رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سفيرة السماء».. معرض لتسجيلات أم كلثوم النادرة فى فرنسا

أم كلثوم
أم كلثوم

يحتفل الكثير من دول العالم، بذكرى كوكب الشرق أم كلثوم، بعد مرور 43 سنة على وفاتها، وتقيم فرنسا احتفاءً خاصًا، خلال الأسبوع الجارى، وتقيم معرضًا تحت عنوان «الموسيقى»، يتناول حياة الفنانة الراحلة، ويعرض بعض مقتنياتها النادرة، ويمتد حتى شهر أغسطس المقبل.

أفردت عدة صحف ووسائل إعلام فرنسية، مساحات واسعة، للحديث حول أم كلثوم وإسهاماتها، ووصفتها قناة «فرانس إنفو»، بـ«الهالة الأبدية» للموسيقى الشرقية، وكشفت القناة عن أن المعرض يضم بعضًا من ملابسها المميزة، والتى كانت جزءًا لا يتجزأ من أسطورتها.
وأوضحت أن أم كلثوم، معشوقة الفرنسيين، أغوت الملايين من النساء والرجال بصوتها اللافت وطريقتها الخاصة فى الغناء، وقدمت نمطًا مختلفًا ومتفردًا فى الطرب، وأدت العديد من الألحان الفريدة، التى ستظل علامات فى تاريخ الموسيقى، وكانت أم كلثوم رمزًا لمصر فى الستينيات، وسبب انفتاح دول وشعوب العالم على القاهرة».

وعرضت «فرانس إنفو»، قصة حياة أم كلثوم، التى ولدت فى مصر عام ١٨٩٨، وتوفيت فى فبراير ١٩٧٥، وقالت: إنها غنت عن الأحزان والأفراح والحب، من عشرينيات إلى سبعينيات القرن الماضى، وبرغم طول أغانيها، فإنها كانت تأسر الجمهور، وهى على خشبة المسرح، وظلت كذلك حتى اليوم، ولديها مكان خاص فى قلوب المصريين، وتوارثت الأجيال تلك المكانة حتى يومنا هذا.

وتابعت القناة، أن المعرض يُقام حاليًا فى مؤسسة «فيلهارمونى» الموسيقية بباريس، ويضم عدة قاعات، وغرف، وقد سمحت المؤسسة للفرنسيين بالدخول من الثلاثاء إلى الخميس، من الظهر إلى الساعة السادسة مساءً، وفى الجمعة من الظهر إلى الثامنة مساءً، والسبت والأحد من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، ويتراوح سعر تذاكر الدخول ما بين ٥.٥٠ و١١ يورو.

واحتفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية أيضًا، بالمعرض الخاص لأم كلثوم، والذى يمتد لـ٤ أشهر، وذكرت أن أم كلثوم، التى ولدت فى مصر لعائلة متواضعة، أصبحت فى الستينيات رمز الاشتراكية فى نظر الرئيس جمال عبدالناصر، لدرجة أن البعض يطلق عليها «سيدة مصر الأولى»، وكانت سبب انفتاح العالم على مصر، من خلال أغانيها التى وصلت إلى جميع الدول، وقد قدمت أم كلثوم حفلًا واحدًا فى قاعة أوليمبيا الأسطورية فى باريس عام ١٩٦٧، والذى يعتبر أقدم مسارح العرض فى عاصمة النور، ولا يزال قائمًا حتى الآن.
وكشفت الصحيفة عن أن القائمين على حفل أم كلثوم فى باريس آنذاك، كانوا متخوفين من أنها ستؤدى ما بين أغنيتين و٣ أغانٍ، وهو ما أزعجهم، إذ كانوا يتوقعون عرضًا قصيرًا جدًا، ولكن مخاوفهم تبددت عندما صعدت أم كلثوم على خشبة المسرح، حيث أبهرت الجمهور بأدائها الفريد، وصوتها القوى، واحترافها الشديد للقواعد الموسيقية، وتمازج أدائها مع الألحان.

وترى الصحيفة أن أم كلثوم كانت رمزًا للثورة أيضًا، بعد أن خلعت الحجاب، الذى كانت ترتديه وهى صغيرة، وفرضتها عليها البيئة الاجتماعية المنغلقة فى تلك الفترة من عمر مصر، إلا أن فساتينها كانت لآخر لحظة من حياتها تمتاز بنوع من الاحتشام إضافة إلى الأناقة الفريدة.

ويضم المعرض بعضًا من الملابس والفساتين والمجوهرات، فى حين يريد القائمون عليه أن يظهر مركزية الموسيقى فى المجتمعات العربية، وثراء هذا التراث الثقافى، وكما يعتبر دعوة للشباب الفرنسى المعاصر، الذى لم يتعرف على فترة حياة أم كلثوم، إلى استكشاف أشكال موسيقية شرقية وشعبية راقية، ليست موجودة فى تلك الفترة.

ويقول فيرونيك ريفيل، أحد المسئولين عن المعرض: «روح وصوت أم كلثوم الإلهى، يستطيع أن يطوف العالم حتى بعد ٤٣ سنة من وفاتها، والمعرض يدعو الفرنسيين إلى خوض غمار رحلة موسيقية شرقية ليس لها مثيل، ودعوة أيضًا للوصول إلى عوالم شفافة ونقية، والشعور بنشوة الغناء الصافى».

وأضاف أن الزائر يستطيع أن يعيش الأجواء المصرية فى الغرف المخصصة للمعرض، حيث سيجد غرفًا تشبه المقاهى المصرية، وسيجد العود الشرقى مرفوعًا على الحائط، والمناضد مرصوصة وعليها الدومينو والطاولة، كما يمكن الاستماع إلى راديو قديم، يظهر من خلاله صوت أم كلثوم، بأغنيتيها الشهيرتين: «إنت عمرى» و«ألف ليلة وليلة».

وأوضح ريفيل أن المعرض يضم تسجيلًا نادرًا لأم كلثوم، وهى تقرأ القرآن الكريم، وبعض الأدعية الدينية.