رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ بالأزهر: «القزع» مكروه باتفاق الفقهاء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الدكتور أحمد عرفة عضو هيئة التدريس بالأزهر، إن الدين الإسلامي حثنا على النظافة والتجمل، وبيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الله جميل يحب الجمال.

واستشهد "عرفة" بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس" وأرشدنا أيضا إلى إكرام الشعر، وذلك فيما أخرجه أبو دواد في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من كان له شعر فليكرمه".

وأضاف في معرض رده علي سؤال يتضمن علي معرفة حكم الشرع في القزع، وأنه من الأمور التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو عبارة عن حلق بعض الشعر وترك بعضه بغير حاجة أو ضرورة لذلك من مرض أو علاج ونحوه.

وتابع: جاء ذلك فيما أخرجه البخاري في صحيحه عن نافع، مولى عبدالله: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن القزع "قال عبيد الله: قلت: وما القزع؟ فأشار لنا عبيد الله قال: إذا حلق الصبي، وترك ها هنا شعرة وها هنا وها هنا، فأشار لنا عبيد الله إلى ناصيته وجانبي رأسه، قيل لعبيد الله: فالجارية والغلام؟ قال: لا أدري، هكذا قال: الصبي، قال عبيد الله: وعاودته، فقال: أما القصة والقفا للغلام فلا بأس بهما، ولكن القزع أن يترك بناصيته شعر، وليس في رأسه غيره، وكذلك شق رأسه هذا وهذا.

وأشار "عرفة" إلى الفقهاء اتفقوا على كراهة القزع؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع وقال: احلقوه كله أو اتركوه كله، واختلف في علة النهي فقيل: لكونه يشوه الخلقة، وقيل: لأنه زي الشيطان، وقيل لأنه زي اليهود، وقد جاء هذا في رواية لأبي داود، وقيل زي أهل الشر والدعارة.(الموسوعة الفقهية الكويتية 33165).

ولفت إلى أنه من خلال الأدلة المقدمة سالفة الذكر يتبين لنا أن القزع مكروه، وذلك للأحاديث الصحيحة التي ذكرناها والتي نهى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل، مشيرًا إلى أن من إكرام الشعر أن يحلقه كله أو يتركه؛ لأن في حلق بعضه وتركه بعضه دون حاجة من دواء ونحوه تشويه للخلقة، وتشبه بزي اليهود، وأهل الشر والدعارة، فينبغي علينا أن ننصح أبنائنا وننهاهم عن هذا الفعل، وأن عليهم أن يمتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بالعمل بأوامره واجتناب نواهيه كي يسعدوا في الدنيا والآخرة.