رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا صار الجمهور يقف عند بداية مقطوعة «هاندل»؟

جورج فريدريك هاندل
جورج فريدريك هاندل

عرضت مقطوعات «أورتوريو المسيح» التي ألفها جورج فريدريك هاندل (1685-1759)، وبلغت ذروتها في جوقة سبحان الله الشهيرة، وكان يؤديها لأول مرة في مثل هذا الشهر في دبلن، وهذا بعد أن كلفته الحكومة الإيرلندية بصنع مقطوعة تجمع على صداها الأموال للمستشفيات والسجون.

وكتبت جريدة دبلن جورنال آنذاك تقول: كان عرض السيد «هاندل» في قاعة نيو موسيك في شارع فيشامبل، عرضا تعجز الكلمات عن وصفه، فالكلمات ترغب في التعبير عن البهجة الرائعة التي قدمها للجمهور المزدحم، وهو الذي حظى بالإعجاب.

وأضافت الجريدة «الموسيقى تعلم السامية والغرام والعطاء، واعتمدت على أكثر الكلمات المرتفعة والممتعة والمؤثرة، على نقل وسحر القلب والأذن المهتزة».

على الرغم من عدم وجود سجل تفصيلي للأداء، الذي جمع 400 جنيه إسترليني، إلا أن التقارير تشير إلى أنه تم تقديمه من قبل جوقة من 16 رجلًا و16 فتى، وخصمتين لهما، وأوركسترا خيط صغير، وجهاز غرفة، والقيثارة التي لعبها هاندل نفسه.

كانت هذه الفرقة متواضعة مقارنة بالأداء اللاحق عندما أصبح العمل مشهورًا عالميًا، وربما لم يتجاوز ذلك عرض لندن في عام 1879 في الذكرى المئوية لوفاة هاندل، كان يؤديها جوقة من 2765 يرافقه أوركسترا من 460 قطعة.

تقليديا الجميع يقف عند بدء جوقة سبحان الله، والتفسير الشائع لهذه الممارسة هو أن الملك جورج الثاني (1683-1780) حضر عرضًا وارتقى إلى قدميه عندما تم أداء الجوقة، وتبعها طاعة جميع الحاضرين بسبب كونه الحاكم.

ما تسبب في قيام الملك غير مؤكد، ويقول البعض إنه فعل ذلك لأنه كان متأثرًا بالموسيقى الرائعة، والبعض الآخر يقول أنه كان يغفو، ولكن كان منزعجًا من سباته من قبل choristers بصوت عال.

أما النظرية الثالثة - ولكن من غير المرجّحة - فهي أنه عندما سمع عبارة "وهو سيحكم إلى الأبد" كان الملك يعتقد أن المجموعة كانت تقولها له ووقف كنوع من الخيلاء.

بسبب إعتام عدسة العين، أصبح هاندل أعمى بحلول 1752 وتوفي في 1759 عن عمر يناهز 74، وحضر أكثر من 3000 من المشيعين جنازته ودفنه في وستمنستر، وبشكل مناسب، كان الأداء الأخير الذي حضره هو «المسيح»، وقال عنه «بيتهوفن» «إنه أعظم ملحن عاش على الإطلاق. كنت سأكشف رأسي وأركع أمام قبره».