رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زبانية صفط اللبن.. «الدستور» تحقق في قتل شاب وسحله عاريًا

القتيل
القتيل

سحلوه عاريًا لـ150 مترًا ومزّقوا جسده بالأسلحة البيضاء.. والشرطة حاولت إنقاذه قبل موته

الجناة: تسبب فى موت فتاة وأصاب شقيقها بشلل بطلقات خرطوش.. النيابة تستدعى ‏أسرة القتيل.. وتفريغ فيديوهات الواقعة ‏

تُوفى شاب فى منطقة صفط اللبن، ببولاق الدكرور يُدعى «زين العابدين. أ»، ٢٨ سنة، عاطل، متأثرًا بطعنات عديدة، تلقاها على يد ٣ متهمين، وتم توثيق الواقعة بمقاطع ‏فيديو.‏
وأجرت النيابة، مناظرة لجثة المجنى عليه، والتى أسفرت عن إصابته بجميع أنواع الإصابات، من جروح قطعية وطعنية ووخزية نتيجة التعدى عليه بأسلحة بيضاء وأدوات ‏حادة.‏

أوضحت المعاينة وجود جرح نافذ أسفل البطن، وجروح طعنية وقطعية غائرة وسطحية بالرأس والصدر والوجه والرجلين والذراعين، كما تبين وجود سحجات نتيجة سحل المجنى عليه على ‏الأرض عاريًا لمسافة قاربت على ١٥٠ مترًا، فضلًا عن كدمات بالرأس جراء الارتطام بالأرض، وانسكابات دموية من الرأس.‏
وواجهت النيابة المتهمين وهم «صابر. م. ع»، ٥٨ سنة سائق، ونجل شقيقته «عزالعرب. ا»، ٣٠ سنة، و«صلاح. ا»، ١٧ سنة، حلاق، بما نُسب إليهم من اتهامات بمطاردة المجنى عليه وسحله ‏وتجريده من ملابسه والتعدى عليه بالأسلحة البيضاء حتى الموت.‏
واعترف المتهمان الأول والثانى بارتكابهما الجريمة، بينما أنكر الثالث صلته بها، مؤكدًا عدم مشاركته فيها.‏
وروى المتهم الثانى «عزالعرب»، تفاصيل الجريمة والدافع وراء ارتكابها، مؤكدًا أن المجنى عليه، توقف أمام منزل خاله بشارع الثلاجة، حاملًا بندقية خرطوش أطلق منها عدة طلقات صوب ‏نجلى خاله الواقفين فى شرفة المنزل، فأصاب رش خرطوش عين الفتاة «دينا»، متسببًا فى انفجار بعينها وفقدانها البصر، واخترق رش آخر عين شقيقها ليستقر بالمخ متسببًا له فى إعاقة وشلل.‏
وأضاف: «بعد مرور عام على الواقعة، وأثناء تنظيف نجلة خاله مروحة كهربائية بالمنزل، أصابها صاعق كهربائى بعد إمساكها بسلك عارى، ما أدى إلى وفاتها».‏
والتقط المتهم الأول، والد الفتاة، أطراف الحديث، قائلًا: «لو كانت بنظرها مكنتش اتكهربت وماتت، وزين العابدين هو اللى ضيع نظرها واللى عملناه معاه شرع الله خدنا القصاص».‏
واستكمل المتهم «عزالعرب»، اعترافاته، قائلا: «قررت الانتقام وأحضرت فرد خرطوش، وانتظرت اللحظة إللى هرجّع فيها حق بنت خالى وأخوها، وعلمت أن القتيل تم حبسه على ذمة قضية ‏مخدرات، ولم أكن أعرفه جيدًا، وعلمت بعد ذلك أنه قوى ومعروف عنه ممارسة البلطجة وتجارة المخدرات».‏
وأشار إلى أنه فى يوم الجريمة كانوا يجلسون بمنزل العائلة فى منتصف الليل، وفوجئوا بإطلاق نار صوب النافذة، وعلموا أن الفاعل هو «زين العابدين»، مضيفًا: «حين وجدته علمت أن لحظة ‏الانتقام قد جاءت وتزامن قتله مع الذكرى السنوية لنجلة خالى المتوفاة».‏
وتابع: «أسرعت خارج المنزل لمطاردة المتهم، الذى حاول الهروب بعد أن رأى فى أيدينا سلاحًا أبيض، ودخل إلى أحد محلات شارع الثلاجة ودخلنا وراءه، وتمكنا من سحبه، وانهلنا عليه ‏بالضرب والركل، ثم جردناه من ملابسه وسحلناه وسط الشارع».‏
وأضاف المتهمان الأول والثانى: «تعمدنا سحل القتيل حتى المنزل، وهو نفس المكان الذى ضربت فيه (دينا) منذ عام، وردد بعدها أنه دفع الدية مبلغ مليون جنيه، لكنه لم يفعل، ولذلك قررنا إلقاءه ‏أمام المارة ليعلموا أننا لم نأخذ الدية وأخذنا بالثأر».‏
وأوضح المتهمان، أنهما فى بداية الأمر كانا يريدان «التعليم عليه وجعله يعيش بعاهة طول عمره مثلما فعل مع دينا وشقيقها، قبل أن يجدا أيديهما قد سبقتهما إلى قتله والتشفى منه».‏
واعترف المتهمان بحيازة أسلحة بيضاء ونارية حرزها رجال المباحث بحوزتهما، بينما نفى المتهم الثالث أيضا صلته بالأسلحة.‏
وكشفت التحقيقات عن أن قوة أمنية من شرطة بولاق الدكرور حضرت إلى مكان الواقعة، وحاولت نقل المجنى عليه عبر سيارة إسعاف إلى مستشفى قصر العينى، لكنه كان قد فارق الحياة.‏
أمرت النيابة بحجز المتهمين ٢٤ ساعة، على ذمة التحقيقات، وقررت استدعاء أسرة المجنى عليه، لسماع أقوالهم.‏
وقال شهود عيان، إن المتهمين، قيّدوا المجنى عليه من يديه، وجردوه من ملابسه كاملة، وأطلقوا أعيرة نارية فى الهواء لإرهاب الأهالى ومنعهم من التدخل، وشرّحوا جسده ووجهه بالأسلحة ‏البيضاء.‏
وأكد الشهود أن المجنى عليه ظل يصرخ، طالبًا الاستغاثة، مرددًا: «بالله عليكم خلاص».‏
إلى ذلك، أمرت النيابة بتحريز مقاطع فيديو تم تصويرها للواقعة، وقررت تفريغها لاستيضاح مدى اشتراك آخرين بالجريمة، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول هُوية باقى الموجودين ‏بالفيديوهات. وتعود بداية الأحداث إلى عام ٢٠١٤، حيث كان القتيل قد أطلق طلقات خرطوش، فى أحد الأفراح، كنوع من المجاملة لأصحاب العُرس، وهو ما أدى إلى إصابة «دينا» وشقيقها ‏بالطلقات.‏