رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رباب كساب: لا اعترف بمصطلح الكتابة النسوية (حوار)

رباب كساب وحاتم السروي
رباب كساب وحاتم السروي

عند الحديث عن رباب كساب كإحدى مبدعات هذا الوطن تستوقفنا عدة ملاحظات؛ أولها أنها تتسم بموهبة حقيقية بدت في كل أعمالها، فكتاباتها تحمل الكثير من الرموز والقضايا والهموم التي ناقشتها بروح إبداعية تخلو من المباشرة والسطحية؛ وهي إحدى أوضح الأمثلة على الإصرار والثبات.

بدأت الكتابة منذ ثمانية عشر عامًا ولم تنشر أولى رواياتها إلا عام 2007 بسبب بعدها عن المركز "قاهرة المعز"، ملاذ كل المبدعين الذين يفرون إليها من التهميش والإهمال رغم وفرة الإبداع وبكارته في أقاليم مصر المنسية.

رباب كساب لم تتخلَّ يومًا عن حلمها في الإبداع وطرح الرؤى والمجاهرة بوجهة نظرها، وهي من القلائل الذين ثبتوا على رومانسيتهم الحالمة وارتباطهم بالطبيعة الأم في واقع يفرض الكآبة على كل الفئات دونما استثناء.. وبمناسبة حفل توقيع أولى مجموعاتها القصصية "بيضاء عاجية سوداء أبنوسية" التقتها الدستور؛ وكان لنا معها هذا الحوار:

* ما الذي دفعكِ إلى إصدار مجموعة قصصية بعد كل هذا التاريخ مع الروايات؟
- في الحقيقة لا تعد كتابة القصة غريبة عليَّ فأنا أكتبها منذ فترة ليست بالقصيرة وبالتحديد بداية من عام 2006، ونشرت لي بعض قصص في دوريات أدبية متميزة، لكن كان ميلي في الأغلب للرواية، فأنا عاشقة لهذا العالم، حيث أحب خلق الأبطال والتعايش معهم، ويمتعني الوقت الذي أقضيه في كتابة الرواية.

* هل فعلًا المرأة العصرية "بين بين" كما طرحتي في مجموعتك "بيضاء عاجية" وأنها في حالة من الاضطراب؟
- المرأة العصرية كما أتصور عانت ولا تزال ولها الكثير من المشكلات مع المجتمع وحتى الآن لا أرى أنها تخلصت من معظم هذه المشاكل التي توجد في العمل على سبيل المثال؛ وبالذات من الجنس الآخر عالم الرجال الذي لا يزال ينظر إليها على أنها ضعيفة ومحدودة القدرة فهي باستمرار في حالة من التحدي وفي رحلة لإثبات الوجود، كما أن الرجال في المنزل يطالبونها دائمًا بعدم الذهاب إلى العمل وأينما وجدت المرأة وجدت معها التساؤلات من نوعية "لماذا خرجتي؟ لماذا سافرتي؟ أضف إلى ذلك أن هناك فتيات منعن من أنواع محددة من التعليم بسبب فكرة الإقامة البعيدة عن المحافظة على سبيل المثال، فالخلاصة إذن أن المرأة عندنا تعاني وهي تعاني حتى على مستوى إثبات الذات.

* هل وفقت الكاتبات في إلقاء الضوء على مشاكل المرأة وبالتحديد المرأة العاملة والمثقفة؟
- نحن كأديبات نحاول باستمرار إلقاء الضوء على كل قضايا المرأة؛ ولا أمتلك إلا التحدث عن نفسي فأقول إنني لم أصل بعد إلى الصورة الكاملة التي أتمناها وأتمنى أن أصل ذات يوم.

* الكاتبة رباب كساب هل أنتِ عازمة على إخراج المزيد من الأعمال التي تناقش قضايا المرأة؟
- لست أدري حتى الآن إن كنت سأتحدث عن قضايا المرأة مستقبلًا أم لا؛ فحالة الكتابة هي التي تفرض نفسها ومواضيعي وإن كانت تتداخل في عالم المرأة وتشتبك مع قضاياها لكن هذا ليس هو الأساس وأنا لا اعترف بمصطلح الكتابة النسوية؛ ولا أؤمن بالتصنيف الجنسي، أما عن مجموعتي التي نوقشت منذ قليل، فقد ذكر النقاد أنها نسوية لسبب، وهو أن البطلة في أغلب قصصي أنثى.

* يرى النقاد أنك كاتبة رومانسية.. فهل نحن بحاجة إلى المزيد من الرومانسية في حياتنا وكذلك على مستوى الكتابة الأدبية؟
- أحب أن أوضح ملمحًا مهمًا في هذا السياق، النزعة الرومانسية ليست مقتصرة على المشاعر لكنها تعني نظرة معينة للأشياء، هذه النظرة ترتبط دائمًا بالحلم والطبيعة، وتخلق نوعًا من الأمل في ظل واقع؛ كئيب فالرومانسي إذن هو ذلك الشخص الحالم والمرتبط بالطبيعة.

* ما الذي يحتاجه قارئ الأدب حتى يصبح قاصًا أو روائيًا؟
- قبل أي شيء لابد من الموهبة التي إذا لم تتوفر فلا يكلف القارئ نفسه عناء الكتابة، يلي ذلك أن يثابر على القراءة بتمعن وتركيز، وأنا أقول القراءة ثم القراءة ثم القراءة، وثالثًا أن يمتلك العين التي تراقب الناس والعالم والأشياء وأن يسير في الشوارع.

* بمعنى؟
بمعنى أنه قيل لي ذات مرة إن ما تكتبيه ثقافة على رجلين، فقد كنت ولا أزال أتواجد باستمرار في أوساط الناس، في المحلات والأسواق، والمواصلات العامة والمقاهي والشارع كذلك، وأعتقد أن لي هذه العين الراصدة التي تهتم بكل التفاصيل مهما كانت دقيقة.