رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاة متسولة لبنانية "مليونيرة" تملك أكثر من مليون دولار (صور)

جريدة الدستور

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر وفاة امرأة لبنانية امتهنت التسول داخل سيارة في بيروت وبحوزتها أموال نقدية ومدخرات مصرفية، تغني عائلات بأكملها.

وأكد الخبر الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنه وجد بحوزة المرأة وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة مبلغ 5 ملايين ليرة لبنانية نقدا، وكذلك ثلاثة دفاتر مصرفية لحسابات بقيمة مليار وسبعمائة مليون ليرة (الدولار يساوي 1500 ليرة).

وبعد انتشار صور للمتسولة "المليونيرية" فاطمة عثمان والمبالغ التي جنتها، علق شقيقها خالد على الأخبار المتداولة عن ثروتها، مؤكدًا صحتها، وذكر أن فاطمة كانت تعاني تشمعا في الكبد تسبب بوفاتها، رغم خضوعها لجراحة قبل أشهر.

وأكد خالد أن شقيقته كانت تنوي "اعتزال التسول" بعد عيد الفطر، "إلا أن المنية وافتها قبل بداية الشهر الكريم".

وقال خالد متحسرا على أخته فاطمة إنها امتهنت التسول منذ كانت في سن الـ 13، ولم تسأل الناس، بل كان المارة يشفقون عليها نظرًا لوضعها الصحي، وكانت تخبره عن المبالغ التي حصلت عليها، وقبل أشهر أخبرته أنها وصلت إلى حدود مليار و700 مليون ليرة لبنانية، مشددًا على أنه في كثير من الأحيان لم يكن يأخذ كلامها على محمل الجد، "فالمبلغ التي كانت تتحدث عنه خيالي لأشخاص فقراء" على حدّ قوله.

وتحدث خالد عن حياة شقيقته، مشيرا إلى أنها كانت تقصده عند المرض، وتطلب مبالغ مالية رغم وضعه الاقتصادي الصعب، "وقد أخضعت لجراحة قبل فترة، لكنها لم ترض بالبقاء في عكار في شمال البلاد، بل كانت دائمًا تريد العودة إلى بيروت كي تعمل بشكل مستمر في مهنة التسول التي امتهنتها منذ نعومة أظفارها، إلى أن توفيت في سيارة تسكن فيها!

فاطمة محمد عثمان من ذوي الاحتياجات الخاصة، عاشت حياة معدمة وبائسة، لكنها أورثت عائلتها الفقيرة ثروة لم تكن تحلم بها يومًا، جمعتها من التسوّل على مدى أعوام.

فاطمة التي توفيت في منطقة الأوزاعي - البسطة بوسط بيروت هي من بلدة عين الذهب –عكار، وكانت تعاني إعاقة جسدية، وتحمل بطاقة معوق.

وتم تناقل صورتها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما المبالغ المالية التي عثر عليها بحوزتها، إضافة إلى دفاتر مصرفية وما ادخرته من أموال داخل سيارة (أنقاض) نوع "مرسيديس 560" غير صالحة للسير، اتخذتها مسكنًا لها في منطقة البربير الاوزاعي قرب ثكنة الجيش في المنطقة.

ويقول مختار عين الذهب فادي رشيد الأشقر إنه تلقى صباح الثلاثاء من مخفر درك الأوزاعي بلاغًا بوفاتها، طلب منه الحضور وأفراد العائلة لتسلم جثتها. وقد كشف عليها الطبيب الشرعي حسان ميرزا الذي أفاد أن الوفاة طبيعية، ونتجت من أزمة قلبية.

وتوجه المختار إلى بيروت مع عدد من أشقاء المتوفاة، واطّلعوا على تفاصيل ما جرى. وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية. ونقلت فاطمة إلى بلدتها بواسطة سيارة إسعاف تابعة لبلدية عين الذهب. ثم ووريت في الثرى في جبانة البلدة.

وأفاد الأشقر أن العائلة تسعى الآن إلى تكليف محامٍ لمتابعة دعوى حصر إرث، لتبيان كامل ثروة فاطمة، علما أن عائلتها تتألف من والدتها و7 أشقاء (5 شقيقات وشقيقان، جميعهم متزوجون).

وأشار المختار إلى أن العائلة فقيرة، وفاطمة كانت تتردد بين الحين والآخر على والدتها لزيارتها. وآخر مرة كانت منذ أسبوعين تقريبًا، وكانت مريضة. فعرضتها عائلتها على أحد الأطباء في المنطقة... إلا أنها رفضت البقاء في البلدة، وتوجهت إلى بيروت، حيث تسكن.

صحيح أن العائلة فوجئت بوفاة فاطمة، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت حجم ثروتها التي جرى الحديث عنها. ففاطمة غالبًا ما كانت تظهر بمظهر المعدمة والفقيرة. والكل في محيطها لم يكن على علم بحجم ثروتها.

والجدير بالذكر أن آخر صورة لفاطمة كانت في اللقطة الشهيرة لأحد عناصر الجيش وهو يسقيها ماء. وهذه الصورة كانت سببًا لترقيته ولتلقيه تهنئة من قيادة الجيش على إنسانيته.