رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ترامب لا يلتزم بسيناريو».. توقعات بفشل القمة الأمريكية الكورية

ترامب
ترامب

تصدرت أخبار زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، مايك بومبيو، كوريا الشمالية للقاء كيم جونج أون، وأخبار نيكى هالى مندوب أمريكا لدى الأمم المتحدة، التي تسرعت في إعلان نية الرئيس دونالد ترامب الإعلان عن حزمة عقوبات جديدة على روسيا- المشهد الإخباري في الولايات المتحدة الأمريكية والصحف العالمية، وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" فإن الخبرين بالرغم من عدم ترابطهما ظاهريا، إلا أنهما يعززان الجانب السلبي المحتمل للمفاوضات التي تنطوي على رهانات عالية والتي تشمل رئيسًا يبدو أنه يكافح في كثير من الأحيان لتنفيذ استراتيجية متماسكة ومدروسة.

ووفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست"، قوبل موقف «ترامب» تجاه كوريا الشمالية وقراره بالاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي بتصفيق من الشعب الأمريكي والتفاؤل الحذر من قبل الخبراء والسياسيين.

وعلى الرغم من سعي كوريا لمثل هذه المحادثات منذ سنوات، إلا أن هناك شعورا بأن العقوبات الاقتصادية المعيقة - العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب في مجلس الأمن الدولي المتعنت في كثير من الأحيان - ربما دفعت كوريا نحو إجراء مفاوضات مشروعة لنزع الأسلحة النووية.

لكن الجانب السلبي المحتمل من الاجتماع وفيه سيتقابل «ترامب» وجها لوجه مع «كيم»، يبدو أمرا واقعيا، لا سيما أن الأول غير قابل للتنبؤ بتصرفاته، ستكون هناك محادثات شديدة الحساسية تشمل ديكتاتورا نوويا، أما ترامب فكثيرا ما هدد بتدمير كوريا الشمالية تماما، مع افتقاره إلى التحكم في رسائلة وتجاهله للإعداد، ليضيف التقرير: أن هناك فرصة غير اعتيادية بالتأكيد بأنها ستكون سيئة.

هذه التصرفات غير المتسقة، تنقلنا إلى تعليقات «هالي» التى أكدت أن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا سيتم الإعلان عنها في غضون ساعات قليلة، ولكن بدلًا من تصحيحها، أعلن البيت الأبيض أنها أخطأت واختلط عليها الأمر، ثم قال كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض، لاري كودلو، أنها لم تخطئ وبالفعل عقوبات قادمة لروسيا لكن ما زالت قيد المناقشة ولم يتم تحديدها حتى الآن.

إعلان البيت الأبيض أغضب «هالي» وجعل رد فعلها عنيفا، وفي استجابة قوية قالت في بيان: «مع كل الاحترام الواجب لا أشعر بالحيرة أو الارتباك، ولم يختلط علي الأمر».

وعلقت الصحيفة الأمريكية: «تقول هالي بشكل أساسي أن ترامب غير رأيه بعد أن قرر البيت الأبيض نشر عقوبات جديدة ضد روسيا وأعطتها الضوء الأخضر للإعلان عنها.. من الصعب قراءة تعليقاتها بأي طريقة أخرى، وهي طريقة تؤدي للجحيم خاصة عند التعامل مع شيء جوهري وأساسي وخطير مثل فرض عقوبات ضد قوى خارجية معادية».

هؤلاء هم الأشخاص الذين يستعدون لمحادثات تاريخية مع زعيم قوة أجنبية أكثر عدائية، وهذا هو الرئيس الذي يمكن أن تحدد قدرته على التفاوض في اجتماعه مع «كيم»، مصير كل من الاتفاق وحياة الناس.

إذا لم يكن لدى البيت الأبيض خطة للتنفيذ، أو أن ترامب لا يستطيع صياغة خطة أو المضي قدما في تنفيذها، فقد يشكل ذلك مشكلات كبيرة، القاعدة الرئيسية لهذه القمم هي لا مفاجآت، ولا يبدو أن ترامب يستطيع أن يقود القمة بلا مفاجآت.

ويأتي هذا الإخفاق الجديد ضمن سلسلة من الإخفاقات والفضل السابق، بعد فشل «ترامب» الشهر الماضي في الالتزام بنقاط الحوار في اتصاله الهاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - بما في ذلك تحذير لا تهنئة بشأن فوزه فى الانتخابات، وحث على تسليط الضوء على تسمم جاسوس روسي سابق في بريطانيا.

لدينا الآن واقعتان من تصرفات «ترامب» خلال شهرين تثبتان أنه لا يستطيع التمسك بسيناريو السياسة الخارجية أو حتى بالمبادئ التوجيهية العامة.