رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روبير الفارس يكتب: ‏4 سنوات مقبلة من المواطنة ‏

روبير الفارس
روبير الفارس



يقبل البعض أو يرفض، لكن لا أحد يستطيع إنكار ما حققه نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى من إنجازات طوال الأربع سنوات الماضية، تحمل طرقًا للمستقبل، وليست مجرد تحقيق لأمور استهلاكية ‏آنية، وتجعلنا نحلم بمسارات أخرى فى الأربع سنوات المقبلة.‏
المهم فى إطار المنتظر، البدء ببعض الأمور، على رأسها محاربة فكر الإرهاب الذى لا يزال يعشش فى وادينا الطيب، جنبًا إلى جنب مع محاربة الإرهابيين وقتالهم، لأن التصدى لـ«المفرخة» ‏المنتجة لهذا الشر وأهله ينبغى أن يكون على رأس الأولويات.‏
وينبغى أن يتضمن ذلك خطة شاملة وواضحة للتعليم والثقافة والفكر والفن، مع التنمية الشاملة الفعالة، لأن قتل الإرهابيين مع ترك مصادر فكرهم ومنابع ظلامهم، يُنتج مزيدًا من الإرهابيين.‏
ومن أهم أدوات التصدى لفكر أهل الشر، تفعيل «المواطنة» التى رأينا من الرئيس السيسى أفعالًا مهمة تسير فى اتجاهها، مثل إصراره على التواجد فى قداس عيد الميلاد، وتأكيده على أهمية ‏وحدة المصريين، وصدور قانون بناء الكنائس، وتقنين عدد منها غير مرخص.‏
وينبغى استمرار هذا النهج بالتزامن مع إجراء تغيير حقيقى فى التعليم والإعلام، عن طريق وضع الحقبة القبطية فى المناهج، والاحتفاء الدائم بالمناسبات القبطية فى البرامج وليس فى الأعياد فقط، ‏لما للإعلام من قوة وتأثير فى النفوس.‏
ويتطلب الأمر كذلك التصدى الفعال لمثيرى الشغب ورافضى بناء الكنائس أو افتتاحها، والمحاكمات السريعة لمرتكبى الأحداث الطائفية والمتحدثين بالكراهية ضد شركاء الوطن.‏
كما أن تنقية مؤسسات الدولة من «طيور الظلام» المتغولين فى عدد من المفاصل الحيوية، ملف يجب أن يكون مفتوحًا طوال الوقت، لما يمثله تواجدهم من خطورة وأذى على عدة مستويات، ‏خاصة فيما يخص بث الإحباط والاكتئاب والتشويه لكل خطوات جادة أو مشروعات مفيدة. وفى إطار البحث عن الأحلام فى فترة الأربع سنوات المقبلة، يجب إعلاء قواعد العلم، لأن العالم من حولنا ‏حقق بالعلم الكثير وتصدى لأصعب وأعمق المشكلات بحلول ابتكارية لم تكن تخطر على بال أحد، ونحن لن نصل إلى رفاهية منتظرة دون علم حقيقى يتصدى للفقر والجهل والتخلف.‏
من هنا، يجب أن نبدأ فترة الحلم الجديد، واضعين نصب أعيننا العلوم التى حققت التقدم للشعوب وخلقت حضارة رائعة ننبهر بها، لا الاهتمام فقط بالأمور الاستهلاكية التى نصرف عليها لنعبث ‏ونلهو بها فقط، وكأن حياتنا مرتبطة بهذا اللعب وذلك الاستهلاك دون تطوير فعلى على مستوى التقدم الحضارى والتعليمى والعلمى.‏
والنظر فيما يحدث حولنا يؤكد عددًا من الأمور المهمة التى يجب أن نسير عليها، من بينها فشل الدول التى تدعى الحكم باسم الله، وعلى رأسها إيران، فى تحقيق أى خير لشعوبها، الأمر الذى يجعلها ‏تعيش على بركان ينتظر الانفجار ما بين لحظة وأخرى، وهو ما يمثل درسًا عمليًا لكل ما تبثه الجماعة الإرهابية الإخوانية ومختلف أتباعها. ننتظر تفعيل كل هذه الأمور، لأن تجديد الحياة يبدأ بتجديد ‏الذهن، وهذا ما نرجو تحقيقه فى السنوات الأربع المقبلة.‏