على يد العدو الصهيونى تحتفل إسرائيل بذكرى قيام دولتها بحضور عدد من الدول والشخصيات، منها دول وشخصيات عربية، وتحتفل أيضًا بنقل ‏السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، باعتبارها عاصمة الدولة اليهودية.‏
حضر الاحتفال بنقل السفارة أكثر من ثلاثين دولة، الكل يحتفل واقفًا داهسًا بأقدامه جثامين شهدائنا من الفلسطينيين والعرب الذين سالت دماؤهم على الأرض العربية وهم يواجهون الغزاة وعصابات ‏الصهاينة، الكل يحتفل شاربًا دماء شهدائنا الطاهرة فى الكئوس. ‏
إن الفلسطينيين الذين يسطرون بدمائهم ملحمة مسيرات العودة يرسلون برسائل لكل العالم ولكل الشعوب المحبة للسلام والمؤمنة بالحق والعدل، تقول: النصر قادم وآتٍ والنصر للشعوب صاحبة الحق، وإن ‏الكيان الصهيونى الغاصب إلى زوال.‏
وإننا نؤكد فى ذكرى نكبة فلسطين والعرب على:‏
‏■ حق ستة ملايين لاجئ فلسطينى سواء فى داخل الأراضى الفلسطينية أو فى دول العالم فى العودة إلى ديارهم وتنفيذ القرار رقم ١٩٤ الخاص بعودة اللاجئين.‏
‏■ حق الفلسطينيين فى قيام دولتهم وعاصمتها القدس الموحدة.‏
‏■ رفض القرار الأمريكى بأن القدس عاصمة إسرائيل ورفض نقل السفارة إليها، ونؤكد عدم تغيير معالم القدس وعدم ضمها أو تهويدها وتطبيق جميع القرارات الدولية التى صدرت من مجلس الأمن، ‏خاصة القرار ٢٣٣٤ الصادر بتاريخ ٢٣ ديسمبر لسنة ٢٠١٦. ‏
‏■ التزام مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى الأعزل.‏
‏■ استمرار الشعوب العربية والشعوب المساندة والداعمة للحق الفلسطينى فى مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية ومقاطعة كل الدول الداعمة للعدو الصهيونى أو التى تنقل سفارتها للقدس، مع تفعيل ‏كل أنواع المقاطعة الاقتصادية والسياسية والثقافية والفنية والرياضية والأكاديمية.‏
عاش كفاح الشعب الفلسطينى البطل، وكل التحية لآلاف الأسرى «ومنهم الأطفال والنساء» فى سجون الفاشية الصهيونية، والمجد للشهداء، والنصر للشعوب، والعار للصامتين والمتواطئين مع الأعداء ‏التاريخيين لبلادنا.‏