رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مصرية: عابدين.. واللى منها


إذا ما فكرت فى كتابة صفات أهالى حى عابدين فسوف تكون "الرجولة" هى الصفة الأساسية لهم، فعلى مر العصور عرف أهالى الحى بالشهامة والجدعنة والمواقف الشهيره التى لعبها أهالى الحى الشعبي العريق وهى صفات تشعر بها إذا ما تعاملت مع أحد من سكانها أو إذا طلبت منهم شيئًا أو لجات إليهم في مساعدة،
ولن ننسى أبدا كلمات الفخر التى قالها أهالى عابدين حين تم الكشف عن أعضاء تنظيم ثورة مصر الذى اتهم فيه الدكتور مهندس خالد جمال عبدالناصر مع ضابط المخابرات المصرى البطل محمود نور الدين وكان معظم أعضاء التنظيم من أبناء حى عابدين أذكر منهم البطل نظمى شاهين والبطل حمادة شرف ابن الكابتن على شرف نجم نادى الزمالك الأسبق، حيث قال بناء الحى وقتها ويمكن الرجوع لصحف تلك الفترة فى وسط الثمانينيات إنه شرف لهم أن من سعى لقطع رجل الصهاينة من مصر أن يكونوا من أبناء عابدين، وتجلت رجولة اهالى عابدين حين أعلنوا أثناء احداث 30 يونيو من خلال تعليق يفط وبنرات وزعت على مداخل الحى مكتوبا عليها "ممنوع دخول الإخوان" وأعلنوا يومها تصديهم لأى محاولة لتخريب او حرق أو تعدٍ على المصريين.
يضم حى عابدين أهم الوزارات والجهات السيادية منها الداخلية والعدل والمالية والتعليم والإنتاج الحربي وبعض المصالح الحيوية مثل مصلحة المناجم ومصلحة الخزانة والجامعة الأمريكية. 
وشهد حى عابدين تغيرات مهمة فى أسماء الشوارع والأماكن الحيوية منها تحويل اسم ميدان عابدين إلى ميدان الجمهورية وأصبح شارع عابدين شارع الجمهورية وشارع عماد الدين أصبح محمد فريد وشارع دار النيابة أصبح شارع مجلس النواب ثم مجلس الشعب، وحول البرلمان كانت توجد وزارة الشئون الاجتماعية التي تم هدمها لإفساح مكان لمترو الأنفاق ووزارة الأشغال قبل انتقالها إلى إمبابة لإفساح مكان لمجلس الشورى ووزارة الصحة والتجارة، وتحول شارع الدواوين إلى شارع نوبار باشا والشيخ حمزة إلى هدى شعراوى وشارع جامع جركس إلى صبري أبوعلم، ومن أبرز المبانى ديوان محافظة القاهرة ومحكمة عابدين. من أشهر حارات حي عابدين حارة السقايين، التي نتذكر معها دائما أغنية: «ماتروحش تبيع الميه في حارة السقايين»، رغم عدم وجود «سقايين» في هذه الحارة أصلا ولكن يبدو أن الاسم ممتد من العصر المملوكى. 
أنجب حى عابدين العديد من الأسماء فى كل المجالات أذكر منهم دلوعة السينما الراحلة العظيمة شادية التى ولدت في منطقة الحلمية الجديدة التابعة لحى عابدين، أيضا ولدت سيدة الشاشة العربية، فاتن حمامة فى حى عابدين عام 1931 رغم أن جذورها من المنصورة، كذلك الفنانة الكبيرة نادية لطفى من مواليد حى عابدين عام 1937، وملحن الليلة الكبيرة الفنان سيد مكاوي من مواليد 1928 وسعيد شيمى أشهر مصور سينمائي، والنجم الشاب أحمد عز.
أما سبب تسمية الحى فينسب إلى الامير عابدين بك الأرناؤوطي (حوالي 1780 ـ 1827) هو قائد عسكري ألباني برز في عهد محمد علي باشا وكان من كبار قادة الجيش، ويُنسب إليه قصر عابدين، الذي اشتراه الخديو إسماعيل من أرملتة بعد وفاة الأمير عابدين، ثم هدم القصر القديم وضم إليه بعض الأراضي المحيطة، ليصبح قصرًا للحكم من سنة 1872 إلى قيام ثورة يوليو 1952، محتفظًا باسم مالكه القديم، ثم تحول إلى قصر من القصور الرئاسية بقرار من مجلس قيادة ثورة يوليو. 
وحكم الأمير عابدين منطقة دُنْقُلا وهى مدينة تقع في شمال السودان على الضفة الغربية من نهر النيل بتكليف من الوالى محمد على.