رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يسوع وراء القضبان.. تحويل أخطر سجن فى العالم إلى كنيسة.. ونزلاؤه من المافيا إلى الصلاة

جريدة الدستور

على الرغم من أن أفلام هوليوود استطاعت أن تخطف أنظار محبى الرعب لسجن «سان فرانسيسكو جوتيرا» بدولة السلفادور، الذى يضم أخطر عصابات العالم مثل عصابتى «باريو ١٨»، و«مارا» تلك التى نجحت خلال سنوات مضت فى جعل سان سلفادور العاصمة الأكثر دموية فى العالم- إلا أن الحوادث الأخيرة وجّهت كاميرات العالم صوب هذا السجن، بعد أن نجح المسيح فى إقناع المافيا بتضحياته من جديد، داخل الزنازين المحصنة.

فهل تصوّر أحد أن يدخل المسيح إلى سجن سان فرانسيسكو، تلك القلعة الحصينة، القابعة بالدولة الأصغر والأعلى كثافة سكانية فى أمريكا الوسطى؟.. هذا ما رصدته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، التى نشرت مشاهد ربما تُذكرنا بطقوس الشيعة، وهم يمارسون صلواتهم، فها هم أعضاء عصابات المافيا الأخطر يرددون أغنياتهم الدينية فى السجن الأكثر شهرة فى العالم، ويبنون كنيستين بين الزنازين.
وتقول الصحيفة إن الضباط فى السجن، ربما استطاعوا إحياء المسيح هناك، وهو ما حوّل مجرمين هم الأخطر فى العالم، إلى عباد صالحين يرتلون الترانيم، فالواقع هو أن أغلبية المجرمين اعتنقوا المسيحية بالفعل، والآن يحاول ما يقرب من ١٥٠٠ سجين، العثور على الخلاص الذى تحدث عنه المسيح، الخلاص من الآلام عن طريق البكاء والركوع وخفض الرءوس فى الصلوات.
وحسب التقرير، فقد تخلّى أعضاء سابقون فى عصابة «باريو ١٨» عن إجرامهم، وقرروا تشكيل كنيستين فى السجن، ولهم طرقهم فى قص الشعر وممارسة العبادة.
ويقول مجرم يُدعى «ريفيرا»، يبلغ من العمر ٣٦ عامًا، وهو قاتل سابق من عصابة «باريو ١٨»: «لقد أنقذنا المسيح.. والآن العودة إلى حياة العصابات تعنى الموت»، مضيفًا: «لقد ظهر لى الله فى حلم، وأتوقع أن أصبح قسًا فى المستقبل، فأنا الآن فى منتصف الطريق من الحكم بالسجن لمدة ثمانى سنوات».
مدير السجن الذى يدعى أوسكار بينافيدس، قال: «إن الغالبية العظمى من السجناء يرغبون فى العثور على الخلاص على يد المسيح»، مضيفًا: «البعض يبكى بصمت، بينما يقرأ من الكتاب المقدس، والبعض الآخر يغنى التراتيل، ويصفق ويلوح بحماس قائلا: آمين».
أما مايكل دوجلاس هيرنانديز، وهو أحد المجرمين المشهورين فى سجن سان فرانسيسكو، فيقول: «أنا أمين المكتبة فى السجن، وعملى هو إعطاء الوقت للقراءة لإخوانى، ولقد أصبحت مسيحيًا منذ عامين لأن الله لمس قلبى».
ويقول أحد المجرمين، يدعى روبرتو كارلوس فالنسيا كروز: «سئمت من عيش حياة غير مرغوبة، لقد وضعنى الله فى المكان الأكثر ملاءمة، وأنا أعلم إخوانى القراءة والكتابة».
ويعد سجن سان فرانسيسكو جوتيرا الأكثر حراسة، فهو معزول عن العالم الخارجى لضمان قطع كل سبل الاتصال عن هذه العصابات الإجرامية، وخلال الأعوام الماضية قتلت العصابات ٢٠ ضابط شرطة، وجنديين، و٦ من حراس السجن، ومدعيًا عامًا. وانتقد كثيرون خطوة الحكومة السلفادورية فى جمع أخطر عصابتين فى البلاد فى سجن واحد، ليكون بذلك أخطر سجن فى العالم.
وتحتل السلفادور المرتبة الرابعة ضمن قائمة أعلى معدلات جرائم القتل فى العالم، فقد ارتكبت ٦٠٪ من جرائم القتل على يد تلك العصابات التى يوجد بعض عناصر منها فى سجن جوتيرا، وهم يتصارعون فيما بينهم على القوة والسلطة.
والآن وعلى الرغم من أوشمتهم العدائية والوحشية، ستجد السجناء الآن يرتدون قمصان تحمل «صليب المسيح»، وسلاسل وقلادات تحمل كلمات مثل «يسوع يحفظ حياتى»، وأصبحوا يشتركون فى المهام فى السجن، ويقومون بعمل دراسات للصلاة وبناء الأراجيح فى حديقة السجن.
وأوضحت الصحيفة أنه قد نمت المسيحية الإنجيلية بسرعة فى أمريكا الوسطى فى العقد الماضى، وحتى إنها طغت على السياسة المحلية، وتخطط حكومة رئيس السلفادور سانشيز سيرين، لاستخدام «جوتيرا» كنموذج لإعادة التأهيل الدينى الذى تأمل السلفادور فى تكراره.
فقبل عامين كان السجن الذى يقع على بعد ١٠٠ ميل شرق العاصمة سان سلفادور، شبه موطن لأعضاء العصابات النشطين.